رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هُم يصنعون السعادة ونحن نزرع الشوك..!


فى الوقت الذى لايذال فيه المصريون يتفاخرون بحضارة تجاوز عمرها السبعة ألاف عام؛ فى دولة تشغل موقعا جيوسياسيا نادرا، وباتت تعانى من أزمات شديدة. لم ترد اليها من الخارج، بل صُنعَت بأيدى ابنائها، بدعوى الحرية والديمقراطية،

وباسمهما صارت مصر مرتعا للإرهاب والتطرف.. تأتى فنلندا علُى راس الدول الأقل فسادا فى العالم. وفى نفس الوقت الذى يتصارع فيها المصريون للوصول للسلطة كمؤشر للسعادة لديهم، يستحق الدفاع عنها بالدم.. وجدت فنلندا تفسيرا أخر لمعنى السعادة مغايراً تماماً لذلك الذى وضعته الجماعات الأرهابية فى مصر ولصقته بالدين .. اذ ارتأت فنلندا أن للسعادة ثلاثة مكونات أساسية. مكون مرتبط بالله وأخر بأنفسهم وثالث بحكومتهم. أما العامل الذى أرجعوه إلى الله فيقصدون به الطبيعة الجميلة التى حبا الله به فنلندا، وربما فى إشارة منهم إلى التوفيق .. فإن لم يكن من الله عون للفتى.. فأول ما يقض عليه اجتهاده... وأما ما يخص المواطنين فيقصدون به حبهم للعمل واحترامهم له واخلاصهم فيه واستمتاعهم به.

وحول العوامل المتربطة بدور الحكومة فقد لخصها وزير التجارة والصناعة الفنلندى فى أربعة عوامل أولها الشفافية وانعدام الفساد الادارى.. وهذا ما اكدته تقارير مؤسسة الشفافية الدولية هذا العام،التى أظهرت الفساد وكأنه علم لا تعلمه فنلندا كما أنها لا تعرف أصلاً مايسمى بالعمولات والرشاوى والاستقطاعات والمنح والاستثناءات ولا تعرف حصة الوزير ولا أبناء العاملين. ولا توجد فيها وظيفها مسماها ابن الوزير أو المستشار أو أو ابن عم نائب البرلمان. وعن العدالة الاجتماعية التى كانت ولا تزال مطلبا اساسيا فى كل الثورات العربية. فقد أكد الوزير الفنلندى أن الفوارق الطبقية هي كأدنى ما يكون. أضف إلى هذين العاملين الاستقلال التام للقضاء و التعليم الجيد مع التامين الصحي الممتاز.

ومن زمن بعيد توقفت فنلندا عن تصدير المواد الخام واهتمت بالتصنيع، إذ توقفت مثلاً عن تصدير الأخشاب لتصبح أكبر دولة منتجة للورق في العالم، فارتفع دخلها القومى ليصل إلى 650 مليار دولار أمريكي, مليار ينطح مليار, أي اكبر من دخل ثلاثة أرباع البلدان العربية . فى الوقت الذى تراجع فيه ترتيب مصر فى الناتج المحلى لتحتل رقم 40 على مستوى العالم. ورغم ارتفاع مستويات الأجور إلا أنهم لم يستقدموا أيدي عاملة رخيصة من الهند وبنغلاديش وباكستان والفلبين.

وفي فنلندا لا دخل بدون عمل إلا للعاجزة أو المعتوهين. وفنلندا ذات الخمسة ملايين نسمة هي منتجة تليفونات نوكيا، أي هم الشعب الأكثر إنتاجا للتليفونات للشخص الواحد ونحن الشعب الأكثر استبدالا واستهلاكا للتليفونات المحمولة فى العالم بعد دول الخليج. وعن حرية التعبير عن الرأى فى فنلندا فَحَّدث ولا حرج، وأمن البلاد واستقرارها واستقلال قرارها خط احمر لا يمكن تجاوزه باى حال..!! وفي فنلندا لا يتبعون سياسة الباب المفتوح؛ فجميع أبوابهم مغلقة. وبالقانون وفقط يأخذ كل ذي حق حقه وحقّه فقط..!! وفى الوقت الذى نسعى فيه .. والفارق بيننا وبينهم ليس كبيرا..!! هم فقط يصنعون السعادة .. ونحن فى مصر نزرع الشوك ..!!

http://www.s-hashem.com