رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وحيد حامد وجاذبية سري ونوال السعداوي.. وجوه ثقافية فقدناها في 2021

وحيد حامد
وحيد حامد

نلتفت في نهاية كل عام إلى من رحلوا عن دنيانا من المؤثرين في مجال الثقافة والفكر، في محاولة لإبقاء ذكراهم باقية بإحياء تراثهم المعرفي وإعادة التأمل فيما تركوه من أثر أدبي وفكري.

وفي عام 2021 فقدت الحياة الثقافية المصرية رموزًا في أكثر من مجال، ففي القطاع التشكيلي رحلت الفنانة جاذبية حسن سري في 10 نوفمبر الماضي بعد رحلة عطاء ثرية.

وهي الأستاذ بكلية الفنون الجميلة وأحد رائدات الفن التشكيلي المصري والعربي إلى جانب إنجي أفلاطون وتحية حليم، بما يجاوز السبعين معرضًا فنيًا في العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة.

وبدأت سري حياتها المهنية مدرسة تربية فنية بمدارس المعلمات العليا، ثم مدرسة بالمدارس الثانوية الفنية، كما درست فن التصوير بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان حتى عام 1981، وبالجامعة الأمريكية بالقاهرة بين عامي 1981 و1982.

اختارها متحف المتروبوليتان والعديد من المتاحف الكبرى في أمريكا وفرنسا لعرض لوحاتها في معارض متخصصة، لما يحظى به فنها من أصالة وتفرد، وحصلت سري على العديد من منح الزمالة من جامعات مختلفة حول العالم من ضمنها جامعة لندن.

وفي يوم الاحتفال بعيد الأم، رحلت عن عالمنا الكاتبة الدكتورة نوال السعداوي المولودة في 27 أكتوبر 1931، صاحبة التاريخ الطويل في الكتابة الأدبية ومعالجة قضايا المرأة وأول المنادين بضرورة تجريم ختان الإناث.

والسعداوي هي طبيبة أمراض صدرية، وطبيبة أمراض نفسية، وكاتبة وروائية مصرية وكتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام كما أسست جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982.

وحصلت نوال السعداوي على 3 درجات فخرية من 3 قارات؛ ففي عام 2004 حصلت على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا، وفي عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، وفي عام 2012 فازت بجائزة شون مأكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.

وشغلت نوال السعداوي العديد من المناصب مثل منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة، الأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية بالقاهرة.

ومن أبرز أعمالها الإبداعية رواية "امرأة عند نقطة الصفر" و"الحب في زمن النفط".

كذلك في الثاني من يناير الماضي، غاب عنا الكاتب والسيناريست وحيد حامد المولود في 1 يوليو 1944، والذي تألق، فضلا عن كتاباته الأدبية ومقالاته الصحفية، في فن السيناريو السينمائي والتلفزيوني بأعمال اجتماعية ذات بعد سياسي تناقش أهم قضايا المجتمع المصري.

عمل حامد مع عدد من المخرجين منهم سمير سيف وشريف عرفة و عاطف الطيب.

وحاز في مشواره المديد على عدة جوائز، كان أبرزها في عام 2020 جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42.

وقد بدأ حامد مسيرته الأدبية بكتابة القصة القصيرة والمسرحية ولاقى استحسان وتشجيع العديد من الجيل السابق كان في مقدمتهم الأديب الدكتور يوسف إدريس، ثم اتجه إلى الكتابة للإذاعة المصرية فقدم العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات، ومن الإذاعة إلى التليفزيون و السينما، وكذلك أشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما لمدة 4 سنوات، متتالية والتي تخرج منها عدد من أفضل كتاب السيناريو الحاليين من جيل الشباب.

وممن غيبتهم الوفاة من مبدعينا في أبريل الماضي السيناريست مصطفى محرم المولود في 6 يونيو 1939، وهو فضلًا عن كونه يكتب للسينما فقد أثرى المكتبة السينمائية بعدد من الأعمال المترجمة والمقالات النقدية والتعريفية بفن الكتابة للفيلم أو الدراما التلفزيونية.

