رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لصوص الثورة وكلاب الإرهاب


لم يكتف الإخوان بالسرقة العلنية لثورة 25 يناير 2011، وكان شعارهم «ثوار أحرار سنكمل المشوار» وتلفظ بهذا الشعار كبيرهم الذى علمهم السحر بميدان التحرير يوم فوزه برئاسة الجمهورية فى جماهيره المحشودة بالميدان تأكيدا لنسبة الثورة للإخوان، رغم علمهم بأنهم لم يكن لهم دور فى إشعال شرارة الثورة، فكبيرهم كان رهن السجن بتهم تكشفت فيما بعد. ولابد لكل شاهد عيان لثورة 25 يناير أن يدلى بشهادته الصادقة عن دور الإخوان فيها للحقيقة والتاريخ، وقد كنت من أوائل الذين شاهدوا أول مظاهرة عند اختراقها لشارع التحرير بالدقى وتوجهها لميدان التحرير، ولم ألاحظ وأنا واقفة أشاهد آلاف الثوار من الشباب من الجنسين أى فرد إخوانى، بل كان أغلبهم من الشباب المتحمس والذى سبق أن دعى لهذه المظاهرة على مواقعهم بالشبكة العنكبوتية وبدأ بعض الشباب المصرى الوافد من مختلف البلدان كتابة رأيه بشجاعة على جدران المبانى باللغتين العربية والإنجليزية مطالبا بسقوط حسنى مبارك وسقوط النظام. وكانت هذه المظاهرة هى الفتيل الذى أشعل ثورة 25 يناير 2011، وتكاثف عددها كلما تقدمت فى السير فالتحق بهذه النواة الصغيرة من الثوار الشبان، آلاف من أفراد الشعب واتجهوا معهم للميدان وبعد أن تأكد شباب الإخوان من بشائر نجاح الثورة، بدأ بعضهم يزحف إلى الميدان على استحياء، فى الوقت الذى كان الكبار منهم يترقبون ما يسفر عنه الموقف، فهم لم ينسوا عادتهم وهى إمساك العصا من النصف، ونجحت هذه الثورة بفضل الجماهيرالغفيرة التى دعمتها وموقف الجيش المصرى، وبعد عزل حسنى مبارك، عاد الشباب الثائر إلى مواقعهم قبل الثورة، وجاءت الفرصة على طبق من ذهب للإخوان بعد أن أفهموا الجميع أنهم الجماعة الوحيدة ذات التنظيم الجيد والقادرة على إدارة البلاد، واتخذت من الأساليب المختلفة والملتوية للوصول للحكم. ونجحوا فى ذلك بعد أن تغلب مرشحهم للرئاسة على الجميع ووصل لقصر الاتحادية. وأصبحت الأغلبية للإخوان بمجلس النواب، ولأن هدفهم لم يكن خدمة الوطن بل الإخلاص للجماعة وتغلغلهم فى مفاصل الدولة، فسرعان ما كشفهم الشعب بعد عام الحزن، فقام بالثورة عليهم يوم 30 يونيو، عندئذ أصيب الإخوان بالجنون ولم يتخيلوا أنهم فقدوا أعز ما يملكون، ودفعهم هذا التخبط إلى الاستعانة بالأعوان بعد دفع المبالغ الطائلة والتى وهبتها لهم المنظمة الدولية وبعض الدول القزمية، وتصرف هؤلاء الأعوان كالكلاب المسعورة، وأرادوا حرق وهدم كل ما تطوله أيديهم من مقدرات الوطن، وأشاعوا الفوضى فى بعض الجامعات، وتركز حقدهم الأسود على جامعة الأزهر، وتعجب الكثير لماذا توجه سهام الإخوان إلى جامعة الأزهر، وأظن أنه ليس هناك مجال للعجب، فجامعة الأزهر تدرس الإسلام الوسطى الذى يفضح إسلام الإخوان.

■ عضو اتحاد المؤرخين العرب