رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محافظ قنا: «حياة كريمة» تحول القرى الفقيرة إلى جنة الله فى الأرض

اللواء أشرف الداودى،
اللواء أشرف الداودى، محافظ قنا

لا يبالغ اللواء أشرف الداودى، محافظ قنا، حين يتوقع أن تؤدى الجهود التى تبذلها فرق المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» إلى تحويل القرى والنجوع المنسية التى طواها النسيان لعقود طويلة إلى جنة الله فى أرض الكنانة. ويدلل الرجل على صدق وصفه بحجم وعدد ونوعية المشروعات التى تنفذها المبادرة الرئاسية فى المحافظة، والتى تتضمن ٦٧٤ مشروعًا فى ٨ قطاعات خدمية مختلفة، داخل ١٩ مجلسًا قرويًا تضم ٨٦ «قرية أم» و٧٢٢ نجعًا وعزبة، بإجمالى استثمارات تتخطى ١٥ مليار جنيه، ويستفيد منها نحو ١.٥ مليون مواطن. عن هذه الجهود وتفاصيل أكثر عن «حياة كريمة» والمشروعات التنموية التى تشهدها قنا، وخطط ومقترحات التنمية للمرحلة المقبلة، يدور حوار «الدستور» التالى مع اللواء أشرف الداودى.

■ لا حديث فى القرى إلا عن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، فكيف ستؤثر على حياة الأهالى فى محافظة قنا؟ 

- مبادرة «حياة كريمة» تترجم حرص القيادة السياسية على تحقيق حياة تليق بالمواطن، فى ظل تحديات محلية وإقليمية ودولية، وتعكس الفكر البنّاء والسواعد الوطنية الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء الذى يتطلع إليه المواطنون الطامحون إلى غد مشرق فى عهد الرئيس السيسى. ولن أبالغ إذا قلت إن قرى قنا وغيرها من القرى الفقيرة المستهدفة ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» ستصبح «جنة الله فى الأرض»، بعد الانتهاء من تنفيذ المبادرة، لأنها تقضى على أزمات تهالك البنية التحتية فى جميع أنحاء قرى ونجوع وشوارع المحافظة، وتعمل على إنشاء مجمعات خدمية وزراعية، لتخفيف أى أعباء على كاهل المواطنين، كما ستكون هناك أسواق حضارية ومشروعات ضمن «شارع ٣٠ يونيو»، الذى سيشمل أماكن مخصصة لسيارات طعام ومشروبات يتم تأجيرها للشباب من أجل مساعدتهم فى حل أزمة البطالة.

■ كيف ستحول المبادرة القرى المستهدفة إلى «جنة» بشىء من التفصيل؟

- تستهدف المبادرة القضاء على مشكلات المياه التى تعانى منها القرى والنجوع، من خلال إنشاء محطات مياه جديدة ورفع، وتغيير الشبكات المتهالكة وإنشاء أخرى جديدة، كما تتم من خلال المبادرة تغطية القرى المحرومة بخدمة الصرف الصحى لتوفير بيئة صحية آمنة للمواطنين، ويتم أيضًا تحسين مستوى الخدمات الصحية عبر تطوير الوحدات الصحية القائمة وإنشاء مراكز طبية جديدة، ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال إنشاء مجمعات خدمية وزراعية تقدم جميع خدماتها للمواطنين عن قرب وبشكل ميسر، فضلًا عن توفير طرق مرصوفة بشكل مناسب ترفع من معدلات السلامة والأمان لمستخدميها، لذا يمكننا القول إن المبادرة ستُحدث نقلة نوعية على مستوى الخدمات ومستوى المعيشة بالقرى بشكل يضاهى الحياة فى المدن. 

■ ما معدلات الإنجاز التى وصلت إليها مشروعات «حياة كريمة»؟ وكيف تختارون القرى المستفيدة؟

- الجدول الزمنى الخاص بالمشروعات الجارى تنفيذها من خلال المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، ضمن المرحلة الأولى من المشروع القومى لتنمية قرى الريف المصرى، يحدد نهاية العام المالى الحالى للانتهاء منها بشكل كامل، وأود أن أبعث رسالة طمأنة لأهالى المحافظة بأن جميع هذه المشروعات ستُسلم فى الوقت المحدد لها.

فمنذ إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى المشروع القومى لتنمية قرى الريف المصرى «حياة كريمة»، تم وضع هذا الجدول الزمنى، ونجحنا فى توفير الأراضى المطلوبة لتنفيذ المشروعات المستهدفة، ووصلنا إلى نسبة إنجاز تفوق الـ٥٠٪. أما بالنسبة لاختيار القرى، فإنه يتم وفقًا لمعدلات ونسب الفقر فى كل قرية، وبالتالى إعطاء القرى الأكثر فقرًا واحتياجًا الأولوية ضمن المرحلة الأولى لتنفيذ المبادرة، على أن تشهد المرحلة المقبلة من المبادرة إدراج ٤ مراكز جديدة.

