رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة لـ«المركز المصرى» توضح استراتيجية الإخوان فى اختراق المجتمعات الغربية

الإخوان
الإخوان

أجرى صلاح وهبه، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، دراسة عبر «المرصد المصري»، التابع للمركز، تحت عنوان «نشاط جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية»، ناقش خلالها نشاط الجماعة الإرهابية في الولايات الأمريكية من عدة زوايا تُبرز أدوات ووسائل الإخوان في إختراق المجتمع الأمريكي والغربي، وبداية العلاقة بين الطرفين.

وأكد الباحث أن تحركات حسن البنا كشفت أن نداءه ورغبته في انتشار الجماعة بمختلف دول العالم لم تكن مجرد شعارات رنانة، وإنما استراتيجية بعيدة المدى، بدأ بها حسن البنا نفسه حينما التقى القنصل البريطاني في مصر في بداية تأسيس الجماعة وحصوله على مبلغ 500 جنيه دعمًا من الجانب البريطاني بشكل سري والذي امتد لسنوات، وتكشف تلك الواقعة تحديدًا زيف الشعارات التي تسوقها الجماعة حينها بأن فلسطين هي القضية المركزية للإخوان، فكيف تتلقى الجماعة مساعدة من بريطانيا على مدار سنوات، على الرغم من الدور البريطاني الكبير في احتلال فلسطين.

وبشكل عام لم يقتصر نشاط الإخوان على دول ومناطق الشرق الأوسط وأوروبا فحسب وإنما امتد إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ خمسينيات القرن الماضي، وتزايد عدد الوافدين من أعضاء الجماعة إلى الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وذلك بعد تضييق الخناق عليهم في مقر الجماعة الأم في مصر إبان حكم الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر”، وعملت الجماعة خلال تلك السنوات الطويلة على اختراق المجتمع الأمريكي وخلق شبكة واسعة من العلاقات والنفوذ.

وتطرق الباحث في دراسته إلي استراتيجية الإخوان لاختراق المجتمعات الغربية، مؤكدا أنه سعت جماعة الإخوان المسلمين إلى اختراق المجتمعات الغربية والتغلغل فيها بشكل كبير، للوصول إلى الحكومات والقيادات السياسية في تلك الدول بهدف خلق حلقة تواصل مباشرة لتحقيق مصالحهم وحماية مشروعاتهم وكان في مقدمة تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أجل ذلك اتبعت الجماعة استراتيجية بطيئة وطويلة المدى تقوم على انتشار الجمعيات والمنظمات الطلابية بجانب المنظمات الثقافية والدينية بين أوساط الطلبة العرب والمسلمين في مختلف الولايات، لتتحول سريعًا بعد ذلك إلى مجالس في كل الولايات بطريقة عنقودية لتحقيق نمط واسع من الانتشار، وهي نفس الاستراتيجية التي اتبعتها الجماعة في أوروبا وبعض الدول العربية. 

وتابع: أنه تعد وثيقة “استراتيجية عالمية للسياسة الإسلامية” والتي عرفت بين الأوساط الأمنية الأوروبية باسم وثيقة “المشروع” والتي ضبطتها أجهزة الأمن السويسرية في 7 نوفمبر 2001 عند مداهمة فيلا “يوسف ندا” أحد أبرز قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومدير بنك التقوى الذي يرتبط بعمليات تمويل وثيقة لجماعة الإخوان، في حي “كامبيون” على الحدود الإيطالية السويسرية بناءً على طلب الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر كاشفة بشكل كبير لبنود تلك الاستراتيجية.

مشيرا إلي أنه أُرخت تلك الوثيقة في 1 ديسمبر عام 1982 وتحمل أسم كوديًا وهو تقرير س / 5 / 100 وتتضمن 12 محورًا وتمثل توجهًا مرنًا متعدد المرحل وطويل الأجل من أجل اختراق المجتمعات الغربية، وأشار “يوسف ندا” في التحقيقات التي أجرتها معه أجهزة الأمن السويسرية إلى أن تلك الوثيقة من إعداد باحثين إسلاميين. 

ونشر في دراسته أن محاور الوثيقة تمثلت في 12 محورا، وهُم:

المحور الأول: معرفة أرض الواقع واعتماد المنهجية العلمية في التخطيط والتنفيذ. 

المحور الثاني: الجدية في العمل. 

المحور الثالث: الجمع بين الالتزام العالمي والمرونة المحلية. 

المحور الرابع: الجمع بين الاشتغال بالسياسة وعدم الانعزال من جهة والتربية المستمرة للأجيال والعمل المؤسسي من جهة أخرى. 

المحور الخامس: السعي لإقامة الدولة الإسلامية والعمل الموازي التدريجي في السيطرة على مراكز القوى المحلية من جهة أخرى واستخدام العمل المؤسسي وسيلة لذلك. 

المحور السادس: العمل بإخلاص مع الجماعات والهيئات الإسلامية في محاور مختلفة وبالاتفاق على قدر مشترك من النقاط “نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه”.

المحور السابع: قبول فكرة نوع من التعاون المرحلي بين الحركات الإسلامية وغيرها من الحركات الوطنية وفي قضايا عامة وفي بعض النقاط غير الخلافية.

المحور الثامن: إتقان فن الممكن من الناحية المرحلية دون التفريط بالمبادئ الأساسية، مع العلم أن أحكام الله جميعًا ممكنة التطبيق والدعوة إلى ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع إبداء الرأي الموثق بالبيانات والكتب دون اضطرار الدعوة إلى المجابهة المتكافئة مع خصومها المحليين أو أعدائها العالميين التي قد تقود إلى ضربات قاصمة للدعوة والدعاة.

المحور التاسع: البناء المستمر للقوة اللازمة للدعوة الإسلامية، ودعم الحركات الجهادية في العالم الإسلامي بنسب متفاوتة قدر المستطاع.

المحور العاشر: الاعتماد على أجهزة رصد متنوعة وفي أمكنة مختلفة للتغذية بالمعلومات واعتماد سياسة إعلامية واعية وفعالة لخدمة السياسة الإسلامية العالمية، فالرصد وعمل القرارات السياسية والإعلام الفعال عمل متكامل الأجزاء من حيث التكوين والأداء.

المحور الحادي عشر: تبني القضية الفلسطينية، على المستوى الإسلامي العالمي على الصعيدين السياسي والجهادي لأنها مفتاح نهضة العالم الإسلامي من جديد في العصر الحاضر.

المحور الثاني عشر: النقد الذاتي والتقييم المستمر للسياسة الإسلامية العالمية من حيث الأهداف والمضمون والإجراءات بقصد التطوير والتحسين واجب إسلامي، وأمر ضروري وهذا ما توجبه أحكام الشريعة الغراء. 

ونوه الباحث بالمركز المصري للدراسات، أنه بقراءة سريعة في تلك المحاور نجد أن الجماعة قد أوجدت خطة متكاملة بداية من تكوين شبكة علاقات واتصالات مع المجتمع المستهدف، وصولًا إلى التنسيق مع الجماعات الجهادية حول العالم ودعمها بأشكال مختلفة، بالإضافة إلى تكوين فرع مُخصص لرصد المعلومات المختلفة لاتخاذ القرارات السياسية للجماعة في الدولة محل الاختراق، مع الاعتماد بشكل كبير على سياسية إعلامية واضحة تخدم أهداف الجماعة وهو ما نراه حاليًا في عدد من دول العالم.