من أبرز الأفلام السينمائية التي قدمه: ليل وقضبان، وأهل القمة، وليلة القبض على فاطمة، والحب فوق هضبة الهرم، وفي مجال الدراما التليفزيونية: لن أعيش في جلباب أبي، وعائلة الحاج متولي، وريا وسكينة.

وفي مجال النقد الأدبي، رحل في 18 مارس الماضي إثر تأثره بفيروس كورونا المستجد الدكتور شاكر عبد الحميد سليمان المولود في 20 يونيو 1952 وهو وزير الثقافة المصرية الأسبق، كما تولى منصب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، وهو أستاذ لعلم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون المصرية.

وامتد تأثير عبد الحميد إلى إدارته لعدد من السلاسل الثقافية التي تصدرها وزارة الثقافة وخاصة سلسلة "الكتاب الأول" بالمجلس الأعلى للثقافة، وسلاسل "كتابات نقدية"، و"آفاق الترجمة"، "آفاق عربية"، بالهيئة العامة لقصور الثقافة.

كما أسهم بالكتابة في العديد من المجلات التي تصدرها وزارة الثقافة ومنها: "فصول" و"إبداع" و"علم النفس" و"الفنون الشعبية" و"الثقافة الجديدة" بالعديد من الدراسات النقدية التي أثرت في قطاع واسع من المبدعين.

ومن أبرز كتبه النقدية: "الدخان واللهب" و"العبقرية والإبداع" و"العلمية الإبداعية".

وفي مجال الفكر، رحل الدكتور حسن حنفي في 21 أكتوبر الماضي عن عمر ناهز 86 عاما وهو المولود في 23 فبراير 1935، وتكريما له طاف جثمانه على كليات جامعة القاهرة بحضور رئيسها الدكتور محمد الخشت، تقديرا لما قدمه حفني من عطاء فكري وأكاديمي على مدار عمره.

وحنفي مفكر مصري وأستاذ جامعي وواحد من كبار المنظرين في التراث الإسلامي ومن القلائل ذوي المشروع الفلسفي في أعمالهم البحثية.

مارس التدريس في عدد من الجامعات العربية ورأس قسم الفلسفة في جامعة القاهرة، وله عدد من المؤلفات في فكر الحضارة العربية الإسلامية.

وحاز حنفي على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون وذلك برسالتين للدكتوراه، كما عمل مستشارا علميا في جامعة الأمم المتحدة بطوكيو خلال الفترة من 1985-1987، كما عمل نائبًا لرئيس الجمعية الفلسفية العربية، والسكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 2009.

ومن أبرز كتبه: "نماذج من الفلسفة المسيحية في العصرِ الوسيط"، و"مقدمة في علم الاستغراب"، و"من الفناء إلى البقاء".

وفي 26 سبتمبر الماضي، خسر مجال الدراسات التاريخية والفكر المصري الكاتب قاسم عبده قاسم المولود في 26 مايو 1942 المؤرخ والمترجم المصري، والأستاذ المتفرغ بقسم التاريخ بكلية الآداب.

عمل قاسم لمدة طويلة من عمره عضوا بمجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية كما عمل عضوا بلجنة التاريخ في المجلس الأعلى للثقافة.

ويعرفه المتخصصين في التاريخ وغير المتخصصين على السواء لكثرة منتجة من كتب رائجة ومقالات في مختلف الدوريات، ومن أبرز مؤلفاته والكتب التي ترجمها:

"أهل الذمة في مصر الوسطى" و"النيل والمجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك" و"الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث" و"دراسات في تاريخ مصر الاجتماعي" و"رؤية إسرائيلية للحروب الصليبية".

ولعل من أشهر كتبه التي لاقت رواجا شعبيا لسهولة الأسلوب ودقة المعلومات ووضح الرسالة كتاب "ماهية الحروب الصليبية"، و"اليهود في مصر منذ الفتح العربي حتى الغزو العثماني" و"حضارة أوروبا العصور الوسطى"، و"ما التاريخ الآن؟" وهو كتاب مترجم.