رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير تنمية ذاتية: «مشاهير المجال» حولوه لسبوبة.. وإبراهيم الفقى لم يقدم حلًا حقيقيًا (حوار)

كريم الشاذلى
كريم الشاذلى

كريم الشاذلى، الكاتب والباحث فى العلوم الإنسانية، وخبير التنمية الذاتية، له نظرة أكثر عمقًا للمجال الذى يعمل فيه، ورؤية جادة حول طرق وأساليب حل المشكلات والأزمات التى تواجه الإنسان.

واستعرض «الشاذلى»، خلال حواره مع «الدستور»، جوانب من أفكاره حول التنمية الذاتية، وكيف يمكن أن تكون سببًا فى تطوير مهارات الإنسان وطريقًا لتحقيق النجاح وغيرها من التفاصيل.

■ بداية.. كيف تُعرّف لنا مفهوم التنمية البشرية؟

- الاسم الأصح لها هو «التنمية الذاتية»، فهى عبارة عن عدد من العلوم الإنسانية، وهى ليست علمًا مجردًا، هى باختصار كل ما يندرج تحت مفهوم تحسين جودة الحياة بشكل عام وتطوير الذات.

■ البعض يعتبر مهنة «اللايف كوتش» سبوبة.. هل تراها كذلك؟

- «اللايف كوتش» عبارة عن مساعد شخصى، المفترض أن يكون مؤهلًا لفهم المشكلة وقادرًا على المساعدة، إضافة إلى أنه شخص يسهم فى توسيع الأفق وفتح طرق أخرى للتفكير.

■ كيف يرى العالم هذه المهنة؟

- هى مهنة معترف بها فى كل أنحاء العالم لأنها موجودة بالفعل، والذى يعمل بها شخص لديه الحكمة والدراسة فى زيادة فهم الحياة بشكل أوسع، لذلك لا بد أن يكون مؤهلًا من خلال دراسة بعض العلوم الإنسانية مثل علمى النفس والاجتماع، إضافة لقدرته على فهم الأدوات والمعايير الدينية والمجتمعية.

■ لكن هناك مَن يرى أن «مدرب التنمية الذاتية» مهنة من لا مهنة له؟

- للأسف نعم، الكثيرون حولوها لـ«شغلانة وسبوبة»، والسبب فى ذلك هم بعض الرموز المشتغلين فى هذا المجال، الذين صبوا اهتمامهم على جمع أكبر عدد من الجمهور فى القاعة من أجل المال.

■ ما المعايير التى يجب توافرها فى «اللايف كوتش» أو محاضر التنمية البشرية؟

- هنا توجد مشكلة، وسببها هى «الشهادات المباعة»، فالكثير من محاضرى التنمية الذاتية و«اللايف كوتش»، يشترون الشهادات الخاصة، الأمر الذى يتسبب فى الخلط بين الشخص الدارس والمؤهل وغير المؤهل، «أنا جت لى شهادات معتمدة من جامعات كبيرة وأنا على القهوة».

كما أن عرّابى المهنة الذين بدأوا فى نشر علم التنمية الذاتية فى الوطن العربى لم يكونوا أهل ثقة، إضافة إلى مدرسة التسويق والأنانية التى سيطرت على الكثير من رواد مجال التنمية الذاتية.

■ تحدثت عن عرّابى المهنة.. ما رأيك فى الدكتور إبراهيم الفقى؟

- كان إبراهيم الفقى يعتمد على التحفيز ولا يملك حلًا وعلاجًا للمشكلة، إضافة إلى أنه من الشخصيات التى فخمت بشكل كبير من نفسها.

الدكتور إبراهيم الفقى اهتم بمدرسة التحفيز، وهى مثل دواء «كورتيزون» يزول مفعوله بشكل سريع «التنمية الذاتية مش كلام حلو فقط».

■ ما السمات التى يجب توافرها فى خبير التنمية الذاتية؟

- أولًا التنمية الذاتية تخاطب فى الإنسان ٣ أشياء، القناعات والأفكار من خلال معرفتها، والمهارة، وهى النقطة الأهم وهى التى تسهم فى تحسين الحياة، والتحفيز من خلال التشجيع على تحقيق الهدف والنظر للحياة بإيجابية، وهذه هى المدرسة التى كان ينتمى إليها الدكتور إبراهيم الفقى، وهذا غير كافٍ كما قلت من قبل. 

■ دعنا نتحدث عن إصداراتك؟

- أول كتاب لى صدر عام ٢٠٠٥ فى العلاقات الأسرية باسم «إلى حبيبين» وكان نقطة الانطلاق لى فى عالم التنمية الذاتية.

