رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نشاط دائم.. «الدستور» تتابع إنشاء مجمع الأطراف الصناعية بتكليف رئاسى: أمل جديد لـ«ذوى الهمم»

مجمع الأطراف الصناعية
مجمع الأطراف الصناعية

منذ أيام، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشاء منظومة متكاملة للأطراف الصناعية فى مصر، وتوطين التصنيع والتأهيل والتدريب فى هذا المجال، وذلك خلال متابعته الموقف التنفيذى لإنشاء مجمع صناعى للأطراف الصناعية. كما وجّه الرئيس السيسى بإعداد قاعدة بيانات شاملة لتدقيق وحصر أعداد الأشخاص ذوى الإعاقة الحركية على مستوى الجمهورية، فضلًا عن إدماج التخصصات الأكاديمية المتعلقة بالأجهزة التعويضية والعلاج الطبيعى فى مناهج الكليات العلمية الحديثة، التى أنشأتها الدولة مؤخرًا فى إطار سلسلة الجامعات الجديدة، بهدف تكوين حاضنة تكنولوجية تُسخر لصالح المجمع الصناعى المزمع إنشاؤه لإنتاج الأطراف الصناعية. وفى هذا الإطار، أشاد عدد من ذوى الهمم ومن العاملين فى مجال صناعة الأطراف الصناعية فى مصر، خلال حديثهم إلى «الدستور»، بفكرة إنشاء المجمع الصناعى للأطراف الصناعية، موضحين أن هذا المجمع سيمثل حياة جديدة لذوى الإعاقات الحركية، ونقلة نوعية للصناعة المصرية تصل بها إلى الريادة الإقليمية فى هذا المجال. 

ناصر لطفى: مشروع لإعادة الحياة والروح إلى المرضى والمعاقين

رأى ناصر لطفى، فنى أطراف صناعية، أن تنفيذ مشروع ضخم مثل مشروع مجمع الأطراف الصناعية بمثابة مشروع لإعادة الحياة والروح إلى المرضى والمعاقين مرة أخرى، مشيرًا إلى أن من تعرض إلى حادث وفقد أحد أطرافه أو من وُلد بعيب خلقى فإن الله أعطاه فرصة أخرى للعيش وممارسة حياته بشكل طبيعى من خلال الأجهزة التعويضية.

وأضاف أن التعامل مع الحالة يبدأ أولًا بأخذ مقاس الطرف الصناعى الذى يحتاجه بدقة عالية، وذلك لأن أى خطأ فى القياسات يعنى أن الطرف الصناعى لن يعمل بكفاءة، لأنه فى هذا الحال يعجز المريض عن الاستفادة من الجهاز التعويضى ويصبح بلا فائدة.

وذكر أن التدريب على استخدام الجهاز التعويضى مهم خاصة الأطراف مثل اليدين والقدمين، لأن التدريب يمكّن المريض من الاستفادة القصوى من الطرف الصناعى ليعتاد على استخدامه فى حياته اليومية.

سمير خليفة: يحمى المرضى من استغلال آلامهم

قال الدكتور سمير خليفة، استشارى الأطراف الصناعية بدولة الإمارات سابقًا وصاحب أحد أقدم مراكز تركيب الأطراف الصناعية فى مصر، إن تنفيذ المشروع القومى لإنشاء مجمع متكامل لتصنيع الأطراف الصناعية محليًا يضمن لمصر ريادة حقيقية فى هذا المجال على مستوى المنطقة العربية، كما يمكنها من منافسة الدول الأخرى المهتمة بهذه الصناعة، مثل الصين والهند وباكستان وتركيا.

وأضاف: «مجال صناعة وتركيب الأطراف الصناعية يراعى عدة أبعاد، منها الطبى والهندسى والنفسى، حتى يمكن إنتاج طرف صناعى يعين المريض على التعامل بشكل طبيعى فى حياته اليومية».

ولفت إلى اهتمام الدولة بهذا المجال، وأصبحت له خطة عمل واضحة ضمن استراتيجية قومية تهدف لإنشاء المجمع الأضخم فى مصر والشرق الأوسط لصناعة الأطراف الصناعية، ما يعد نقلة نوعية لمصر فى هذا المجال.

