رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القناعة والشكر

سأل الملك الوزير:
لماذا خادمى أراه دائمًا أكثر سعادة منى
وهو لا يملك شيئًا؟!!
بينما أنا الملك لدى كل شىء، وعلى الرغم من ذلك غير سعيد ومتكدر المزاج؟
فقال له الوزير:
جرِّب معه 
    قاعدة الـ٩٩
فقال الملك وما هى
     قاعدة الـ٩٩؟
قال الوزير: 
ضع ٩٩ دينارًا فى صُرة عند بابه فى الليل
واكتب على الصُّرة ١٠٠ دينار هدية لك، 
واطرق بابه.
وانظر ماذا سيحدث. 
فعل الملك ما قاله له الوزير ووضع الصرة أمام باب الخادم وبها ٩٩ دينارًا بينما مكتوب من الخارج ١٠٠ دينار. 
فأخذ الخادم الصرة فلما عدها قال: 
«لا بد أن الدينار الباقى وقع فى الخارج»
فخرج هو وأهل بيته كلهم يفتشون، ويفتشون
وذهب الليل كله وهم يفتشون.
وغضب الخادم جدًا لأنه وأسرته تعبوا طوال الليل فلم يجدوا هذا الدينار الناقص 
فثار عليهم بسبب الدينار الناقص بعد أن كان هادئًا. 
وأصبح الخادم فى اليوم الثانى عابسًا وغاضبًا جدًا ومتكدر الخاطر،
لأنه لم ينم الليل. 
فذهب إلى الملك عابس الوجه متكدر المزاج غير مبتسم ناقمًا على حاله.
فعلم الملك ما معنى الـ٩٩
وهى أننا كبشر ننسى 
«٩٩ نعمة»
وهبنا الله إياها ونقضى حياتنا كلها نبحث عن نعمة مفقودة!
نبحث عن ما لم يمنحه الله لنا.
ومنعه عنَّا لحكمة لا نعلمها.
وأننا كثيرًا ما نحزن ونكدر أنفسنا وننسى ما نحن فيه من نِعم.
قارئى العزيز استمتع بنعم الله الكثيرة التى منحك إياها ولا تلتفت إلى ما فى يد الآخرين.
اشكر الله على النعم التى لا تحصى ولا تعد، وقل لنفسك باركى يا نفسى الرب ولا تنسى كل حسناته، الذى يغفر جميع ذنوبك، الذى يشفى كل أمراضك، الذى يفدى من الحفرة حياتك الذى يكللك بالرحمة والرأفة الذى يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك.