رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عدلى منصور القاضى والرئيس!


تولى المستشار عدلى منصور رئاسة مصر فى ظروف غاية فى الصعوبة ومرحلة هى الأهم فى تاريخها، وقبل توليه المنصب بأقل من 24 ساعة لم يكن يعلم أو يحلم أو يتوقع أن يحدث ذلك، بل لو استمر الرئيس المعزول المتهم محمد مرسى فى الحكم لأشهر قليلة ربما كان المستشار منصور خارج الخدمة لأن المعزول وجماعته الشيطانية كانوا يخططون لمذبحة قضائية تنتهى بموجبها خدمة ثلاثة آلاف وخمسمائة قاض يأتى فى مقدمتهم المستشار عدلى منصور.

ولأن مصر فعلا المحروسة من الله تحدث إشارات سماوية تؤكد أنها كنانته فى أرضه فمثلا المحكمة الدستورية العليا رغم أن المعزول كان أول رئيس مصرى يُودى اليمين أمامها، فإنه أول رئيس مصرى يُهين هذه المحكمة هو وجماعته وكانوا يحملون لها الحقد والكراهية بشكل غير طبيعى منذ حكمها بحل مجلس الشعب الذى كان يسيطر عليه الإخوان فكانت دائما فى مرمى نيرانهم سواء بالهجوم على أعضائها أو حصارها ومنعها من العمل لأول مرة فى تاريخها وهى ثالث أقدم محكمة عليا فى العالم، بل اتُهمت بتسريب الأحكام قبل إصدارها وهناك دعوى منظورة أمام القضاء بذلك، وبلغت كراهية الإخوان للمحكمة الدستورية ذروتها فى دستورهم الذى يتم تعديله الآن والذى أطاح بعدد كبير من مستشارى المحكمة العليا، وتشاء الأقدار أن يتولى رئاسة مصر الرجل الذى كان يريد أن يعزله المعزول.صفات كثيرة وهبها الله للمستشار منصور هى شكلا ومضمونا على النقيض تماما من الرئيس المعزول حتى فى سفرياته الخارجية القليلة جدا حظى باحترام واستقبال يليق بمصر ومكانتها، رئيس متواضع وهادى زاهد فى الميكرفون والكاميرا والسلطة والحكم حيث يُعلن دائما أنه لن يريد الاستمرار فى الرئاسة أو الترشح لها بل ينتظر لحظة العودة الى منصة القضاء فى أقرب فرصة، عدلى منصور لا يشغل الناس والإعلام معه فى صلاته وسفرياته ومواكبه وتشريفاته، ولا أحد يعلم شيئا عن أسرته، ومن الواضح أنها أسرة غاية فى الاحترام فلم نسمع عن أى تصرفات غير طبيعية لأولاده أو زوجته، هو رجل فاضل نظيف القلب واليد واللسان، والأهم من كل هذا وذاك تحمله للمسئولية بكل شرف وأمانة ولم يهرب منها فى أصعب الظروف خاصة أثناء فض الاعتصام المسلح فى رابعة والنهضة مثل نائبه المفترض فيه، إنه كان رجلا سياسيا متمرسا فى العمل العام والدولى وكان يسعى لرئاسة مصر ولكنه هرب فى أول موقف صعب واجهه. عدا جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها من الإرهابيين فإن الشعب المصرى كله يقدر ويحترم عدلى منصور القاضى والرئيس وسوف يذكر له بأحرف من نور هذا الموقف الشجاع وتحمله المسئولية ومواجهة الصعاب وبذاءات الجماعة الإرهابية، تحمل كل ذلك فى صمت وبضمير القاضى.دعواتى الخالصة له بأن يجزيه المولى وتبارك خيرا جزاء ما قدم لبلده اللهم آمين.

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط