رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لبنى عبدالتواب يوسف: رصيد والدي يصل إلى 1115 كتابًا فى 40 عامًا (حوار)

لبنى عبدالتواب يوسف
لبنى عبدالتواب يوسف

 

وهب الكاتب الراحل عبدالتواب يوسف نحو ٤٠ عامًا من حياته العملية والأدبية للكتابة للأطفال، وحظيت أعماله بتقدير محلى ودولى، وجرت ترجمتها وتدريسها فى الجامعات والمدارس، حتى بات «رائد أدب الطفل فى مصر» ومن ثم كان طبيعيًا أن يتم اختياره شخصية لمعرض كتاب الأطفال.

«الدستور» التقت نجلته «لبنى» لتروى تفاصيل وكواليس رحلة الأديب الراحل، وذكرياته مع كبار الأدباء، والشخصيات التى أثرت فى تكوينه.

وكان «يوسف» أول من أقام أول مؤتمر لثقافة الطفل عام ١٩٧٠، وأنشأ جمعية ثقافة الأطفال، فضلًا عن أنه أول من قدم عملًا إذاعيًا للأطفال.

 

■ كيف استقبلت أسرة عبدالتواب يوسف نبأ اختياره ليكون شخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام؟

- سعدت أنا وأشقائى بهذا الأمر بالطبع، خاصة أنه تكريم من بلدنا مصر، ورغم أن والدى حصل على عدد كبير من الجوائز المصرية والعربية والدولية، لكن يبقى اختيار اسمه شخصية لمعرض الكتاب شرفًا كبيرًا. 

■ كيف بدأت رحلة والدكِ مع أدب الطفل؟

271882815_1388087482015083_839357824649129714_n
لبني عبدالتواب مع والدها 

- فى بداية حياته الوظيفية عمل فى وزارة التربية والتعليم، ولم ينخرط فى العمل السياسى إلا فى فترة الرئيس الراحل محمد أنور السادات عندما رشح نفسه للاتحاد الاشتراكى ونجح فيه بسبب والده الشيخ يوسف، ابن محافظة بنى سويف، وتولى مسئولية القسم الثقافى فى اللجنة المركزية بالاتحاد، وظل لفترة ٤ أو ٥ سنوات يمارس عمله ويتعرف على خبايا السياسة والثقافة، ثم توقف وقرر أن يوهب حياته لأدب الأطفال.

■ مَنْ الأشخاص الذين لعبوا دورًا رئيسيًا فى رحلة رائد أدب الطفل صاحب التجربة الممتدة منذ ١٩٧٥ حتى رحيله ٢٠١٥؟

- فى ظنى والده، جدى الشيخ يوسف، أستاذ اللغة العربية، حيث لعب دورًا كبيرًا فى حياته، وبرز هذا الدور فى كتاب شهير لوالدى بعنوان «كان أبى معلمًا»، ومثل أى شاب يدخل مع والده فى تحديات، ذات يوم دخل جدى على والدى فى غرفته وسأله: ماذا تقرأ؟، فقال له والدى: أقرأ لأحد الفلاسفة الغربيين وسأكتب عنه، فقال له جدى: ولماذا لم تكتب عن رسول الله سيدنا محمد؟، فقال له والدى: وماذا أكتب عن النبى بعد ما كتب عنه؟، ويقول والدى عن هذه الواقعة فى كتابه: «كنت أتصور أن ما كتب عن النبى محمد لا يسمح لنا ككتّاب أن نكتب عنه أيضًا»، وفوجئت بأنه كتب طوال تجربته أكثر من ١٠٠ قصة عن النبى، وأول قصة كانت على ألسنة الحيوانات والطيور التى عاصرت النبى، ووقتها أخذ موافقة الأزهر الشريف على هذا، ومن بعدها حصل على موافقات الأزهر بكل سهولة عن جميع ما كتبه عن النبى، ومنها كتابه الشهير أيضًا «محمد يحكى عن حياته». عاش والدى مع أبيه ١٦ سنة، أما والدته فعاش معها فترة طويلة بعد رحيل والده، لكن كون والده أستاذًا للغة العربية ترك أثرًا كبيرًا فى نفسه وأفكاره، وجدتى أيضًا لها تأثير على والدى رغم أنها أمية ولكنها مثقفة وحكيمة بالفطرة، وكتب والدى عنها فصلًا كاملًا فى سيرته الذاتية المقرر إصدارها ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب الـ٥٣ بعنوان «عقلى وقلبى وقلمى».

