رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طفرة كبرى.. جولة داخل «المونوريل» من مدينة نصر إلى العاصمة الجديدة

المونوريل
المونوريل

يصنع المهندسون والعمال المصريون إنجازًا كبيرًا خلال الفترة الحالية، إذ يسابقون الزمن للانتهاء من مشروع المونوريل، مرحلة «مدينة نصر- العاصمة الإدارية الجديدة»، استعدادًا للتشغيل الرسمى نهاية العام الجارى. 

«الدستور» ذهبت إلى موقع العمل، والتقت مجموعة من المسئولين عن المشروع والمشاركين فى تنفيذه، لرصد النجاحات التى يحققها أبناء مصر هناك، ومعرفة التفاصيل الخاصة بهذا المشروع الكبير، الذى يحقق نقلة فى منظومة النقل بمصر، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.

المدير التنفيذى للمشروع: وسيلة جر كهربائية صديقة للبيئة.. ويقطع مسافة 56 كيلو فى 40 دقيقة فقط

قالت المهندسة سالى الطحان، المدير التنفيذى لمشروع المونوريل مرحلة «مدينة نصر- التجمع الخامس- العاصمة الإدارية الجديدة»، إن ٩٨٪ من العاملين بالمشروع مصريون، مشيرة إلى أن المشروع يوفر عددًا كبيرًا من فرص العمل للشباب، من الفنيين والسائقين والمهندسين.

وأضافت «سالى» أن العمل يستمر ٢٤ ساعة يوميًا، لإنهاء المشروع فى التوقيتات المحددة، موضحة: «كل عامل أو مهندس يعمل لمدة ١٢ ساعة متواصلة».

وأشارت إلى أن تنفيذ المشروع يستغرق ٢٠ ألف ساعة، على مدار عامين، دون احتساب الإجازات، لافتة إلى أن مشروع المونوريل يعتبر وسيلة جر كهربائية صديقة للبيئة، وأن تنفيذه يعد تحديًا كبيرًا بالنسبة للهيئة القومية للأنفاق.

وذكرت أن المشروع لا يشغل أى حيز على الأرض، لأنه يرتفع عنها ٢٣ مترًا، ويجرى التنفيذ على مرحلتين، شرقًا وغربًا، وسيمتد المشروع بالكامل لمسافة ٩٧ كيلومترًا، بتكلفة ٢.٥ مليار دولار، موضحة أن المرحلة الحالية طولها ٥٦ كيلومترًا.

وتوقعت أن يخفف هذا المشروع الضغط من على وسائل المواصلات الأخرى، فضلًا عن أن «الرحلة بالمونوريل ستكون ممتعة».

وقالت إن المهندسين المصريين لم يواجهوا أى صعوبات فى تنفيذ هذا المشروع، على الرغم من أن الفكرة تطبق لأول مرة فى مصر، وذلك لأن العناصر المستخدمة فى تنفيذ هذا المشروع تشبه العناصر المستخدمة فى تنفيذ محطات المترو، موضحة: «نستخدم الخوازيق فى المترو والمونوريل، لكن نستخدم الكمرة الخاصة بالمونوريل كقضيب ليسير فوقه القطار.. وأؤكد أن المهندس المصرى قادر على تنفيذ أى مشروع».

ونوهت بأن المرحلة الحالية من مشروع المونوريل، تضم إنشاء ٢٢ محطة، تمر بـ٣ مناطق «مدينة نصر والقاهرة الجديدة (شارع المشير) والعاصمة الإدارية الجديدة»، لافتة إلى أن المرحلة الثانية تبدأ من منطقة المهندسين وتنتهى فى مدينة ٦ أكتوبر.

وأكدت أن هذا المشروع مهم جدًا، لأنه سيحل مشكلة عدم وجود وسيلة ربط بين مدينة نصر والعاصمة الإدارية الجديدة، من خلال وسيلة نقل آمنة ونظيفة وصديقة للبيئة، مضيفة: «كما سيربط المشروع مدينة نصر بالجهة الأخرى من القاهرة، من خلال محطة (الاستاد) أمام إحدى محطات الخط الثالث للمترو، وبذلك يتمكن الراكب من خلال وسيلة النقل (المونوريل) الانتقال من العاصمة الإدارية الجديدة إلى القاهرة الجديدة إلى مدينة نصر».

وواصلت: «ثم يستخدم الراكب المحطة التبادلية التى تربط بين المونوريل والخط الثالث للمترو، ليستقل باقى خطوط المترو، فيمكنه استخدام محطة العتبة بالخط الثالث للمترو للذهاب للخط الثانى، فيمكنه الوصول إلى الجيزة أو شبرا، وبذلك يكون قد جرى الربط بين العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة شبرا من خلال وسيلة جر كهربائى».

وشددت على أن هذا المشروع سيوفر الوقت والجهد، موضحة: «يمكن للراكب النزول من المحطة التبادلية التى تربط بين المونوريل والخط الثالث للمترو (العتبة)، ونزول محطة (الشهداء)، التى تربط بين الخطين الثانى والأول للمترو، واستقلال الخط الأول بالكامل وصولًا إلى المرج أو حلوان، وبذلك يكون قد جرى ربط مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة بمنطقتى حلوان والمرج».

