رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أولياء الله الصالحين.. الإمام الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة

جريدة الدستور

القرآن الكريم، هو دستور المسلمين فيه حكم ما بينهم ونبأ ما قبلهم وخبر ما بعدهم، وهو القول الفصل والنور المبين والذكر الحكيم. 

ومدح الله تعالي آل بيت النبي صل الله عليه وسلم في "القرآن الكريم" وأثني عليهم، حين قال عز وجل " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (33) سوره الأحزاب

ورضي الله عز وجل على أهل بيت نبينا الكريم فقد أذهب الله عنهم السوء والفحشاء وطهرهم من الادناس والمعاصي، فهم أهل الطهر والعفاف وأهل التقوى والصلاح، فأقاموا منارة الدين وأعلوا شان الإسلام، وأهل بيت النبي صلي الله علية وسلم هم "آل علي، آل عقيل، آل جعفر، آل عباس" 

وأوصانا رسولنا الصادق الأمين على أهل بيته، حين قال زيد بن أرقم "رضي الله عنه" سمعت "رسول الله صلي الله عليه وسلم" يقول:"أيها الناس، فإنما أنا بشرٌ يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" قيل ومن أهل البيت يا زيد قال هم "آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر وآل عباس".

سيدنا وإمامنا الحسين رضي الله عنه سبط رسول الله صل الله عليه وسلم وسيد شباب أهل الجنة وهو من قال:"الحِلمُ زِينةٌ، والوَفاءُ مُروءَةٌ، والصِّلَةُ نِعمةٌ، والاستِكثارُ صَلفٌ، والعَجلةُ سَفهٌ، والسَّفهُ ضَعفٌ، والغُلوُّ وَرطةٌ، وَمُجَالسةُ أهلِ الدَّناءة شَرٌّ، ومُجَالسةُ أهلِ الفُسوقِ رِيبةٌ". 

وصفة عميد الأدب العربي طه حسين في كتابه "الفتنه الكبرى" أنه "صاحب فطنة وبعد نظر في الأمور، إلى جانب جديته الشديدة"

 وهو من قال عنه ابن عساكر أنه "كان دائم الكرم يقضي للناس ديونهم ومغارمهم ولم يكن يوما يحسب من المبذرين". ووصفه ابن أبي الحديد بأنه شجاع ومقدام منذ صباه يحطم الفرسان تحطيما وهو أبو عبد الله وأبو سكينه الوالد الذي لا ينافسه في ابوته سوي أم رؤوم.

كان الإمام الحسين يشبه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، من حيث البنية الجسدية. وتحمل الحسين أن يري ابنه يطعن بسهم الغدر ينهش احشائه حين طلب الماء منه على يد أهل كربلاء وسهم اخر يصيب فم الحسين ودعا الله وهو ينزف قائلا: "إن تكن حبست عنا النصر من السماء، فاجعل ذلك لما هو خير منه وانتقم لنا من القوم الظالمين".

مات الإمام الحسين بسبب الخيانة فما حدث في كربلاء من انقلاب ومؤامرة قامت بها أطراف سياسية عدة في الدولة الناشئة التي لم يمر على تكوينها 60 عامًا، كان مؤامرة للإطاحة برمز ديني وسياسي هام، يؤرق وجوده "المملكة" التي أنشأها بنى أمية، وكان أول ملوكها معاوية بن أبى سفيان، حين اراد توريث "الابن" في حركة غيرت مفهوم التاريخ الإسلامي بعد ذلك، وكان الحسين بن على يمثل "حجرًا صلدًا" في وجه المطامع الدنيوية لبني أمية.

إمام مسجد الحسين يتحدث عن مكانة حفيد النبي

نحن متعلقين بالمكان روحاً و جسداً خاصاً أهالي الجمالية بالإضافة الي أبناء جميع المحافظات و العالم أجمع نري في المسجد زوار يأتون لزياره "سيدنا الحسين" و التبرك به من جميع بقاع الأرض، يؤكد جميع زوار المسجد أنهم يشهدون في هذا المكان روحانيات عالية و بركات و نفحات، لدرجه أنني تواصلت مع إحدى السيدات و هي من الاشراف و التي كانت تسكن المدينة و كانت متعلقة بشكل كبير بسيدنا "الامام الحسين" وسألتها أنتِ تسكنين بجوار النبي صلي الله عليه و سلم و قد جئتي هنا لسيد الشهداء "الامام الحسين" فهل تجدين رابطاً بين مشهد الحسين و مشهد ذات النبي صلي الله عليه و سلم؟ أجابت "أشعر أن هنا و أشارت الي مسجد "سيدنا الحسين" قطعه من هناك , و هذا تحقيق عملي عندما قال نبينا الكريم صلي الله عليه و سلم "حسيناً مني و أنا من حسين , هذا الحديث النبوي يدلنا علي قيمه المكان الذي حبا الله به مصر و هو نعمه كبيره لوجود رجل قال عنه النبي أنا من حسين.