■ كم يبلغ رصيد والدك من الكتب.. وما الفرق بين كتاباته للكبار وللأطفال؟

- إجمالى أعمال والدى ١١١٥ كتابًا صدرت خلال ٤٠ عامًا هى عمر تجربته فى الكتابة، منها كتب للكبار، وكتب للأطفال، ومرصودة ببلوجرافيا كاملة فى سيرته الذاتية، ونشرت من قبل فى كتاب للأستاذ الدكتور جابر جاد نصار عندما كان رئيسًا لجامعة القاهرة، تحت عنوان «فى حب عبدالتواب يوسف»، وهو حصر لكل ما طبع، وتوجد نسخ منه فى مكتبة والدى بمنزلنا، وهناك بعض كتبه صدرت ونفدت وليس لها طبعات أخرى لكنها فى المكتبة.

أما الفارق بين كتاباته للكبار وللأطفال فيعود للغته العربية السلسة، وهو ما جعل القرّاء عند قراءة أعماله مع أطفالهم يجدون فيها متعة مثل ما يجدها أبناؤهم من الأطفال، وكان والدى يكتب للكبار فى نفس ما يكتبه للأطفال ولكن بعمق مختلف بما يتناسب والشريحة العمرية التى يكتب لها، مثل كتبه «عظيمة يا مصر»، وكتب عن المسنين، إضافة إلى دراساته فى أدب الطفل.

■ ما أكثر قصة لعبدالتواب يوسف تأثرتِ بها؟

- من أكثرها كتاب «الهلال والصليب»، وقصة «كان أبى معلمًا» التى ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية ونشرت عنها بحثًا فى إحدى المجلات بإنجلترا، لأنه كتاب جعلنى أعرف جدى بشكل كبير، وتاريخه الوطنى كمدرس للغة العربية فى توقيت ثورة ١٩١٩ أيضًا، وكيف كان محبًا للأطفال بشكل جعل تلاميذه ووالدى يحبون اللغة العربية.

■ يعد والدكِ صاحب أول «بيست سيلر» فى مبيعات الأدب عندما طبع كتابه «حياة محمد» الذى هو عبارة عن عشرين قصة فى ٧ ملايين نسخة، إضافة إلى طباعة ٣ ملايين نسخة من كتابه «خيال الحقل».. كيف ترين ذلك؟ 

- السبب فى ذلك هو إقرار أعماله الأدبية على طلاب المدارس لجودتها وانتشارها، ودعنى أشير هنا إلى أن قصته «خيال الحقل» أول مرة نشرت كانت بعنوان «خيال مآتة» ضمن إصدارات كتاب الهلال للأطفال، رغم أن والدتى لم تكن موافقة على نشرها نظرًا لكونها ووالدى يعملان فى المجال نفسه ولا يصح نشر أعماله فى مجلات ترأس تحريرها، وبالفعل لم تنشر لوالدى أى قصة فى مجلة «سمير» طوال فترة رئاسة تحريرها وإشرافها على المجلة منذ عام ١٩٦٦ حتى ٢٠٠٢، ولكن عندما علم يوسف السباعى، رئيس مجلس إدارة دار الهلال، من سكرتيرته، بثينة البيلى، أن والدتى نتيلة راشد ترفض نشر أعمال والدى، أمر بنشر أول كتاب له «خيال مآتة» ضمن سلسلة كتب الأطفال عن دار الهلال، الذى جرى تغيير اسمه فيما بعد إلى «خيال الحقل» بعد أن تقرر تدريسه للأطفال فى المدارس.

271238450_512973293717451_9046098272173223593_n
من اعمال الراحل

■ ما أبرز الإهداءات المتبادلة بين عبدالتواب يوسف وأبناء جيله من الأدباء؟

- والدى كان يكتب بكل سلاسة، وبينه وبين عدد كبير من الأدباء الكثير من «الجوابات» مع الدكتورة سهير القلماوى وأنيس منصور نظرًا لكونهما عاشا مع بعضهما البعض لفترة، وهو أول من وجّه والدى لكتابة أدب الطفل بعد أن استمع لأعماله فى الإذاعة المصرية، وكذلك جمعته علاقة طيبة مع بابا شارو.

271385682_1354492004988131_7058848937167606605_n
اسرة عبد التواب يوسف 

ما المشروعات التى تأملين إنجازها بعد صدور سيرته الذاتية؟

- أتمنى ترجمة أعماله كاملة، وأن نقرأ كتبه فى المدارس مرة أخرى، ولك أن تعرف مثلًا أن الكاتب والأكاديمى عباس التونسى طلب بعد قراءة كتب والدى تقديمها لطلابه فى قطر، فهل من المعقول ألا يحدث ذلك هنا فى بلدنا، ورغم أن بعض أعمال والدى، مثل قصة «الترومبا»، تنشر وتدرس ضمن منهج الصف الثانى الابتدائى باللغة الإنجليزية، وكذلك قصة «كان أبى معلمًا» تدرس فى الثانوية العامة باللغة الإنجليزية، إلا أن أعماله لم تدرس فى المناهج العربية لطلاب المدارس.