رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سد النهضة وتعزيز الاستقرار بالمنطقة.. كيف أكد الرئيس السيسي على ثوابت مصر في «كوب 26»

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

يأتي ملف سد النهضة على رأس اهتمامات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال المحادثات التي على هامش مشاركته في الدورة الـ26 لقمة الأمم المتحدة لرؤساء الدول والحكومات لتغير المناخ، والتي تقام في مدينة جلاسكو الأسكتلندية في المملكة المتحدة بمشاركة نحو 200 دولة.

و أكد الرئيس، خلال أكثر من لقاء جمعه مع قادة العالم المشاركين في القمة، على الموقف المصري الراسخ من قضية سد النهضة، ورؤيتها القائمة على الانخراط بشكل نشط في المفاوضات الرامية للتوصل لاتفاق ملزم قانوناً بشأن ملء وتشغيل السد، وذلك تحت مظلة الاتحاد الأفريقي بما يتسق مع البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن.

وشدد الرئيس السيسى على ما توليه مصر من أولوية قصوى تجاه حقوقها التاريخية فى مياه نهر النيل، باعتبارها قضية وجودية تستوجب قيام المجتمع الدولي ببذل كل الجهود الممكنة من أجل التوصل لاتفاق قانونى مُلزم على نحو يحفظ الأمن المائى للبلاد، ويحافظ على الاستقرار الإقليمي، ويحقق مصالح جميع الأطراف. 

 

سد النهضة

 وخلال لقائه مع الرئيس "فيليكس تشيسيكيدي"، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، على هامش أعمال قمة الأمم المُتحدة للمناخ المنعقدة في جلاسكو، أشاد الرئيس السيسي بالجهود التي قامت بها الكونغو الديمقراطية ومساعيها المقدرة لتسوية أزمة سد النهضة خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، فضلًا عن مساعيها لتحقيق التطلعات التنموية للقارة الإفريقية والترويج لقضاياها ومواقفها في المحافل الدولية.

ووفقا لما صرح به المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، أعرب الرئيسان عن رضاهما عن المستوى المتميز، الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، سواء على مستوى التنسيق والتشاور السياسي، أو على مستوى التعاون الاقتصادي، الذي يشهد في الفترة الأخيرة طفرة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين.

من جهته، تقدم الرئيس الكونغولي بالشكر للرئيس السيسي على دعم مصر المتواصل لبلاده في هذه المرحلة الهامة من تاريخها، بما يمثل نموذجاً للتعاون والتنسيق والدعم المتبادل بين الدول الأفريقية.

وبحسب السفير بسام راضي، التقى السيسي بمقر إقامته بالمستشار النمساوي ألكسندر شالنبرج، على هامش مشاركته بقمة المناخ وتناول اللقاء استعراض التطورات المتعلقة بسد النهضة، مشيرا إلى أن السيسي أكد خلال اللقاء على أن سد النهضة تعد قضية وجودية تستوجب قيام المجتمع الدولي ببذل كافة الجهود الممكنة من أجل التوصل لاتفاق قانوني مُلزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد على نحو يحفظ الأمن المائي لمصر، خاصةً في ضوء ما تضمنه البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن السد.

وأضاف السيسي أن "تسوية أزمات المنطقة يتم بتحقيق الاستقرار واستعادة أركان الدولة الوطنية، وبدعم مؤسسات الدول، وتعزيز قدرة جيوشها الوطنية وحكومتها المركزية، وهو الأمر الذي من شأنه تقويض نشاط الجماعات والتنظيمات المتطرفة التي تعبث بمقدرات الشعوب".

 

جهود مصر في حفظ الاستقرار بالمنطقة

وأوضح السفير أن مشاركة الرئيس بقمة المناخ شهدت نشاطا كبيرا، بدأ بلقاء المستشار النمساوي، والذي كان مثمرا واستعرض مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن الإشادة بالتجربة المصرية، ونجاح القاهرة في منع الهجرة غير الشرعية، ومكافحة التطرف والإرهاب، ونشر ثقافة التعايش، فضلا عن إشادة رئيس وزراء بريطانيا بجهود مصر التنموية خلال لقائه مع الرئيس.

 

وتابع "المستشار النمساوي كان حريصا على الاستماع لرؤية الرئيس ووجهة نظره بشأن حل أزمات المنطقة، في ظل تأكيد الرئيس على أهمية تقوية أركان الدولة الوطنية، والجيوش الوطنية، فضلا عن تأكيده أن الميليشيات تعبث بمقدرات الدول والشعوب بلا أي مسؤولية".

 

واستطرد "الملف الليبي حاضر في كافة مناقشات الرئيس السيسي، وهناك محددات ثابتة يكررها الرئيس، بينها الالتزام التام بخارطة الطريق وإقامة الانتخابات في موعدها بشهر ديسمبر، والتي تعد استحقاقا مهما في مسير تسوية الأزمة السياسية في ليبيا"، لافتا إلى أن الرئيس السيسي أكد أهمية خروج المرتزقة من ليبيا.

 

صون السلم والأمن الإقليميين 

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع مارك روته، رئيس وزراء هولندا، بالتوازي مع انعقاد قمة الأمم المُتحدة لتغير المناخ في جلاسجو.

قال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء تناول بحث سبل دفع العلاقات بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وشمل اللقاء مناقشة سبل تعزيز التعاون الثلاثي بين مصر وهولندا في أفريقيا، في ضوء الاهتمام المشترك للجانبين بدعم التنمية في القارة، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية توطين الاستثمارات الهولندية في مصر في ظل المناخ المشجع للاستثمار وكونها بوابة للتصدير للقارة الأفريقية.

كما شهد اللقاء التباحث بشأن آخر المستجدات على صعيد عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشار رئيس وزراء هولندا إلى حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر لصون السلم والأمن الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، معربًا في هذا الإطار عن تقديره للجهود المصرية للوصول إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات الذي يمر بها محيطها الإقليمي المضطرب بما يسهم في عودة الاستقرار والأمن للدولة.