رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الزراعة.. واليوريا والقطن


عسى الله أن تستمع مصانعنا لصوت العقل وأن تخصص اليوريا للتصدير لاستخدامها فى الصناعة وأن يأتى اليوم الذى يتغذى فيه النبات على الأسمدة الصحية بما ينعكس على صحة المصريين وتقليل إصابتهم بالسرطان عامدا متعمدا بسبب نقص الوعى العلمى لبعض المسئولين.

على الرغم من تحريم جميع دول العالم المتقدم لاستخدام اليوريا كسماد زراعى وقصر استخدامها على الصناعة وتصنيع البلاستيك، إلا أنه للأسف وزارتنا الرشيدة مازالت تصر على استخدام اليوريا فى الزراعة وبما يؤدى إلى رفض قبول شحنات كثيرة من صادراتنا الزراعية بالإضافة إلى تأثير اليوريا الحاد على الإصابة بالسرطان وهو السبب فى تجريم استخدامها دوليا فى الزراعة. فمادة اليوريا بصورتها المصنعة غير صالحة لامتصاص النبات لها ولابد من تحللها فى التربة بفعل الميكروبات إلى الصورة الصالحة للنبات. أولى صور تحول اليوريا فى التربة لتصبح غذاء للنبات هو تكون مادة وسطية تسمى «كربامات الأمونيوم» يمتصها النبات وتسبب الإصابة بالسرطان لمن يتناول النباتات التى امتصتها. بعد تكوين هذه المادة تبدأ ميكروبات التربة فى تحليلها لتتحول إلى عنصر غذائى للنباتات وهو ما يستلزم ارتفاع درجة الحرارة كما هو واضح فى سرعة فساد الأطعمة فى المطبخ صيفا بعكس الشتاء لأن النشاط الميكروبى مرتبط بارتفاع درجة الحرارة فى وجود الرطوبة.

لهذا السبب يعلم الفلاح جيدا «فما بالك بأستاذ الجامعة» بأن سماد اليوريا لا يصلح للزراعات الشتوية فضلا عن أخطاره السابقة التى أوضحناها بسبب بطء عمل ميكروبات التربة شتاء وبالتالى من المفترض من وزير الزراعة أن تكون أوامره لمصانع إنتاج الأسمدة فى مصر بالتركيز على أسمدة «نترات الأمونيوم» وأسمدة «النترات» شتاء حتى تتم استفادة النباتات منها فور إضافتها للتربة مع قيام الإرشاد الزراعى بشرح الأمر للمزارعين بعدم الإسراف فى الرى بعد إضافة الأسمدة حتى لاتفقد من التربة وتُغسل خارج منطقة الجذور وتذهب هباء إلى المصارف. أما أن تكون تعليمات الوزير بقصر إنتاج الأسمدة على اليوريا شتاء لكى يتخلص من صداع نقص توافر الأسمدة لارتفاع نسبة مادتها الغذائية إلى 48% بالمقارنة بنسبة 33% فى أسمدة نترات الأمونيا أو 15% فى النترات فقط فهذا خطأ كبير لا ينبغى لأستاذ جامعى أن يقع فيه ولذلك عانى المزارعون من هذا النوع المحرم بما دفعهم إلى شراء أسمدة النترات من السوق السوداء بسبب الأخطاء الفادحة لوزارة الزراعة وعدم إلمامها بما يلم به الفلاح البسيط من حرفية وكونها مهنة تتطلب عقلاً وحكمة. عسى الله أن تستمع مصانعنا لصوت العقل وأن تخصص اليوريا للتصدير لاستخدامها فى الصناعة وأن يأتى اليوم الذى يتغذى فيه النبات على الأسمدة الصحية بما ينعكس على صحة المصريين وتقليل إصابتهم بالسرطان عامدا متعمدا بسبب نقص الوعى العلمى لبعض المسئولين.

«2»

عندما نجد تصريحا منسوبا لوزير الزراعة ومنشوراً على بوابة إحدى كبريات الصحف المصرية يقول فيه إنه تمت زراعة 367 ألف فدان من القطن حتى الأسبوع الأول من يناير، وأن الوزارة تحملت تكاليف مقاومة 67 ألف فدان منها ونحذر من خطأ هذا التصريح الذى لا يمكن أن يقع فيه مزارع وليس وزيراً ثم يعاد نشر التصريح نفسه بعد أسبوع من النشر الأول على صفحات الجريدة الكبرى ليؤكد صحة الخبر فنحن أمام خطأ علمى متعمد واشتغال للرأى العام والمسئولين بأن القطن المصرى فى طريقه لاسترداد عافيته. حقيقة الأمر أن القاصى والدانى يعلم أن القطن محصول صيفى تبدأ زراعته كل عام خلال الفترة من منتصف شهر مارس وحتى منتصف شهر أبريل فكيف يصرح الوزير الهمام فى الأسبوع الأول من يناير بأنه تمت زراعة هذه المساحة من القطن فى فصل الشتاء؟! وإذا كان الأمر خطأ صحفى فلماذا لم يتم تصحيحه فى أوانه عند النشر الأول ولا عند النشر الثانى؟! ولكن الأمر الذى جعلنا نصدق أننا أمام وزير زراعة ليس على دراية بمواعيد زراعة الحاصلات الاستراتيجية الرئيسية فى مصر أنه سبق خلال الأسابيع الماضية أن صرح نفس الوزير فى حوار تليفزيونى تعجب منه كل الزراعيين فى مصر بأن محصول القمح يزرع فى مصر فى شهور الربيع مارس وأبريل بينما الطفل فى القرية يعلم أنه محصولا شتويا يزرع خلال الفترة من منتصف نوفمبر وحتى منتصف ديسمبر، والأمثلة المصرية تقول أن شهر «هاتور أبو الذهب المنثور» أى شهر زراعة القمح، ولا يكتفى الوزير بهذا الخطأ فقط بل ويضيف أن القمح مستهلك للمياه بكميات 4500 متر مكعب للفدان والحقيقة أن القمح أقل المحاصيل استهلاكا للمياه ولا يزيد استهلاكه بالغمر عن 2400 متر مكعب ويقل عن ألفى متر فى الرى بالرش.... الأمر بهذه الصورة يتطلب تدخل رئيس الوزراء، خاصة أن الوزير بدأ «يكرى» البعض لتشويه صورة معارضيه من علماء الوطن ونأمل أن يتقى الله فى وطنه.

■ كلية زراعة - جامعة القاهرة