العمر مجرد رقم.. «أحمد مسعود» أربعيني يُحقق لقب «الرجل الحديدي» (صور)
أشهر قليلة كانت تفصله عن عامه الأربعين، في مرحلة يهجر الكثيرون فيها رياضاتهم، ظنًا أن قطار العمر قد غادر شبابهم، لكن أحمد مسعود كان يشاهد أبطالًا تجاوزوا الستين، لكنهم روّضوا أجسادهم بالرياضة، فأعادوا الشباب نابضًا بالحياة في خلايا أجسادهم.. تدريبات شاقة وهدف كان يُداعب أحلامه، بأن يحصد لقب الرجل الحديدي (Iron man) الذي يُعد من أهم سباقات قوة التحمل في العالم.. وفعلها في النهاية.
ثلاث ألعاب رياضية متتالية بدون توقف سوف يقطعها اللاعبون هُنا في سهل حشيش بالبحر الأحمر.. ١.٩كم سباحة في البحر، يليها قيادة درجات هوائية لمسافة ٩٠كم، ثم الركض لمسافة ٢١كم.. كانت أعين المتسابقين تُراقب نقطة البداية من أجل الانطلاق في تحدي انتظروه طويلًا.. 1500 رياضي كان بينهم الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، في سهل حشيش، وقفوا قبل أيام ليرسموا لوحة جميلة ببصمات رياضية.
حُلم كبير كان يُداعب «مسعود»، مُهندس الميكانيكا، والذي يعمل مديرًا لإدارة معدات الرفع في شركة بتروكيماويات بالإسكندرية.. بدأ ممارسة رياضة الركض قبل 5 سنوات.. كان حينها في عامه الرابعة والثلاثون.. «ركضت لإنقاص وزني، فكان وقتها 110 كجم، لكنني لم أتوقف عند وصولي للوزن المثالي، وذهبت للتطوير من نفسي، وخضت سباقات مختلفة، من بينها سباقات الماراثون (42 كيلومتر).
أسس «أحمد» فريقًا للركض في الإسكندرية، أطلق عليه «أليكس نايت رانرز» ليُشجع الآخرين على ممارسة رياضة الركض ليلًا من أجل مشاركة الأشخاص الذين يعودون من وظائفهم في أوقات متأخرة، واستهدف الفئات العمرية الكبيرة، بمعاونة مدربين متطوعين لمساعدة عشاق الركض، لكنه لم يكتفِ بالركض فقط، فذهب لممارسة رياضة الترايثلون التي تُعد أكثر الألعاب مشقة فى العالم ـ حسبما يقول عنه.
عشق الرياضة كان حاضرًا في حياة أحمد، فخاض تحديًا مع نفسه ليُسافر بالدراجة من الإسكندرية إلى القاهرة لمسافة ٢٠٠ كم دون توقف، وصعود جبل الجلالة بالدراجة لمسافة ١٤٥كم، لكنه لم يتوقف.. «تدرّبت كثيرًا من أجل سباق الرجل الحديدي.. كنت أبذل جهدًا كبيرًا لهذا الحلم، وتمكنت أخيرًا من تحقيق حلمي.. العمر مجرد رقم» ـ يقول أحمد.