رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جاذبية سرى.. رحيل صاحبة اللوحات التشكيلية الناطقة

جاذبية سرى
جاذبية سرى

لم يكن رحيل الفنانة التشكيلية جاذبية سرى، عن عمر يناهز ٩٦ عامًا، أمس الأول، وتشييع جنازتها من مسجد مصطفى محمود فى المهندسين، أمس، حدثًا عابرًا، فالسيدة «جاذبية»- التى امتلكت من اسمها نصيبًا كبيرًا- واحدة من أهم الفنانات التشكيليات فى مصر والوطن العربى. ولدت جاذبية سرى فى الربع الأول من القرن الماضى، وتحديدًا عام ١٩٢٥، وقدمت على مدار رحلتها ما يزيد على ٧٠ معرضًا تشكيليًا فى مصر والعالم، إلى جانب عملها فى التدريس الجامعى.

بدأت السيدة «جاذبية» مشوارها الفنى عبر تقديم لوحات فنية تمتاز بالطابع الشعبى، ورصدت فى تلك المرحلة جمال وفتنة الحياة اليومية بكل تفاصيلها، مع إبراز القضايا الاجتماعية المطروحة فى فترة عرفت باسم «الواقعية الاجتماعية»، ثم تجاوزتها إلى مرحلة أخرى هى «الواقعية الابتكارية»، التى تتجلى فى مجموعتها «الناس والبيوت»، واستمرت بين عامى ١٩٦٨ و١٩٧٣.

وانتقلت جاذبية سرى من الواقعية إلى المعاصرة، وأجابت عن سؤال الكاتب نبيل فرج، عبر دورية الأقلام العراقية، عن ذلك بقولها إن «المعاصرة تعنى تأكيد العلاقات الجمالية فى مزيد من الحرية فى التعبير والانطلاق، ومن خلال عنف وثورة فى التعبير، وجرأة فى الألوان والتكوينات، غدت بلا حدود، وجاءت وليدة الخبرة والثقافة».

وشددت على أنها «مصرية عربية، أنتمى إلى هذه المنطقة من العالم، وأعتبر إنتاجى حصيلة معايشتى للناس، وللهموم التى يرضخ تحتها الشعب، وللهموم الإنسانية، وعندى تفاؤل لا أفقده أبدًا».

وناقشت الفنانة الراحلة عبر أعمالها الفنية العديد من القضايا التى لا تزال عالقة، منها تعدد الزوجات والأمومة والمرأة المكافحة والعاملة والطفولة المشردة والحنين إلى اللعب، وغيرها من القضايا الإنسانية 

وعبر مشوارها الطويل مع الفن، كانت جاذبية سرى تنطلق من الجزئى اليومى العادى جدًا لتصل به إلى الكونى، وظلت طوال مشوارها الفنى حريصة على أن تكون حارسة للفنون وجمالياتها وعلى طرح قضايا الناس وهمومها، والعبور بها من محيطها الضيق لتأخذ مكانها فى العالم، لتقفز لوحاتها لتعبر عن هموم الشارع المصرى. 

وتمثل أعمال «جاذبية» واقع المجتمع المصرى، لذا لا يغيب الصوت عن لوحاتها، صوت نابض بالثورة مرة والتمرد مرة أخرى، صوت قلق وطموح ومتفائل.