رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حتى لا نعود للمربع صفر!!


كانت كلمة الشعب هى العليا وسقطت شرعية الجاهلية وانتصرت شرعية ثورة الـ 30 من يونيو فى وقت نحتفل فيه بمرور 3 سنوات على قيام ثورة الـ 25 من يناير وبعد إقرار الدستور نقول إن الأصعب مازال قادما وهو قرار من سيترشح للرئاسة؟ هناك من يرى أن الوقت غير مناسب لكى يترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى لأن الظرف حرج وهناك الكثير من المشكلات الصعبة سوف تواجه رئيس مصر القادم، الأمر الذى يعد مغامرة غير محسوبة وغير مأمونة العواقب وبالتالى ترشحه يعد من قبيل المجازفة، ويؤكد أصحاب هذا الرأى أن مصر لا تحتمل أن تخوض تجربة فاشلة ولابد أن يحافظ السيسى على الحب الجارف والشعبية الكبيرة التى لم نر مثيلا لها منذ وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وبالتالى إخفاق الفريق السيسى فى العبور بمصر من أزماتها سيغير مشاعر الجماهير تجاهه خاصة أن مشاعر المصريين متطرفة فى الحب والكراهية ومن الأفضل للفريق السيسى أن يكون على رأس القوات المسلحة خلال المرحلة المقبلة باعتبار أن المؤسسة العسكرية هى حامية الدستور ودرع الوطن الذى تحاك ضده المؤمرات فى الداخل والخارج.ورغم منطقية هذا الرأى إلا أنه لا يقدم لنا البدائل التى نختار من بينها، خاصة أننا فى مفترق طرق وطبيعى إذا لم يترشح السيسى للرئاسة سيكون الاختيار ممن يقفون على المسرح السياسى رغم أن كثيراً منهم قد انتهت مدة صلاحيته أو لا يحظى بشعبية جماهيرية أو فقد بريقه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وليس متوقعا أن يظهر مرشح غير مدرج فى قائمة الساسة بشكل يفاجئ الجميع ويقلب الحسابات التى تجرى على مدار الساعة بشكل غير معلن ترقبا لقرار الفريق أول عبد الفتاح السيسى الذى ربط معظمهم نزولهم انتخابات الرئاسة بعدم ترشح السيسى.إذا سلمنا أن السيسى لن يترشح فهل فى مقدور أى من الموجودين المترقبين أن يقود البلاد إلى بر الأمان؟ لا أعتقد خاصة إذا أصبح هذا الرئيس مجرد واجهة فقط، وكان القرار بأيدى غيره أيا كان هذ الغير فإننا نعود إلى نفس أسلوب النظام المعزول واحتمالات الفشل ستظل واردة وكأننا لا نستفيد من دروس سابقة، الأمر الذى سيؤدى إلى العودة بنا للمربع صفر.فى هذا الظرف التاريخى تحتاج مصر لزعامة حقيقية تستمد قوتها من شرعية الجماهير وتستطيع اتخاذ قرارات حاسمة لقيام دولة المؤسسات والقانون ويحقق التوازن بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ولا يهم فى هذه الحالة أن يكون مدنيا أو عسكريا وفى كل الأحوال الرئيس القادم لابد أن يكون مدنيا حتى ولو كان ذا خلفية عسكرية، وفى ظل الدستور الجديد تقع على عاتق الحكومة مسئوليات جسام، ومن هنا لابد أن تكون شخصية رئيس الوزراء من القوة والحزم والحسم بحيث تتكامل مع شخصية الرئيس الذى هو فى الوقت نفسه القائد الأعلى للقوات المسلحة. إذن إن ترشح عبد الفتاح السيسى للرئاسة هو الافتراض الأكثر اقترابا من الواقع لأن الإنسان موقف ولا تظهر قدراته إلا فى وقت الأزمات فما بالكم بالزعماء.