ورداً عن المشككين في وجود "الرأس الشريفة لسيدنا الحسين"، قال الشيخ أحمد مكي، إنه:"عندما صرح الشيخ منصور الرفاعي في لقاء مع الإعلامي طارق علام، وأكد على وجود رأس الحسين، لم تكن هذه اللجنة فقط ولكن من مئات السنوات تنزل لجنه تعاين وتثبت الامر وهو أمر ثابت ولكن مهما ثبت سيظل من في قلوبهم مرض يشككون في هذا الامر، ولكننا نقول للمحب سل قلبك، المحب لا يشكك في هذا الامر أبدا".

وتابع:"عندما نتكلم عن التاريخ فالثابت أن هناك عده روايات الأرجح منها وجود الراس الشريفة هنا والجسد في كربلاء، أما إذا تكلمنا عن المحب فيراه هنا في مصر كاملاً ومن مزمار الحقائق أن توافرت النقول والرؤى برؤيه النبي صلي الله عليه وسلم يأتي الي مشهد الحسين، يزور مشهد سيدنا الحسين، وللشيخ صادق الجعفري قصيده في ذلك يقول فيها: 

رأيت المصطفي كالبدر يأتي يزور حسينة ... حينا فحينا فزوروا مثله سبطاً سمياً...وكونوا مثل خير المرسلينا وقل يارب صل علي محمد...وآل محمد وال مؤمنينا سلام الود من قلبي إليكم...ورحمة ربنا للصادقينا.

هذا كلام أهل الحقائق ونحن في كل مقال نتحدث فيما يليق.

مولد "سيدنا الحسين": 

ولفت "مكي"، إلى أن "إقامة الموالد عادات متوارثه منذ قرون و تنم عن سنه نبويه حينما سؤل رسول الله صلي الله عليه و سلم أي الإسلام خير قال: إطعام الطعام، و من هنا شاعت هذه العادة كما أنها تعبر عن أصل أصيل وفطرة صادقة في المصريين، وهي فطره الكرم كما يعبرون أيضا عن خلق أصيل من أخلاق أهل البيت، فقد كانوا يكرمون الضيف، هذه العادات والتي تسمي الخدمة أو الضيافة أو المولد، فهو تحقيقا لقول النبي صلي الله عليه و سلم: إطعام الطعام وإفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف".

ونوه: بأن "الموالد إذا نظمت وتم تحسين صورتها هي صوره لقوله تعالي: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، وتحقيقا لخيره الإسلام، يلتقي الناس من كل بقاع الأرض كلاً يلتقي على محبة سيدنا الحسين" الولي الذي نحبه في الله, و كون هذه الموالد تتضمن سلبيات لا ينقص من شانها ولا يغض من قيمتها فهي عاده طيبه تحتاج التنظيم".

وعن سبب تواجد الحمام بشكل كثيف وملفت حول المسجد، أشار "مكي"، إلى أنه "كان موجودًا من قبل بشكل دائم ولكنه لم يكن يظهر بسبب كثره الزحام، بالإضافة إلى أن فترة كرونا منحته فرصة للتكاثر والتواجد بشكل ملحوظ، كما أنه يشكل مظهرًا جميلًا، وأن كان يتعبنا في النظافة ولكننا نتحمله إكرامًا لسيدنا الحسين".

وأكمل:"ونسأل الله عز وجل أن يفهم الناس قيمه سيدنا الحسين وجواره لنا في مصر، الناس لا تقدر هيبه هذا المقام أو المشهد وتسيئ للمكان منهم من يفقع الصوت ومنهم من يلوث المكان ومنهم من يقف أمام المشهد وينشغل بمحادثات تليفونيه او التصوير هناك أجد شيء من التهاون في معرفه قدر هذا الجوار وأتمنى على كل مصري أن يعرف قيمته.

جيران "الحسين"

الحاج محمد الصاوي: قلت الخدمات بسبب كورونا 

تعتبر منطقه الحسين من أشهر أحياء القاهرة باعتباره مكان عريق ومن يزوره يعود مره اخري لتكرار الزيارة سواء من الدول العربية او الأجنبية.

