«الاستثمار فى التعليم العالى ودور التعاون الدولى».. جلسة نقاشية بالمنتدى الدولى
تواصلت فعاليات المنتدى العالمي الثاني للتعليم العالي والبحث العلمي «رؤية المستقبل» لليوم الثالث على التوالى، الذي تنظمه وزارة التعليم العالى والبحث العلمى خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2021، بالعاصمة الإدارية الجديدة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأقيمت جلسة بعنوان «الاستثمار فى التعليم العالي والبحث العلمي: دور التعاون الدولي»، بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتور. طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط، والدكتور إيمانويل كولينز عميد مدرسة «J.B Speed» للهندسة بجامعة لويزفيل، والدكتور ماجي نصيف المدير التنفيذى لهيئة فولبرايت بمصر.
ناقش المشاركون خلال الجلسة، أهمية تبادل الخبرات حول تدويل التعليم العالى والبحث العلمي، وتأثير جودة التعليم وتنمية الابتكار على الدول، فضلاً عن إلقاء الضوء على خبرة مصر والدول الأخرى المُشاركة فى الاستثمار بالتعليم، والدور الفعال للتعاون الدولي فى دعم مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي.
أهمية الاستدامة في المناهج التعليمية
من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن هذا المنتدى يعُد مثالاً للتعاون الدولي، حيث تلتقي فيه الجامعات والمؤسسات التعليمية والبحثية، لتبادل الخبرات، ومناقشة وجهات النظر حول أدوار الحكومات والمجتمع المدني بشأن السياسات التمويلية للتعليم وعولمة البحث العلمي، وأثر المُساواة في التعليم والابتكار والقابلية للتوظيف، وأهمية الاستدامة في المناهج التعليمية، والتحديات التي واجهت المؤسسات التعليمية بسبب جائحة كورونا، وأهم الدروس المُستفادة من هذه الأزمة العالمية.
وأشارت إلى الدور الهام للحكومات والمجتمع في تأمين وتعزيز فرص الحصول على التعليم للأفراد، لافتة إلى الأهمية التي تكتسبها الشراكات في مجالات التعليم، والتدريب، وتبادل المعرفة، مشددة على انفتاح مصر في الشراكات الدولية بجميع أنحاء العالم في مجال التعليم، سواء مع شُركائها الدوليين من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وإفريقيا أو المؤسسات الدولية، مثل: البنك الدولي والإفريقي، باعتبار أن التعليم يُمثل أهم الركائز الأساسية لرؤية مصر «2030»، موضحة أن التعاون الدولي ساهم كثيرًا في تحديث التعليم، وأصبحنا نرى تخصصات جديدة، مثل: «إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي».
من جانبه، استعرض د. طارق الجمال عرضًا حول منظومة التعليم الدولى بجامعة أسيوط منذ نشأتها حتى الآن، مشيرًا إلى أن الجامعة تحرص على تعزيز أطر التعاون المُشترك مع كافة المؤسسات الدولية، وأنها تجاوبت مع التغيرات التي فرضتها العولمة، وأسواق العمل، والحراك الطلابي، موضحًا أن الجامعة تقوم بإجراء أبحاث مشتركة مع كبرى جامعات العالم، سواء على مستوى الوطن العربي أو الدول الأجنبية، بما يضمن مواكبة الحركة العلمية والبحثية العالمية، وإثراء الحركة العلمية داخل مختلف كليات الجامعة، مؤكدًا أن تدويل التعليم بات من الأمور الهامة التي تُساعد على تحسين جودة التعليم والارتقاء بمُخرجاته.
نزعة دولية
وأضاف الجمال، أن الجامعة قطعت شوطًا كبيرًا في طريق التعاون الدولي، وأصبحت لديها نزعة دولية، بالإضافة إلى أنها تمتلك 19 كلية و5 معاهد في المجالات الطبية، 930 برنامجًا للدراسات العليا، وأسهمت بـ20 ألف بحث علمي في مجال النشر الدولي، وتعاونت مع العديد من المؤسسات الدولية في النشر العلمي، وتم مضاعفة أعداد الوافدين، فضلاً عن إضفاء الطابع الدولي على برامجها الدراسية الجديدة، وهو ما انعكس على تصنيف الجامعة في التصنيفات الدولية المختلفة.
وأشار د. إيمانويل كولينز إلى أهمية الشراكات الدولية للجامعات، لافتًا إلى أن جامعة لويزفيل لديها شراكة مع جامعة العلمين الدولية في مصر؛ لإتاحة الدراسة بدرجات علمية مشتركة في تخصصات جديدة، منها: الهندسة، التمريض، الطب، الصحة العامة، فضلاً عن تبادل الخبرات بما يُحقق مصالح الجامعتين، مشيرًا إلى أن أحد مميزات التعاون الدولي هو التعرف على احتياج الطرف الآخر، وجذب الطلاب، والتقريب بين جميع الجنسيات؛ مما يساعد على تطوير التعليم، وتحقيق التنافس والجودة المطلوبة.
تاريخ هيئة الفولبرايت في مصر
من جانبها، استعرضت الدكتور ماجي نصيف تاريخ هيئة الفولبرايت في مصر، والتي تم إنشاؤها منذ 70 عامًا، مشيرًا إلى أن برنامج الفولبرايت في مصر يعُد أحد البرامج الرائدة للتبادل التعليمى والثقافى، ويهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل والتحفيز على التغيير، من خلال تقديم فرص لطلبة الدراسات العليا، والأساتذة، والمدرسين في مصر، وإجراء الأبحاث العلمية، والتدريس، وتبادل الأفكار والمساهمة فى إيجاد حلول للقضايا المشتركة، مشيرة إلى أن البرنامج ساهم في تخريج 80 ألف متخرج مصري وأمريكي، وتقدم الفولبرايت الآن برامج نظرية متخصصة لخريجي الأزهر ودار علوم.
وأضافت د. ماجي نصيف أن الهيئة حاليًا تعمل على برامج في تخصصات التعليم الفني والمهني، مشيرة إلى تعاون الهيئة مع جامعات مصرية، مثل: القاهرة والإسكندرية وأسيوط والمنصورة في مجال دمج ذوي الإعاقة في التعليم، فضلاً عن الأنشطة التي تقوم بها الهيئة من أجل دمج المرأة في المجتمع، وتشجيع المؤسسات على تعددية الأطراف.