رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى «الفيتوري».. القلب الإفريقي الغاضب لا تحفروا لي قبرًا

 في ذكري رحيل الفيتوري
في ذكري رحيل الفيتوري

تمر اليوم ذكرى رحيل الشاعر السوداني محمد الفيتوري، والذي رحل مثل هذا اليوم 24 من نوفمبر 2015 بإحدى مستشفيات مدينة الرباط المغربية ، وذلك عن عمر يناهز الـ80 عامًا، بعد معانة مع المرض، عاش الفيتوري حياته بين جنسيات مختلفة فهو الشاعر السوداني ذو الجذور الليبية والذي اختار أن يقضي ما بقى من حياته بالمغرب.

عُرف الفيتوري بالشاعر الرحالة المهاجر دومًا، يحمل جراح أمته عبر أعماله الشعرية، وظل منتميًا إلى معنى وقيم الإنسانية وقضايا الإنسان، وقد عاش الفيتوري طول سنوات عمره متقلبًا بين أصول الليبية وانتمائه للسودان، وبطبيعة الأمر لم تغب مصر كواحدة من أهم  محطات حياته.

نشأ الفيتوري في مدينة الإسكندرية، وحفظ القرآن الكريم، وانتقل إلى القاهرة ليدرس بكلية العلوم بالأزهر الشريف، إذا قسمنا حياة الفيتوري لمراحل فسنجد أن المرحلة الأولى عاشها الفيتوري على أرض، وتلك المرحلة هي التي شكلت وجدان ووعي الفيتوري الإنساني، فقد نشأ بمدينة الإسكندرية، وأقام بالقاهرة ليدرس بكلية العلوم جامعة الأزهر الشريف.

قدم الفيتوري للمشهد الشعري العربي العديد من الأعمال الشعرية والتي منها: "نار في رماد الأشياء"، و"عريانا يرقص في أغاني إفريقيا" 1956، "عاشق إفريقيا" 1964، "اذكريني يا إفريقيا" وغيرها.

إلى جانب ذلك قدم الفيتوري، أربع مسرحيات شعرية هي: “سولارا” (1970)، “ثورة عمر المختار” (1974)، “يوسف بن تاشفين ومأساة الأمير الأندلسي” (1979)، و”الشاعر واللعبة” (1979). وقد حظيت الأولى بشهرة واسعة في سبعينات القرن الماضي، وقُدمت في أكثر من بلد عربي. 

يمكن  التاكيد على أن الفيتوري مثل مرحلة مهمة من مراحل تطور القصيدة العربية، وكان واحد من هؤلاء الذين قادو الثورة  الثقافية ضد الأنماط السائدة في شكل القصيدة العربية، ونجح في كسر الكثير من الثوابت التي استقرت في العقلية العربية سواء على مستوى الشكل أو المجاز وأيضًا استخدام اللغة في النهاية يبقى الشاعر محمد الفيتوري شاعر إفريقيا المتفرد والمتمرد والمنقلب على كل ماهو عادي، من هؤلاء الذين لا يمكن لنا أن نحصل  ن على أشباه لهم بسهولة، تمامًا مثل عبدالصبور ودرويش وأمل دنقل، واحد من هذا الطابور الطويل من القامات التى لاتنسى  أحفاد المتنبي.