إعادة استخدام كل نقطة.. كيف تساهم محطات معالجة الصرف الصحي في دعم ملف المياه؟

اتجهت مصر لأكثر من طريق عندما وضعت الخطة القومية للمياه لمواجهة النقص الذي سيواجهها في المستقبل، وإحدى هذه الطرق كانت من خلال معالجة مياه الصرف الصحي، وبناء الكثير من محطات المعالجة المنتشرة في محافظات الجمهورية بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإعادة استخدام كل نقطة مياه داخل مصر. 

واستثمرت مصر مليارات الجنيهات لتنفيذ خطة المياه التي أعلنت عنها الحكومة في أبريل 2019، وعمل القطاع الخاص جنبًا إلى جنب مع الحكومة التي وفرت استثمارات بقيمة 50 مليار جنيه لتنفيذ هذه الخطة.

«الدستور» في السطور التالية تستعرض القصة الكاملة لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي، ودورها في توفير المياه.

في يناير عام 2017، أثناء جلسة بالمؤتمر الوطني الثالث للشباب المنعقد بأسوان، تقدم شاب بشكوى للرئيس عبد الفتاح السيسي، من تضرر المواطنين في أسوان من مصرف كيما وإصابتهم بالأمراض؛ على الفور وجه الرئيس بمعالجة مياه هذا المصرف من خلال إنشاء محطة من أكبر محطات معالجة مياه الصرف الصحي بأسوان.

محطة كيما 3

وخلال 6 أشهر تم افتتاح محطة المعالجة الثلاثي للمياه «كيما 3»، وعن خطوات إنجاز المحطة قال محمد علي، مدير التركيبات الكهروميكانيكية في المحطة بدأ التخطيط لبناء (كيما ٣) استجابة لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي وجه ببنائها استجابة لشكوى بعض الأهالي، وأمهلنا ٦ أشهر فقط لإتمام المشروع، وعلى الرغم من ضيق الوقت وصعوبة تنفيذ التكليف، بدأنا العمل بالفعل فى يونيو ٢٠١٧، وانتهينا منه تمامًا وبدأنا تشغيل المحطة فى يناير ٢٠١٨، وذلك بطاقة ٣٥ ألف متر مكعب فى اليوم». 

وواصل في حديث سابق لـ«الدستور»: «المحطة موجودة داخل الجبل فى أسوان، فكان تحديًا كبيرًا للمهندسين والعمال المدنيين الذين حفروا داخل الجبل لوضع أساسات المحطة، لكن إحساسهم بأهمية المشروع لسكان أسوان كان الدافع الأكبر لتحدي الصعوبات وتخطيها».

وأشار إلى أن تنفيذ المشروع بتوجيه من الرئيس سهل على المهندسين والعمال الكثير من الإجراءات التى كانت تحتاج شهورًا للانتهاء منها، موضحًا أن «٩٠٪ من المعدات الكهروميكانيكية التى نستخدمها فى المعالجة الثلاثية يتم استيرادها من الخارج، ويحتاج ذلك إلى أشهر طويلة، لكن نظرًا لمتابعة الرئيس المشروع تم الانتهاء من الإجراءات، والاعتمادات الفنية التي كانت تحتاج إلى وقت طويل فى المراجعة والفحص من الجهات المسئولة».

وفي أبريل 2019، أعلن وزير الري محمد عبد العاطي، عن خطة قومية للمياه في مصر، وذلك لمواجهة نقص المياه في البلاد بتكلفة 50 مليار دولار تستمر حتى 2037، وكان المسار الثاني للخطة هو بناء محطات معالجة مياه الصرف الصحي، فدشنت الحكومة 52 محطة معالجة لمياه الصرف الصحي في الصعيد، بقدرة إجمالية 418 مليون متر مكعب سنويا تكفي 8 مليون شخص. 

وتقدر التكلفة الإجمالية لتلك المحطات 8.1 مليار جنيه، وفقا لما صرح به وزير الإسكان عاصم الجزار في وقت سابق.

الاستثمار في قطاع معالجة المياه 

استثمرت مصر مليارات الجنيهات في مجال معالجة المياه، ففي ديسمبر الماضي حصلت على  قرض من بنك التنمية الأفريقي بقيمة  109 مليون يورو، لإنشاء محطات معالجة مياه الصرف الصحي في مناطق ريفية بالأقصر، كما وقعت الحكومة اتفاقية بقرض عام 2018 بقيمة 172 مليون يورو من بنك الاستثمار الأوروبي، إضافة إلى اتفاقية أخرى مع البنك الدولي في نفس العام بقيمة 300 مليون دولار.وذلك لبناء محطات مجاري وصرف صحي. 

كما سيتم توجيه اتفاقية بقرض بقيمة 25 مليون دينار كويتي من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لإنشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي بالشرقية، وقدمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منح بقيمة 65 مليون دولار لتنفيذ إصلاحات بمشروعات البنية التحتية والمياه، كما قدم صندوق التعاون الاقتصادي الأفريقي الكوري منحة بقيمة 600 ألف دولار لإنشاء محطة معالجة في أبو رواش.

عدد محطات معالجة مياه الصرف الصحي 

بلغت محطات معالجة المياه 480 محطة  حسب الدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان لشؤون البنية الأساسية ما بين معالجة ثنائية متقدمة ومعالجة ثلاثية، كانت  البداية بالصعيد لتنفيذ برنامج يضم 60 محطة معالجة للصرف الصحي، بإجمالي طاقة 1.4 مليون متر مكعب يوميًّا".

وحسب إسماعيل بلغ  إجمالي محطات المعالجة حتى عام 2014 بلغ 300 محطة معالجة، ومن 2014 حتى الآن وصلنا إلى 480 محطة، حيث تم تنفيذ وتشغيل 180 محطة جديدة، منها 60 محطة في الصعيد، للحفاظ على جودة نهر النيل وجودة المجاري المائية والزراعات، مشيرًا  إلى أن المياه الناتجة عن محطات المعالجة لا يتم استخدامها للشرب نهائيًّا على الرغم من نقائها وجودتها، لافتًا إلى أن نسبة تنفيذ محطات الصرف الصحي بلغت في الحضر 96%، وفي الريف والقرى وصلت إلى 38%، موضحًا أن مبادرة حياة كريمة تستهدف استكمال منظومة الصرف الصحي خلال 3 سنوات.