رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكيمياء العاطفية.. هل يمكن للعقل علاج القلب؟

 علاج القلب
علاج القلب

يحاول الباحثون فى التنمية الذاتية تطوير حياة الإنسان فكريًا واجتماعيًا، وأثمرت جهودهم عن كتابات مهمة فى مجال «الذكاء العاطفى»، مثل كتاب «الكيمياء العاطفية.. كيف للعقل علاج القلب؟»، للكاتبة تارا بينيت جولمان.

هذا الكتاب عرف بـ«كتاب الانسجام»، ويعتبر من أكثر الكتب مبيعًا فى العالم عام ٢٠٠١، وجرت ترجمته إلى ٢٧ لغة، ويحاول مساعدة الإنسان على التحرر من العادات العاطفية الانهزامية، وتحويل الخسائر إلى طاقة إيجابية لتطوير حياتنا.

تحاول الكاتبة تقويم العادات العاطفية، مستعينة بعلم النفس وبعض القيم البوذية وعلم الأعصاب، لجعل الإنسان يتصرف بإيجابية فى البيت والعمل والحياة عمومًا.

تشير «تارا» فى كتابها إلى مصطلح جديد يسمى «القيادة الرحيمة»، وفيها يتحقق التوازن بين القلب والعقل بنسب متساوية، ويعبر هذا المصطلح عن أحد الأساليب المتبعة للحكماء البوذيين قديمًا. 

كما تقدم «تارا» فى هذا الكتاب توليفة من العلاج المعرفى- فرع من الطب النفسى- مع التنمية الذاتية مع فن اليقظة البوذية، لتحرير النفوس من العادات العاطفية المضرة.

وأوضحت الكاتبة، بأسلوب سهل ومنظم، أن العادات العاطفية السيئة تتسبب فى تعطيل الإنسان عن تحقيق الأهداف، وأن الحل هو تحكيم العقل والقلب معًا، بنسبتين متساويتين، كما فعل الحكماء قديمًا. 

فكرة الكتاب تتمثل فى تحرير النفس من الأنماط العاطفية المؤلمة، التى تستهلك الكثير فى حياتنا.

وتقول الكاتبة: «سعى الكيميائيون لتحويل الرصاص إلى ذهب» بالطريقة نفسها، ولدينا جميعًا القدرة الطبيعية على تحويل لحظات الارتباك أو الألم العاطفى إلى وضوح كامل».

وعرفت الذكاء العاطفى بأنه «القدرة على التعرف على ما بداخلك من مشاعر ودورها وتأثيرها على الآخرين، وكيفية استغلالها فى تطوير الذات وتحقيق الأهداف، فحينما تفهم مشاعر الآخرين سيُصبح فى وسعك إدارة مشاعرك على نحو أفضل، وبالتالى تحقيق النجاحات».

وأوضحت: «يولد البشر فى عالم يكمن فيه جسدهم الفعلى فى جراب شرنقة، غير متحرك، بينما تتم تغذية دماغهم بمدخلات تخلق عالمًا كاملًا.. حقيقة افتراضية ذات صدى مقنع، رغم أنها وهمية تمامًا». 

يستطيع كتاب الكيمياء العاطفية أن يفتح مساحة فى العقل للتفكير بشكل منطقى، فإذا تمكنا من تعليق هذه العادات العقلية والعاطفية ولو للحظة، فإن هذه الفجوة تسمح بإلقاء نظرة ثاقبة على العقل عند مستوى جديد.