رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس ودعم الفن المستنير

أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي،  الإثنين الماضي، مداخلة هاتفية مع برنامج «صالة التحرير»، المذاع على قناة «صدى البلد» الفضائية، وتقدمه الإعلامية عزة مصطفى، حيث تحدث عن دعم الأعمال الدرامية التي تتناول قضية الوعي وتجديد الخطاب الديني، وما يحدث في أفغانستان
واستهل الرئيس المداخلة بالإشادة بالكاتب عبدالرحيم كمال - كاتب مسلسل القاهرة الكابول الذي عرض في رمضان الماضي والذي يناقش قضية الإرهاب وحتمية مكافحته بفكر الاستنارة- ووصفه الرئيس بأنه شخصية رائعة، يعكس حجمًا كبيرًا من الفكر والثقافة، موجهًا رسالة له قائلا: «جهز اللي أنت عايزه وأنا معاك»، والإعلام والثقافة والفنون لها أولوية في الدولة.
وقال الرئيس إن دولة أفغانستان منذ 50 عامًا، كان لها شكل مختلف تمامًا عما هي عليه الآن، «كان ليها شكل تاني خالص عن كده، هاتوا الكتب وشوفوا الأفلام واتفرجوا، شوفوا أفغانستان كانت عاملة إيه، وشكلها عامل إزاي منذ 50 سنة».
وأضاف: «شوفوا أفغانستان هتلاقوها دولة مختلفة عن اللي إحنا بنتكلم عليها دلوقتي»، مضيفا: «عندما تسقط الدولة، يبدأ العبث بمقدرات ومستقبل الدول، ودي طبيعة الحال طالما مفيش قيادة، مفيش ناس تتحمل المسئولية وتاخد القرار والكل يمشي معاها، أو يتماشى معاها، ده محصلش، شوفوا أفغانستان عاملة إزاي، والكلام ده في دول تانية 
وعن دعم الأعمال الفنية التي تتحدث عن تجديد الخطاب الديني، قال الرئيس: «مش هخش في نقاش حول الخطاب الديني، لكن القضية كلها، إننا نحصن أبناءنا وبناتنا، والصغير والكبير يبقوا فاهمين الدنيا حوالينا ماشية إزاي، القضايا كثيرة بصراحة، قضية الفهم، فهم التحدي، التحدي اللي هو التحدي لطاقات الدول، الخطورة كلها هي استهداف الدولة».
وأضاف الرئيس السيسي أن هناك تحديات في الدولة المصرية، وستظل قائمة، فعندما تتغلب الدولة على بعض التحديات، تأتي أخرى، معقبًا: «لفت نظري الحديث عن تجديد الخطاب الديني، أنا بدعم هذا الأمر، الناس اللي بتشتغل في أي مهمة تستهدف ربح، وده أمر طبيعي».
وأوضح: «أي عمل فني درامي مهما كان درجة رقيه، يقدر من خلال مهارة المشاركين فيه، يدعو الناس إنها تتفرج عليه، إذا كانت التكلفة المالية والربح هيبقى عائق قدام حاجة زي كده، الناس سمعاني، والأستاذة عزة شاهدة عليا، أنا بدعم ده».
وهذا الكلام يؤكد أن الرئيس السيسي يدعم الفن المستنير لأنه يعتبر إحدى وسائل القوى الناعمة في مواجهة الإرهاب 
وفى حقيقة الأمر أن مكافحة الإرهاب، كما أنها تحتاج مواجهة مسلحة وقصفًا للبؤر الإرهابية، هى تحتاج أيضًا مواجهة فكرية وقصفًا لكافة الأفكار البالية الداعية إلى تكفير المغايرين واستخدام العنف وإراقة دماء المختلفين.
و«الأصولية» مصطلح يدل على التعصب المتمركز حول الدين، والمرتبط بتأويلات خاصة لحقائقه، ويوجد أصوليون متشددون ومتطرفون فى معظم الديانات، وغالبًا ما يعمد «الأصوليون» إلى استخدام النصوص المقدسة لإضفاء المصداقية على أطروحاتهم، ولتأكيد هويتهم. والأصوليون يتمسكون بالماضى، ويرفضون كل جديد، ويحاربون العلم ويصرون على عدم تكييف عقيدتهم مع ظروف الحياة وكل تطور، ويصنفون الآخر بوصفه مختلفًا عنهم، ولهذا ينتهجون معه سلوكًا إقصائيًا، ولا يقرون بذهنيّة التسامح والحوار، ويستعملون بدلًا منهما القوة والعنف الرمزى.
ويقول الفيلسوف الكبير، الدكتور مراد وهبة: «عندما انتقلت الأصولية الدينية إلى الدول العربية والإسلامية، فإنها توجهت رأسًا إلى الجهاد من أجل الاستيلاء على السلطة السياسية، وعلى المجال العام، لتفرض رؤيتها من الداخل والخارج، ومن هنا تولد العنف وصولًا إلى أحداث 11 سبتمبر سنة 2001 وما بعدها، ويكمن خطر الأصوليات الدينية فى أنها مُطلقات، والمُطلقات بالضرورة فى حالة صراع إن لم تكن فى حالة حرب، لأن المُطلق بحكم تعريفه هو واحد بالضرورة، ومن ثَمَّ فهو لا يقبل التعدد، وإذا تعدد فإن مُطلقًا واحدًا هو الذى يشتهى أن يسود، ومن شأن تحقيق هذه السيادة اشتعال الحروب».
ليت التليفزيون المصرى يهتم فى الفترة المقبلة بإذاعة الأعمال الفنية التى تعرى فكر الإرهاب، فالفن هو القوة الناعمة التى لا يمكننا الاستغناء عنها بجوار قوة السلاح!!.