وعن الخدمات التي كانت تقدم في رحاب مسجد الحسين أكد "الصاوي" أنها قلت في الفترة الأخيرة بسبب جائحة كورونا من أشهر من كان يقوم بالخدمة الكثير من المشاهير من رجال الدين والثقافة والفن بالإضافة لخدمة أبناء حي الجمالية الدائمة.

 في الماضي كان المكان دائماً مزدحم بالزوار عكس الان سواء لزيارة المسجد او السياحة، وعن الكرامات أضاف "الصاوي" اننا نعيش في كرامات الحسين التي يرسلها لنا الله عز وجل خاصاً اثناء تواجدنا في مسجد الحسين للصلاة او زيارة الضريح كما كنا في الماضي.

الحاج سيد: الاحتفال بالمولد اختلف

جيران الحسين في الماضي كانوا يتمتعون بالطيبة الزائدة "قلبهم علي قلب بعض" كما كنا نري في الموالد الكثير من المنشدين وخاصا الشيخ ياسين التهامي والذي كان يحضر دائماً يوم الأربعاء ثاني أيام "مولد الحسين" الكل يتقابل على الإنشاد والذكر والاحتفال عكس الآن أصبحت المقاهي مكان التقاء الزوار.

أما عن الخدمة بجوار الحسين، أشار الحاج سيد: إلى أنها كانت تبدأ من الليلة الصغرى للمولد "سيدنا الحسين" كنت اري الشيخ محمد محمد الكحلاوي يجلس داخل الجامع تحت مدنا المسجد يوزع الطعام وكان الطعام يكفي الجميع علي عكس الآن، لم أعد أر من يقوم بالخدمة بجوار "سيدنا الحسين" وكأن الخدمة أمر من الماضي وأنتهي عهده حديثاً، كانت الليلة الكبير لمولد سيدنا الحسين تقام ويأتي إليها الناس من جميع انحاء العالم، بالإضافة الي انشاد الشيخ ياسين التهامي وولده محمود التهامي أتمنى جميعاً عوده هذه الأيام مرة أخرى". 

تاريخ بناء وتطوير مسجد الإمام الحسين

صرح الخبير الاثري "مختار الكسباني" "للدستور" عن بدأيه وضع رأس سيدنا الحسن الشريفة في مصر

في بادئ الأمر كانت أرض المسجد هي حدائق الزعفران و كانت ملحقه "بالقصر الشرقي الكبير الفاطمي" و كان بها مجموعه كبيره من اضرحه الخلفاء الفاطميين، وعند حضور "رأس سيدنا الحسين الشريفة" من عسقلان أراد الصالح طلائع بن رزيك وزير الخليفة أن يضع الرأس الشريفة في مسجده مسجد "صالح طلائع" و الذي يقع أمام "باب زويلة" و لكن رفض كبار رجال الدولة الامر كون الصالح بن رزيك رجلاً تركي وتم الاتفاق أن توضع رأس سيدنا الحسين الشريفة في تربه الزعفران الخاصة بأضرحة الخلفاء الفاطميين.

 ووضعت "الرأس الشريفة" في سرداب تحت أرض الزعفران الي أن أصبحت مشهد "لسيدنا الحسين"، تم بعد ذلك هدم جميع الأضرحة المجاورة ونقل رفات الخلفاء الفاطميين إلى صحراء الدراسة المعروفة باسم "مقابر الخلفاء"، وبناء مسجد الإمام الحسين. 

مشاهير منطقة "الحسين"

شهد شارع الجمالية وجود عدد من رموز الفكر والسياسة والصحافة والفن خلال تاريخه، ما ساعد في شهره هذا الحي العرق وتواجدهم الدائم بجوار مسجد الإمام الحسين، وأكثر المشاهير شهرة مشايخ الأزهر ومنهم الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ الشرقاوي والشيخ الأمير، ومعظم العلماء المجاورين للجامع الازهر كونه الجامعة الإسلامية.

وفي بدأيه القرن التاسع عشر حضر العديد من أهل الفكر، ومنهم نجيب محفوظ وجمال الغيطاني وعباس محمود العقاد وطه حسين، ورجل الاقتصاد طلعت حرب، الذين كانوا يرتادون هذا الحي كونه يمثل البيئة المصرية الشعبية والثقافية والروحانيات الموجودة في المكان، وأصبحت سبب شهرته.