نيويورك تايمز: غير المحصنين لا يزالون يفرضون تحديًا فى ظل انتشار أوميكرون بأمريكا
رصدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الوضع في الولايات المتحدة في ظل انتشار متغير «أوميكرون» باعتباره سلالة جديدة سريعة الانتشار من فيروس كورونا، حيث بدأت أسرّة المستشفيات في ولاية أوهايو على سبيل المثال في النفاد، وقام الموظفون مؤخرا بإصدار إعلان في صحيفة من صفحة كاملة يناشد الأمريكيين غير المحصنين الحصول على اللقاح.
وقالت الصحيفة- في تقرير اليوم الأحد- إنه منذ أن بدأ المواطنون في الحصول على الجرعات الأولى اشتدت معارضة اللقاحات بدءا من الشك مرورا بالحذر ووصولا إلى ما يشبه الاعتقاد الراسخ بالنسبة لما يقرب من 39 مليون أمريكي بالغ لم يحصلوا بعد على جرعة واحدة من اللقاح.
ونسبت الصحيفة إلى خبراء الصحة قولهم إن ما يقرب من 15 في المائة من السكان البالغين الذين لا يزالون غير محصنين على نحو عنيد معرضون لخطر الإصابة بمرض شديد، والوفاة بسبب متغير أوميكرون، ويمكن أن يطغى على المستشفيات التي تعج بالفعل بمرضى كوفيد.
ففي كليفلاند، حيث ترتفع حالات الإصابة بأوميكرون، أصبحت وحدة المستشفى في كليفلاند كلينيك، التي توفر دعم الحياة للمرضى الأكثر مرضا، مكتظة تماما بالفعل.
ومما يزيد المشكلة تعقيدًا أن وتيرة التطعيمات لأول مرة تتراجع هذا الشهر حتى مع انتشار أوميكرون، وأعداد الأطفال الذين يتم تطعيمهم والبالغين المؤهلين الذين يحصلون على جرعات معززة أقل مما يأمل بعض خبراء الصحة، فقد حصل حوالي 20 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما على جرعة من اللقاح، وحصل واحد فقط من كل ثلاثة أمريكيين مُحصنين بالكامل على جرعة معززة.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أنه لا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان ارتفاع أعداد الإصابات بأوميكرون في نيويورك وبقية الأجزاء الشمالية الشرقية والغرب الأوسط في البلاد سيتبعه ارتفاع في عدد حالات العلاج في المستشفيات والوفيات، إذ تشير الدراسات المبكرة إلى أن البديل الجديد قد يسبب مرضا أقل خطورة من المتغيرات السابقة.
ولكن حتى الآن، فإن تهديد أوميكرون لا يفعل الكثير لتغيير آراء الناس، فقد قال ما يقرب من 90 في المائة من البالغين غير المحصنين إن البديل لن يحفزهم على الحصول على اللقاحات، وفقا لمسح حديث أجرته مؤسسة «كايسر فاميلي».
وقال بعض من غير المحصنين إن قدرة أوميكرون الماكرة على إصابة الأشخاص الذين تم تطعيمهم أكدت فقط قرارهم بعدم الحصول على اللقاح، في حين يقول آخرون إن الطبيعة المتغيرة للفيروس شددت من عزمهم على عدم الحصول عليه.
وأضافت الصحيفة أن الدراسات الاستقصائية أظهرت أن القطاعات المتبقية من الأمريكيين غير المطعمين الذين يعارضون بشدة الحصول على جرعة تميل إلى أن تكون أصغر سنا وأكثر انتسابا للحزب الجمهوري من أولئك الذين تلقوا اللقاح أو ما زالوا يفكرون في الحصول على اللقاح.
وشكلت الجرعات المعززة- التي تشغل بال العديد من مسئولي الصحة في الولايات والمسئولين الفيدراليين- جزءا أكبر من حوالي 1.5 مليون جرعة يتم منحها يوميا في جميع أنحاء البلاد في الأسابيع الأخيرة.
وكان معدل الجرعات الأولى الممنوحة بطيئا بالمثل في أواخر الصيف، عندما تم إعطاء ما يقرب من 300 ألف جرعة كل يوم، وانخفضت أكثر قبل أن يأذن المنظمون بجرعة فايزر-بيونتيك للأطفال الصغار في أكتوبر، عندما بدأ معدل الجرعات الأولى في الارتفاع مرة أخرى.
ولا تزال معدلات التطعيم المنخفضة تتركز بشكل كبير في المناطق الريفية والجنوب، مع وجود لويزيانا وميسيسيبي وجورجيا وأركنساس وألاباما بالقرب من القاع من حيث التطعيم، وسجلت تلك الولايات حوالي نصف سكانها على أنهم محصنون بالكامل، وهو أقل بكثير من المعدل الوطني البالغ حوالي 62 في المائة.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن موسم العطلات، ومع اجتماعات نهاية العام المخطط لها، تثير موجة كوفيد الجديدة المخاوف، إذ يشكل الأمريكيون غير المحصنين هذا العام الغالبية العظمى من الحالات الشديدة والوفيات الناجمة عن الفيروس، ويقول خبراء الصحة إن التطعيم لا يزال أفضل طريقة للوقاية من المرض الشديد والوفاة.
وتعليقا على ذلك قال بيل هاناج، وهو عالم الأوبئة بجامعة هارفارد تي إتش، إن الأشخاص غير المحصنين "من المرجح أن يكونوا في المستشفى، ومن المرجح أن يشغلوا سريرا لم يكن ليتم شغله هذا الشتاء".