تنطلق اليوم من محطتها السادسة
كيف ساهمت «مراكب النجاة» في الحد من الهجرة غير الشرعية؟
من محافظة الدقهلية تنطلق اليوم فعاليات المرحلة السادسة للمبادرة الرئاسية مراكب النجاة؛ لمكافحة الهجرة غير الشرعية في المحافظات الأكثر تصديرًا لتلك الظاهرة من خلال التوعية بمخاطرها، إلى جانب دعم وتأهيل الشباب بالقرى المختلفة، وتسليط الضوء على الفرص البديلة الآمنة أمام الشباب المصري.
يشارك في الفعاليات المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، والذي يقدم دورات تدريبية مكثفة لشباب المحافظة حول التأهل لسوق العمل، ووكيل وزارة الشباب والرياضة بالدقهلية، وممثلين عن الجهات المشاركة في تنفيذ المبادرة، ممثل جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وممثلة المجلس القومي للمرأة.
وكان ملف الهجرة غير الشرعية من الملفات الشائكة التي سعت القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مكافحتها بشتى الطرق عن طريق وتوفير البدائل الآمنة لها، من خلال توفير الحياة الكريمة وفرص العمل التي كانت تدفع بالشباب إلى هذه الوسيلة غير الآمنة لتوفيرها لأنفسهم.
تأتي البداية من ديسمبر لعام 2019 عندما أطلق الرئيس السيسي مبادرة مراكب النجاة ضمن عدة خطوات اتخذتها الدولة لمكافحة الهجرة غير الشرعية؛ وتعريف الشباب بخطورتها وإيجاد الحلول الفعّالة التي أساسها توفير فرص العمل لاستيعابهم في المشروعات القومية الكبرى، وتحقيق طموحاتهم وآمالهم في حياة كريمة ومستقبل أفضل لهم.
خاصة بعد الإحصائيات التي خرجت بها اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والتي أوضحت أن 58% من المهاجرين غير الشرعيين المصريين أطفال دون الـ18 عامًا، وفي 2017 تم تسجيل وفاة 1773 شخص بسبب الهجرة غير الشرعية.
وفي تقرير صادر عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أوضح فيه أن المحافظات التي تضم أكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين هم الشرقية، الدقهلية،القليوبية، المنوفية، الغربية، البحيرة، كفر الشيخ، الفيوم،أسيوط، الأقصر، والمنيا".
الاهتمام بالقطاعات الزراعية والصناعية لتوفير فرص عمل
في هذا الصدد يرى الدكتور مصطفى أبو زيد، الخبير الاقتصادي، أن الاهتمام الذي أولاه القيادة السياسية والقطاعات الزراعية والصناعية في المحافظات وخاصة الصعيد والمعروفة بكثرة هجرة أبناءها كان له الدور في توفير فرص العمل التي يطمح لها الشباب، الأمر الذي لعب دور أساسي في تحجيم الهجرة الداخلية وكذلك الهجرة غير الشرعية.
وتابع: لأن إيجاد فرص عمل معناه إيجاد دخول مناسبة للمواطنين في الأماكن الأكثر فقرًا واحتياجًا، وبالتالي لن يكون هناك داعي للهجرة غير الشرعية إلى البلاد الأوروبية للبحث عن مصدر دخل.
وأوضح ابو زيد أنه خلال السنوات السبع الماضية استطاعت الدولة توفير 5 مليون فرصة عمل، وفي عام 2020 وفرت المشروعات القومية أكثر من مليون و100 ألف فرصة عام وهي الأرقام الرسمية المعلنة من الدولة، الأمر الذي يمكنه أن يستوعب الزيادة السكانية والعمالة المتزايدة بها.
تطوير القرى يسهم في توفير الحياة الكريمة للشباب بدلا من هجرتهم
واتفق معه الدكتور خالد رحومة، الخبير الاقتصادي، أن المشروعات التي تنفذها القيادة السياسية من تطوير القرى الريف ومبادرة حياة كريمة يمثل الهدف الأساسي لها توفير الحياة الكريمة التي يرغب فيها أبناء هذه القرى وبالتالي لن كونوا في حاجة للهجرة سواء إلى القاهرة أو الهجرة غير الشرعية لتوفير فرص العمل التي يحتاجونها.
وأوضح رحومة أن التطوير الذي تشهده محافظات مصر في الوقت الحالي يساعد في تطوير الصناعة والزراعة والحرف التي تشتهر بها كل محافظة وقرية ومركز الأمر الذي يساعد في عمل أبنائها بها وتوظيف الشباب فيها ما يساعد على توفير فرص العمل لمئات والآلاف الشباب، وذلك لأن هناك وفرة في العمالة ذات الأجر المناسب لأن العاملين من نفس القرى.
كانت قد انطلقت أولى فعاليات مبادرة مراكب النجاة في الفيوم من خلال 3 حملات لطَرق الأبواب بإجمالي 150 ألف زيارة، استهدفت 161ألفًا في 60 قرية، والتي انطلقت فعاليتها الثانية من البحيرة حيث تُعد من أكبر المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية، حيث تم افتتاح مركز لتدريب وتأهيل الشباب بمنطقة حوش عيسى، تم فيه تدريبهم وتوعيتهم حول ضرورة العزوف عن تلك الظاهرة، وتوفير برامج ثقافية ورياضية.
واستهدفت المبادرة 96 ألفًا من السيدات والرجال بقرى المحافظة بواقع 19 ألفًا و200 زيارة، إذ عملت رائدات ريفيات على توعية أهالي القرى بمخاطر الهجرة غير الشرعية، والبدائل الإيجابية الآمنة وسبل الهجرة الآمنة، فضلًا عن توعيتهم بالفرص المتاحة.