■ ما مقترحاتكم للمرحلة المقبلة من «حياة كريمة» فى قنا؟

- كما ذكرت سابقًا فإن المرحلة المقبلة من المبادرة ستشهد إدراج ٤ مراكز جديدة وجميع القرى التابعة لها، لإحداث تنمية شاملة، وسيتم تنفيذ المشروعات المستهدفة فى تلك القرى طبقًا للآليات نفسها التى جرى الاعتماد عليها فى اختيار المشروعات والتنفيذ.

■ هل تُطلعنا على قائمة المشروعات الجارى تنفيذها فى المحافظة خلال الفترة الحالية؟

- تشهد محافظة قنا حاليًا عددًا كبيرًا من المشروعات فى مختلف القطاعات الخدمية، تنفذ بالتوازى من خلال ٣ خطط وبرامج، هى: مبادرة «حياة كريمة»، وبرنامج التنمية المحلية فى صعيد مصر، والخطة الاستثمارية للمحافظة لعام ٢٠٢١- ٢٠٢٢. 

وتستحوذ المبادرة الرئاسية على النسبة الأكبر من المشروعات التى يتم تنفيذها فى المحافظة، بعد أن أطلقها الرئيس السيسى بهدف إحداث تطوير شامل لقرى الريف الذى يعيش فيه ٥٦٪ من السكان، خلال ٣ سنوات فقط، باستثمارات تتخطى ٧٠٠ مليار جنيه، وتستهدف مرحلتها الأولى تطوير وتنمية ١٥٠٠ قرية على مستوى الجمهورية، خلال العام الحالى.

وتتضمن المرحلة الأولى ٥ مراكز فى قنا، هى: أبوتشت وفرشوط ودشنا والوقف وقوص، وتستهدف تنفيذ ٦٧٤ مشروعًا فى ٨ قطاعات خدمية مختلفة، داخل ١٩ مجلسًا قرويًا تضم ٨٦ «قرية أم»، و٧٢٢ نجعًا وعزبة، بإجمالى استثمارات تتخطى ١٥ مليار جنيه، ويستفيد منها نحو ١.٥ مليون مواطن. أما برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر فقد أطلقته الحكومة فى عام ٢٠١٩ لإحداث تنمية حقيقية ومستدامة فى محافظتى قنا وسوهاج، كنموذج أولى سيتم تعميمه على باقى محافظات الجمهورية، وتبلغ القيمة الإجمالية لتمويل مشروعات البرنامج ٩٥٧ مليون دولار، ويبلغ نصيب قنا ٤٢١ مليون دولار بنسبة ٤٤٪ من إجمالى قيمة التمويل.

ونجح البرنامج، حتى يونيو الماضى، فى الانتهاء من تنفيذ ١٤٠٢ مشروع فى مختلف القطاعات الخدمية خلال عامين ونصف العام، بنسبة تنفيذ ١٠٠٪، بتكلفة ٣.٦ مليار جنيه، ما أسهم فى ارتفاع ترتيب المحافظة فى معدلات التنمية بين محافظات الجمهورية من المركز الـ٢٦ إلى مرحلة متقدمة.

 ونظرًا لنجاح البرنامج فى إحداث طفرة كبيرة بمختلف القطاعات المستهدفة، تم تصنيفه على منصة الأمم المتحدة كأفضل برنامج تنموى فى مكافحة الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. 

■ تحت مظلة «حياة كريمة» يُنفذ المشروع القومى لتبطين الترع، فما نسب الإنجاز التى تحققت فى قنا؟

- يعد مشروع تبطين الترع والمصارف من المشروعات القومية المهمة التى تنفذها الدولة لما له من آثار إيجابية على خطط التنمية المستدامة، فهو يسهم فى توفير كمية كبيرة جدًا من المياه المهدرة، ويحافظ على سلامة المواطنين من خلال إزالة إشغالات الطرق ورفع مخلفات التطهير، وتوفير الميزانية الدورية لعمليات تطهير الترع والمصارف، وتحسين جودة مياه الرى، وحماية المواطنين من الحشرات الضارة والزواحف السامة، فضلًا عن إضفاء مظهر حضارى وجمالى فى البلاد.

وتم تخصيص مليار و٦٧٥ مليون جنيه لتبطين ٤٨٨ كم من الترع والمصارف فى مختلف قرى المحافظة، ونجحنا فى تنفيذ ٢١ عملية تبطين، بإجمالى أطوال ١٢٣ كم، بنسبة ٢٥٪، بتكلفة مالية ٣٤٤ مليون جنيه.

كيف تختارون المشروعات المنفذة لخدمة الأهالى؟

- وفقًا لتوجيهات الرئيس السيسى عقدنا جلسات مع أهالى القرى وناقشناهم بشأن المشروعات التى يرغبون فى تنفيذها، لأنهم أكثر دراية باحتياجاتهم، وبالفعل استجبنا لمطالبهم وأعددنا خطط المشروعات المطلوب تنفيذها.