رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلزام الرئيس المنتظر بمطالب الشعب


يُلزم الشعب الرئيس المنتظر بأن يتبنى ثورة علمية حقيقية فى جميع المجالات، فالتقدم العلمى لا يختلف من حيث طبيعته عن التقدم فى المجالات الأخرى، هذا التقدم العلمى يحتاج إلى إعداد فريق عمل من جميع المتخصصين فى كل المجالات، ومصر غنية برجالها المخلصين من العلماء فى كل المجالات

يريد الشعب الكثير من الرئيس المنتظر، ويلزمه بتحقيق العدالة الاجتماعية والنظرة الشاملة لمشاكله، فقد عانى من حكامه السابقين معاناة تنوء بها الجبال، فكان الحاكم يبدأ بوضع برامج خيالية لا تمت للواقع بصلة، ويستعمل الكلمات المعسولة عند مخاطبته الشعب، فهدفه الوحيد هو الوصول إلى كرسى الرئاسة بأى ثمن وبعده الطوفان، ولكن لقد تفتحت عيون الشعب ولم يعد يأخذ بالكلمات المعسولة ولا البرامج المفبركة، يريد الشعب رئيسًا له رؤية تنقذ مصر من مشاكلها المزمنة، الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية وغيرها من المشاكل التى لا يمكن حصرها فى هذه العجالة، فجهل سابقيه بأحوال المجتمع المصرى هى خطيئتهم الكبرى، ولابد أن يعى تاريخ مصر منذ توحيد القطرين حتى ثورة 30 يونيو 2013، فالمعرفة التاريخية تعطيه خلفية سياسية وتمنعه من ارتكاب أخطاء غيره، وتؤكد انتماءه الحقيقى لمصر.

يلزم الشعب الرئيس المنتظر، بتحقيق المعجزة المصرية كما حققت اليابان وبعض دول شرق آسيا معجزاتها، بفضل حكام مخلصين لهم رؤية ثاقبة، وهنا نجد أن ثورة الصين التى قامت عام 1950 استطاع قواد هذه الثورة بما لهم من رؤية ثاقبة تحقيق المعجزة الصينية، رغم ما كان يعانى منه الشعب الصينى من مشاكل مزمنة، واستطاع هؤلاء القادة الاعتماد على المقدرات الصينية وإحياء بعض التقاليد القديمة لحل مشاكلهم المزمنة، وكان يمكن لمصر أن تحقق المعجزة فقد قامت ثورتها عام 1952، لولا ما كان يدبر لها من مؤامرات من قبل بلدان الاستعمار القديم، بالتعاون مع بعض أعوانهم فى الداخل، وجرها إلى حروب أفقرت اقتصادها وحققت أهداف هذه الدول فى إغراق مصر بمشاكلها الداخلية، ورغم ما شهدته مصر من تقدم صناعى فى عهد عبدالناصر، فإن هذا التقدم لم يستمر بعد وفاته نتيجة ما تبع ذلك فيما بعد من سياسة الخصخصة وبيع المصانع للأعوان والأحباب.

يُلزم الشعب الرئيس المنتظر بأن يتبنى ثورة علمية حقيقية فى جميع المجالات، فالتقدم العلمى لا يختلف من حيث طبيعته عن التقدم فى المجالات الأخرى، هذا التقدم العلمى يحتاج إلى إعداد فريق عمل من جميع المتخصصين فى كل المجالات، ومصر غنية برجالها المخلصين من العلماء فى كل المجالات والناظر إلى أرفف المكتبات فى الكليات الجامعية المختلفة يجدها تغص بالرسائل العلمية فى جميع التخصصات، وهذه الرسائل لا تخلو من توصيات مهمة، ولكن للأسف لا تجد من يأخذ بها.

يُلزم الشعب الرئيس المنتظر بتحقيق أهداف ثورتيه، وسوف أستعير فقرة من أحد كتب الدكتور زكى نجيب محمود تم تأليفه عام 1979، قد تفيد فى هذا المقام «الثورة أن يتغير الأساس، أن يتغير النمط أو المنوال، تغييرًا يتبعه بالطبع أن يتغير المحصول الناتج، وأن تتغير الأوضاع والقوانين، بما يتناسب مع الأساس الجديد، والنمط الجديد»، فهل من مستجيب وهل من مدكر.

■ عضو اتحاد المؤرخين العرب