■ وكتابك «لن تستطيع معى صبرًا».. ماذا يتضمن؟

- الكتاب باختصار هو رؤيتى الخاصة للعديد من الثقافات والمقولات الخاطئة التى تربينا عليها، ويتضمن مقالًا بعنوان «إلى أبى الذى أشتاق إليه» وهو نظرة على فكرة التقرب إلى الله، كما كانت فى السابق، وليس فى شكل التدين الحديث وتدين «السوشيال ميديا». 

فى الكتاب أيضًا مقال بعنوان «وَهْم أين أنت يا صلاح الدين؟»، وهو محاولة لتغيير فكرة أنه لا بد أن يتعرض الشخص للاضطهاد من أجل تحقيق الذات، وعدم انتظار شخص آخر للتخلص من هذا الظلم.

■ حدِّثنا عن فكرة كتابك «لم يخبرونا بهذا قبل الزواج»؟

- الكتاب عبارة عن فكرة لتبسيط مفهوم العلاقة الزوجية، فالزواج لا يوجد به رابح وخاسر إما نربح جميعًا أو نخسر جميعًا، فى الكتاب أحاول أن أقدم عددًا من النصائح لطرفى العلاقة الزوجية، مثل عدم الدخول للزواج بقيم المجتمع وتجارب الآخرين، بل عليك أن تكتشف هذا العالم بنفسك، يتضمن الكتاب عددًا من المواقف التى يتعرض لها المتزوجون، للتغلب على المشكلات الأسرية.

■ لديك الكثير من الإصدارات.. ما الكتب التى علقت فى ذهنك؟

- أنا كتبت ٧ كتب فى مختلف الموضوعات عن العلاقات، إضافة إلى ٥ فى أمور الزواج، وكتابين فى التربية، وهذه الكتب تضمنت المشاكل والأخطاء التى نقع فيها سواء بالعلاقات أو التربية بشكل عام.

ومؤخرًا صدر كتابان واحد باسم «الأعظم» وهو رؤية مختلفة لسيرة النبى محمد «ص»، وأفترض خلاله سؤالًا «ماذا لو لم يكن سيدنا محمد نبيًا؟»، إضافة إلى كتاب «لن تستطيع معى صبرًا»، وهو كتاب يتضمن عددًا من المقالات التى تناقش فكرة التدين والأفكار التى اختفت بسبب تطور الحياة.

■ مَن مثلك الأعلى فى مجال التنمية الذاتية؟

- ستيفن كوفى، يعتبر الأب الروحى لى، فهو يعتمد على المدرسة الفكرية، إضافة إلى الفيلسوف ماركوس أوريليوس، «ولو روحت جزيرة لوحدى سأكتفى بكتب هؤلاء فقط».

■ كيف استفدت من علم التنمية الذاتية فى حياتك بشكل عام؟

- أنا مهتم بهذا المجال منذ عام ٢٠٠١، دخلت إليه للبحث عن حل للمشكلات الخاصة بى، فهى كانت بمثابة علاج لى، الأمر حدث عندما وقع أحد الكتب للمفكر ستيفن كوفى فى يدى، والذى غيّر نظرتى للحياة وأعاد رسم الأحلام الخاصة بى.

■ هل محمد صلاح استفاد من علم التنمية الذاتية؟

- بالطبع استفاد بشكل كبير، والدليل على ذلك نجاحه وتطوره بشكل مذهل العام تلو الآخر، وهذا العلم أسهم بشكل كبير فى تقبله الانتقادات والنظر للحياة بعين التحدى لكل ظروف الحياة من ضغوط وتعثرات، «محمد صلاح كان بيتابع مع لايف كوتش».

و«صلاح»، صدّق حلمه وتطور بشكل كبير سواء فكريًا أو جسديًا، وهذا الإيمان يعكس أن كل شخص يستطيع أن يطور من ذاته، لذا فهو أيقونة لعلم التنمية الذاتية.

■ بعض محاضرى التنمية الذاتية حللوا ظواهر الإسلام السياسى.. هل الإخوان مثلًا استعانوا بعلم التنمية الذاتية لجذب الأتباع؟

- خطاب الإخوان طوال الوقت، كان يتضمن بعض أساليب التنمية الذاتية، فمعظم خطاباتهم كان يتميز بشحن العاطفة، والتنمية الذاتية جزء من ذلك، كما أنهم كانوا جيدين فى الخطابة واجتذبوا الجماهير، خاصة قبل ثورة ٢٥ يناير.