رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هجمات طالبان عبر الحدود قد تعطل جهود السلام الأفغانية- الباكستانية


أثارت الهجمات التي يشنها مقاتلو حركة طالبان الباكستانية عبر الحدود التوتر بين باكستان وأفغانستان ،في الوقت الذي اتفق فيه البلدان على العمل معا لانجاح جهود السلام والمصالحة في البلاد التي مزقتها الحرب.

ووفقا لمصادر مطلعة في إسلام أباد فقد أقام مقاتلو طالبان الباكستانية، الذين فروا من العمليات القتالية في المناطق القبلية خلال الاعوام الثلاثة الماضية، قواعد في المناطق الحدودية النائية داخل أفغانستان ويشنون هجمات منتظمة على نقاط حدودية وقرى باكستانية.

ونفت كابول هذا الزعم رسميًا وأصرت على أن القوات الباكستانية تطلق صواريخ على الأراضي الأفغانية قالوا انها سببت خسائر وشردت مئات العائلات، لكن الجيش الباكستاني نفى هذا الاتهام وأصر على انه يستهدف المسلحين الفارين فحسب.

وزاد التوتر في اعقاب هجوم مميت على نقطة حدودية باكستانية في منطقة دير العليا في شمال غرب باكستان في يونيو عندما قتل مسلحون 6 جنود باكستانيين واختطفوا 17 آخرين قطعت رؤسهم بطريقة وحشية فيما بعد في أفغانستان.

وصدر تسجيل مصور للكمين وقطع الرؤوس لوسائل الاعلام وجرى تحميله أيضًا على مواقع الإنترنت. وزعمت طالبان الباكستانية من وادي سوات مسؤوليتها عن الهجوم، حسبما ذكر سراج الدين المتحدث باسم الحركة والذي تحدث للصحفيين من داخل أفغانستان.

وعندما شنت القوات الباكستانية هجومًا مضادًا على المسلحين قالت السلطات الأفغانية إن الصواريخ الباكستانية سقطت على مناطق حدودية من مقاطعة كونار الأفغانية، وقالت السلطات الأفغانية إن اربعة أشخاص على الاقل قتلوا في القصف الباكستاني الأخير.

واستدعت أفغانستان السفير الباكستاني إلى وزارة الخارجية الاسبوع الماضي وقدمت احتجاجًا رسميًا على القصف.

وحذر متحدث باسم الرئاسة الأفغانية في وقت سابق من انها ستجبر على تصعيد القضية إلى مجلس الأمن الدولي إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في حلها.

وفي اجتماع مع وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني خار هنا يوم الخميس قال السفير الأفغاني عمر داود زاي إن "اطلاق الصواريخ الباكستانية" اغضب الأفغان و"يجب وقفها على الفور."

وقال معظم خان المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية إن إسلام أباد "تتعامل مع هذه الهجمات بجدية" وستتخذ الحكومة "اجراءات تصحيحية" قريبا.

وفي استعراض نادر للتضامن مع الحكومة الأفغانية دعت أيضا حركة طالبان الأفغانية باكستان إلى إنهاء ما أسمته "الهجمات غير القانونية غير المبررة" ضد أفغانستان على المناطق الحدودية.

وقد اتفق زعماء البلدين على فتح قنوات الاتصال مع طالبان الأفغانية خلال زيارة رئيس الوزراء الباكستاني إلى كابول في 19 يوليو.

لكن بعض المحللين قالوا إن فاعلين غير حكوميين مثل طالبان الأفغانية يفسدون عملية السلام وسيحاولون اثارة العداء بين باكستان وأفغانستان، وقالوا إن باكستان وأفغانستان يتعين عليهما توخي الحذر من المؤامرة الشريرة للمسلحين وأن يركزا على جهود المصالحة لأن استقرار أفغانستان سيؤثر مباشرة على باكستان.