وتابع: «مجال صناعة الأطراف الصناعية يحتاج إلى دعم كبير، ويستلزم دقة ومهارة كبيرة لإنتاج أجهزة تعويضية جيدة، بالإضافة إلى رقابة خاصة، لأن بعض الأشخاص يتاجرون بحياة وأرواح المرضى من خلال استغلال حاجتهم وإعاقتهم، الأمر الذى قد يتسبب فى تأخر حالتهم الصحية».

منصور سيد: الأسعار تبدأ من 6500 جنيه للطرف السفلى

أكد منصور سيد، إخصائى جراحة بمستشفى بنها الحكومى، أن الحكومة تبذل جهدًا عظيمًا لتقديم الخدمات المتكاملة لمن هم أولى بالرعاية، معتبرًا أن إنشاء مجمع صناعى لإنتاج الأجهزة التعويضية خطوة استثنائية فى مصر.

وقال: «كثيرون يتعرضون لعمليات بتر لأحد أطرافهم لأسباب صحية عديدة، ما يمثل مشكلة كبيرة لهم، ومن ثم يحتاجون إلى جهاز تعويضى ليعينهم على الحركة ويخفف عنهم ألم الإحساس بالعجز».

وأضاف أن المجمع سيعمل على إدماج التخصصات الأكاديمية المتعلقة بالأجهزة التعويضية والعلاج الطبيعى فى مناهج الكليات العلمية الحديثة التى أنشأتها الدولة مؤخرًا، مؤكدًا أن الاستعانة بالخبرات الأجنبية المتميزة فى هذا المجال تسهم فى نقل التكنولوجيا وامتلاك القدرة الوطنية للتصنيع والإنتاج باستخدام أفضل الخامات العالمية للحصول على منتج عالى الجودة فى إطار المنظومة الجديدة لإنتاج الأطراف الصناعية فى مصر. ولفت إلى أن أسعار الأطراف الصناعية مرتفعة، ولا يقدر الكثيرون على شرائها، إذ يبدأ سعر الطرف الصناعى السفلى من ٦٥٠٠ جنيه، بينما العلوى يبدأ من ٤٠٠٠ جنيه، وتزداد الأسعار بزيادة إمكانات الطرف وطوله ونوعية حركته.

نهال محمد: خطوة عظيمة لإنقاذ ابنتى

قالت نهال محمد، والدة طفلة معاقة حركيًا، إن المجمع الصناعى المخصص لإنتاج الأطراف الصناعية سيكون له دور عظيم فى توفير أطراف صناعية دون مقابل.

وذكرت أن ابنتها الصغرى تعرضت لحادث خطير نتج عنه فقدان ذراعيها، وهى فى حالة صعبة وغير قادرة على التعايش مع المجتمع.

وأوضحت: «أنا بعمل لها كل حاجة وبقدم لها الرعاية الكاملة، وأتمنى من ربنا يدينى عمر أطول لخدمتها، والطرف الصناعى أملها فى التعايش مع الآخرين»، مشيرة إلى أن ابنتها فى حاجة إلى طرف صناعى تنجز به احتياجاتها الشخصية.

واختتمت: «الأطراف الصناعية باهظة الثمن، ولا توجد مؤسسات كثيرة تقدمها بشكل مجانى، ووجود مجمع صناعى لإنتاج الأطراف الصناعية يسهم بشكل كبير فى توطينها ومساعدة الكثير من حالات ذوى الإعاقة الحركية».

أحمد محمد: أتمنى التخلص من الكرسى المتحرك والسير مجددًا

رحّب أحمد محمد، من ذوى الإعاقة الحركية، بمشروع إنشاء مجمع للأطراف الصناعية، مؤكدًا أنه خطوة مهمة وكبيرة فى دعم ذوى الإعاقة الحركية وتغيير حياتهم إلى الأفضل.

وكان «رجب» قد تعرض لحادث سير أثناء ذهابه إلى عمله ونُقل إلى المستشفى وأجريت له عملية جراحية خطيرة، وبعد الإفاقة علم ببتر قدمه اليسرى ووقع عليه الأمر كالصاعقة، وعانى كثيرًا فى بداية الأمر نفسيًا وجسديًا، إلى أن بدأ فى البحث عن طرف صناعى لتركيبه.

وقال: «الحادث غيّر حياتى تمامًا، وأصبحت غير قادر على الحركة بغير الكرسى المتحرك، وأتمنى الحصول على طرف صناعى بالمجان لأسير مجددًا».