بنت الشرقية.. حلم «داليا» للوصول للعالمية بمبادرة«إنجليزى مصرى»
من داخل قرية صغيرة بالشرقية استطاعت داليا سالم أن تحقق العديد من الإنجازات، كونها قررت أن تختلف عن غيرها، وفور تخرجها من كلية الأداب قسم اللغة الإنجليزية بدأت بالدخول في سوق العمل بإعطاء أطفال قريتها دروس خاصة بمبلغ مالي بسيط.
الخروج عن المألوف وتحقيق المستحيل من وجهة نظر البعض كان ذلك هدف "داليا"، والتي أكدت ذلك من خلال إصرارها على التقدم والتميز بمجالها، وقالت لـ"الدستور"، إنها كانت تعطي دروس خصوصية بخمس جنيهات لطلبة قريتها، ثم تقوم بشراء أقلام ومساطر وتوك لكي تشجع الأطفال على حب اللغة الإنجليزية، وعلقت: "الحمدلله طلابى تميزوا وصيطهم سمع جدًا في المدرسة".
وتابعت إنها بدأت من الصفر، حيث أنها كانت تعمل بحضانة بمرتب 400 جنيه، وقالت: "كنت مبسوطه قوي أني بشتغل وبعتمد على نفسي، واستفدت خبرات كتيره من الشغل"، وأضافت أنها قامت بعمل جروب بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، وبدأت من خلاله بتقديم اللغة الإنجليزية بشرح مبسط.
وتابعت: "كنت أنا وفريق وبنجاوب على كل الأسئلة في الـ24 ساعة"، وكونت "داليا" فريق وقدموا المساعدة للجميع بشكل مجاني، وعملوا على تقديم مجموعات تقويه مجانية تطوعية للتدريس للأطفال لمادتي العربي والإنجليزي والحساب والعلوم والدراسات، وكذلك الرسم لتخفيف العبء عن أولياء الأمور بقريتهم بالشرقية، وعلقت: "بفضل المتطوعين جهزنا المكان بالسبورات والديسكات والأدوات المدرسية المجانية لتشجيع الطلاب".
عانت "داليا" من مرحلة إحباط بعد وفاة والدتها ومرض والدها، وتعرضت لحالة من الإحباط إلا أنها واجهتها بالتقدم للعديد من الدورات التدريبية التي ساعدتها على التخلص من المعاناة التي تعرضت لها، وقامت بتطوير نفسها حتى استطاعت أن تنجح فيما تمنته، وقالت: "سمعت فيديوهات صوتية كتيرة جدًا لمشاهير اللغة سواء مصريين أو عرب أو أجانب، كنت بكتب كل حاجة فى كشكول وأفضل أكرر فيها وأسمع وأسجل لنفسي لحد ما تمكنت".
وأكدت أنها عندما تمكنت بدأت بتسجيل فيديوهات بسيطة، وواجهت الكثير من التنمر، ولكنها لم تلتفت لحديثهم، وعلقت: "سجلت أول فيديو والحمد لله جاب صدى أكتر، واخترت هشتاج إنجليزي مصري بنزل عليه كل الشغل، وحطيت كلام المحبطين تحت رجلي".
وأضافت: "عملت دورة تدريبية باسم المعلم المحترف، دربت أكثر من ٤٠٠ أم ومعلمة على مناهج التأسيس من كل محافظات مصر وخارج مصر وغزة والأردن والسعودية، كما دربت معلمات في حضانات خاصة، ثم قدمت كورسات كبار وأطفال".
وأخيرًا حققت حلمها في أن تعمل كتاب ABC world ، وقالت: "كان ابني عنده شهر وعايشة لوحدي، وكنت بلف بيه على المطابع لحد ما الكتاب أثبت وجوده ولف محافظات مصر كلها بالمجهود الشخصي بدون أي إعلانات ممولة"، وختمت حديثها بتقديم نصيحة للجميع بعدم الاستسلام والمعافرة للوصول للحلم.