يرى باللمس.. مصطفى كفيف يصلح الدراجات البخارية في أسيوط
أن تكون كفيفاً أو من أصحاب الهمم في مصر يعني أن تواجه ليس فقط الإعاقة، إنما مواجهة اقتناع المجتمع بأنك لا تستطيع أن تشق مستقبلك وحدك، وهذا ما وجهه مصطفى محمد صاحب الست عشرة عام، حين قرر أن ينتصر على فقدان بصره بالعمل كميكانيكي للدراجات البخارية.
الاستقلالية
يقول مصطفى لـ"الدستور"، لم أولد كفيفًا، فكنت مبصرًا إلي أن سقطت على رأسي وتسببت هذه الإصابة في ضمور العصب البصري، وفقدان الرؤية بصورة كاملة ومن حينها وتخاف أسرتي على، فلا لعب مع الاصدقاء ودائماً يريدون أن يكون لي مرافقاً، لكني قررت أن اعتمد على نفسي دون مساعدة من أحد، فأري بحواسي الاخرى واعتمد عليها"
نزعة مصطفى الاستقلالية بدأت منذ وقت طويل، حيث طلب من والديه أن يذهب للمدرسة وحده، ويخرج للعب مع أصدقائه وحده دون أن يكون له مرافق وخافت الأسرة كثيراً من ذلك وهو ما اعتبره مصطفى خوفاً مشروع على ابنهم الذي فقد بصره فجأة، إلا أن أصر على ذلك، كما أصر على تعلم مهنة الميكانيكا في ورشة والده"
يضيف مصطفى: "والدي يمتلك في بلدتنا بأسيوط ورشة لاصلاح السيارات، وكانت الميكانيكا تستهويني منذ الصغر، فطلبت من والدي أن اتعلم الميكانيكا في البداية رفض، لكن مع الوقت اقتنع أنها المهنة الافضل لي خصوصاً أنني لن أتركه، وسأكون ملازم له"
ورشة خاصة
تعلم مصطفى الميكانيكا لكن لم يلازم والده كما اعتقد، وإنما أصر على أن يقوم بافتتاح ورشته الخاصة، ووسط معارضة الاهل الذين تخوفوا عليه من الفشل، خاصة وأن المجتمع في محافظته الصعيدية لايزال لا يثق في قدرات ذوي الهمم، إلا أنه أصر كما غير نشاط ورشته من السيارات إلى الدراجات البخارية الاكثر استخداماً في القرى ذات الطرقات الضيقة بين الاراضي الزراعية.
شراء دراجات
يقول مصطفى "لم يثق بي الزبائن في بداية الامر، وهو ما استدعي أن أقوم بشراء دراجات وتعمد اتلافها ومن ثم اصلاحها مستعيناً بمبادئ الميكانيكا ليثق بي الجمهور، ومع الوقت أصبح الزبائن يثقون في ورشتي، وحالياً أصبحت أصلح التوكتوك أيضا، واستعين بشابين أدربهما في ورشتي حالياً.
ويعتمد مصطفى على صوت الدراجة ولمس أجزائها التى يمكن أن يكون بها العطل بناء على شكوى صاحبها، واستطاع من خلال ورشته الصغير جمع مبلغ من المال يمكنه من السفر للخارج لعلاج حالته التى عرف بامكانية علاجها بالخارج.