وكشفت عن أن المونوريل قادر على قطع مسافة ٥٦ كيلومترًا خلال ٤٠ دقيقة فقط، موضحة: «فى حال الذهاب للعاصمة الإدارية الجديدة من خلال وسائل نقل أخرى سيستخدم المواطن ٤ مواصلات، ما قد يستغرق نحو ساعتين وتكلفة كبيرة، بعكس المونوريل الذى يربط بين أول نقطة فى مدينة نصر وحتى ٢٣ كم داخل العاصمة الإدارية الجديدة بسلاسة».

أما عن طريقة اختيار العمال والفنيين داخل المشروع، فقالت: «المشروع يضم مهندسين أصحاب خبرة تصل لـ٣٠ عامًا، يختارون المهندسين الشبان والعمال، ويختلف عدد المهندسين والعاملين وفقًا لحاجة العمل، ويصل العدد أحيانًا إلى ٣٠٠٠ عامل يعملون فى نفس الوقت».

وأضافت «سالى»: «تنفيذ الخوازيق أمر مرهق، وكذلك تنفيذ الكمرات وتركيبها، ولا بد أن يكون التركيب خلال المساء حتى لا تحدث اختناقات مرورية»، مؤكدة أن المهندسين والعمال ملتزمون بالجدول الزمنى.

وشددت على حرص العاملين على إعادة أى منطقة عمل إلى ما كانت عليه قبل بدء التنفيذ، وقالت: «لا نسبب أى مشكلات للسكان، ونتعاون مع الأحياء بشكل مستمر». وكشفت عن أن السكان سعداء بتنفيذ مشروع المونوريل، ويقفون فى البلكونات لمشاهدة هذا الإنجاز وتصويره، ويسألون باستمرار عن موعد التشغيل.

وأكدت أنها كامرأة لم تواجه أى صعوبات خلال تنفيذ المشروع، موضحة: «العمل فى الهيئة القومية للأنفاق لا يفرق بين المهندس والمهندسة، وهناك زميلات متفوقات بشكل مدهش ونفذن مشروعات قومية كبيرة».

المسئول عن ورشة العمرة: على مساحة 85 فدانًا.. وتضم 13 مبنى وألفى عامل

كشف المهندس عمر عبدالعزيز أحمد، المسئول عن ورشة العمرة الجسيمة بمشروع المونوريل، عن أن الورشة تقام على مساحة ٨٥ فدانًا، ويوجد بها ١٣ مبنى، ويتم حاليًا تنفيذ أعمال تسوية المنسوب لتأسيس الورشة.

وقال: «تم إنجاز كثير من الأعمال الخاصة بورشة العمرة الجسيمة للمونوريل، بنسبة ٧٥٪ لأعمال القطع لـ١٧٠ ألف متر مكعب، كما وصلت أعمال الردم إلى ٦٥٪، لـ٣٦٠ ألف متر مكعب».

وأضاف: «الورشة تتكون من ١٣ مبنى، ويتوافر بها كل الأعمال الخاصة بالقطارات، سواء غسيل القطارات، أو تخزينها، أو صيانة العربات الداخلية، واستوك للقطارات، والصيانة والعمرة الخفيفة والثقيلة للقطارات». وواصل: «مبنى رقم ١ يختص بالتحكم والإدارة، ومبنى ٢ خاص بالعمرة الخفيفة والجسيمة، ومبنى ٣ خاص بالكهرباء وتحويلها التى يتم استخدامها لتغذية السكة، ومبنى ٤ للأمن، و٥ و٦ يختصان بغسيل القطارات من الداخل والخارج، ومبنى ٧ لتخزين القطارات بقدرة ٤٤ قطارًا بعدد ٤ عربات لكل قطار، ومن المخطط أن تصل سعة التخزين المستقبلية له إلى ٩٩ قطارًا بعدد ٨ عربات لكل قطار».

وأكمل: «مبنى ٨ خاص بتخزين المخلفات، ومبنى ٩ بالتحويل الأوتوماتيكى من اليدوى، ومبنى ١٠ بالأمان للمشروع، ومبنى ١١ تابع لمهمات مبنى ٧ للتخزين، ومبنى ١٢ للأمن، ومبنى ١٣ خاص بالوقود للديزيل الخاص بالمونوريل».

وأشار إلى أن الورشة تضم ما يقرب من ٢٠٠٠ عامل، وتختلف نسبة العمالة وفقًا لحاجة العمل، وقد تصل فى ذروة الأعمال المدنية والتشطيبات والميكانيكا والكهرباء إلى ٣٥٠٠ عامل، وتنقسم الأعمال حاليًا إلى سائقى حفرات وآلات ونجارين وكهربائيين، وتستمر الوردية ١٢ ساعة، ويستمر العمل على مدار الـ٢٤ ساعة».

وأكد أنه يتم اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية خلال العمل داخل ورشة المونوريل، وذلك تنفيذًا لتعليمات مجلس الوزراء للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، مع إلزام العاملين بارتداء الكمامة خلال العمل وتعقيم كل الأماكن يوميًا، كما يتواجد طبيب للتعامل الفورى فى حال إصابة أى عامل، والتأكد من ارتداء العامل الخوذة وواقى الأمان، لتقليل نسبة الخطورة إلى أقل من ١٪.