جدارية «إخناتون» تُزين مدخل مدرسة كشك الثانوية العسكرية بزفتى (صور)
نجح مدرسو مدرسة كشك الثانوية العسكرية بزفتى، في تحويل واجهة مدرستهم إلي لوحة فنية تاريخية، رسمتها ريشة أحمد يونس، أحد أبرز المواهب الشابة بالمدينة، والذي أكد أنه بالتعاون مع مدير المدرسة والوكلاء وبعض المدرسين استغلوا أزمة فيروس كورونا، لرسم جدارية لإخناتون بطول 9 أمتار لتمثل عبق التاريخ.
وتُعد المدرسة أحد أقدم مدارس المحافظة، وخرج منها أجيال كثيرة متعاقبة وأصبحت أحد الأماكن التاريخية التي يعشقها أهالي مركز ومدينة زفتى خاصة أنها كانت الوحيدة لمركزي زفتى والسنطة ثم أصبحت الوحيدة لمركز زفتى، يقصدها أبناء المدينة والقرى التابعة حتى تم بناء مدارس للمرحلة الثانوية بالقري.
ـ مواجهة كورونا بالرسم
وقال أحمد يونس، أو كما يسمونه “أحمد الرسام”، خلال حديثه لـ"الدستور"، إنه تواصل مع وكيل المدرسة المدرسة سامي يحيي وعرض عليه تطوعه لرسم جدارية كبرى في مدخل المدرسة تعبيرًا رمزًا عن تاريخ هذه المدرسة وأنه استعان بالعديد من الآراء حتى انتهوا إلى رسم جدارية في مدخل المدرسة الرئيسي لـ إخناتون أحد ملوك مصر الفرعونية القديمة، واتفق الجميع أن تكون جدارية عملاقة بأحد الملوك الفراعنة ترسيخًأ للتاريخ لدى طلاب المدرسة من الشباب الصاعد الذي لا يعرف كثيرًا عن التاريخ.
وأشار الرسام، إلى أنه وجد ترحيب منقطع النظير من مدير المدرسة عادل موسى، ومدير الإدارة جيهان صابر، الذين كانوا يشجعانه على استكمال الجدارية ويثنون عليها في حين لم يلحظ أي ترحيب من الكثيرين من طلبة المدرسة بالفكرة، ولكن مع بداية إمتحانات الثانوية العامة، وجد جميع المتابعين أن طلبة المدرسة والمراقبين والمدرسين وكل من يزورها يُعجب بها، بل ويلتقط البعض الصور السيلفي معها، وهو ما أثلج صدور كل من قام على الرسمة حيث تحمل وضاع تعب المجهود الألوان العالية الجودة، بمجرد ما رأينا الجميع يثني على هذة الرسمة الجدارية ويثنون عليها.
وأوضح أحمد الرسام، أنه يحرص خلال رسم حوائط وجدران الأماكن التي يحدث بها تجمعات للشباب خاصة القديمة منها والمهملة، لتوصيل رسائل للشباب أولًا بالرسمة نفسها وثانيًا بضرورة الحفاظ على الأماكن نظيفة جميل جاذبة للجميع، حيث قام برسم جداريات لمركز شباب زفتي وعدد من المدارس والأماكن العامة والشوارع الرئيسية والفرعية داخل مدينة مركز ومدينة زفتي، مؤكدًا أن رسم الجداريات في جمهورية زفتي كان يراوده منذ سنوات، وجاء هذا التوقيت لتنفيذ مشروعه في تزيين جدران الأماكن العامة بفضل الدعم المعنوي من القائمين على هذه الأماكن وبالجهود الذاتية.
وأضاف أنه حريصًا على تعليم الأطفال والشباب فن الرسم والتلوين، فهو يرى أن الفن يهذب النفوس، ويجعلها أكثر رقيًا وتسامحًا، وأن يحرص أيضًا أن تكون كل جدارية تحمل رسالة إيجابية لبث روح التفاؤل والتسامح والأمل بين الأطفال والشباب.
ووجدت جدارية إخناتون التي تم تنفيذها داخل مدرسة كشك الثانوية العسكرية بزفتى، قبولًا كبيرًا بين الأوساط المتابعة بالمركز والمدينة واتجهت أغلب الأماكن العامة لرسم جداريات مشابهة تحكي عن التاريخ أو توثق حدث أو لشخصية مشهورة لإضافة نوع من الجمال المصحوب بالفخر والثقافة والفن.
وكانت "الدستور"، قد التقت أحمد الرسام، من قبل وقدمته ليصبح أحد أشهر رسامي الجداريات بالمحافظة، وهو أحد فناني الرسم بمختلف أنواعه، يجيد الرسم بالرصاص والفحم والبلاستيك والزيت، شاب موهوب يبلغ من العمر ٤٠ عامًا، درس بكلية الحقوق، ولم يمتهن مهنة المحاماة، وهو أحد المواهب التي تبدع في أعمال الرسم داخل محافظة الغربية، ليصبح أحد أبرز محترفى الرسم بالمحافظة، يُبهر الجميع بالرسم على الحوائط و الجداريات والأماكن العامة والصناديق الخشبية، هو الشاب أحمد يونس، الموظف بالشباب والرياضة بمحافظة الغربية.
وأكد لـ "الدستور": "أحببت الرسم منذ نعومة أظافري وكنت متميز به بين باقي أقراني داخل المدرسة في جميع مراحل التعليم، وكنت اتابع محبي الرسم والرسامين بشغف كبير، فالرسم بصفة هو عشقي واهم اهتماماتي، ولذلك صممت على أن أصقل موهبتي بالعمل بأحد المراسم الشهيرة بمدينة زفتي والتي ترسم ورق البردي، وحصلت على عدد من الدورات التدريبية لأتقن الرسم بكل أنواعه عن علم إلى جانب موهبتي، وكان يستهواني رسم جميع الأشياء الجميلة من حولي، وكذلك تميزت بالرسم من خيالي أفضل من الرسم من الصور، واتخذت الرسم وسيلة لإخراج الطاقة السلبية من داخلي"، ولعل شهرتي جاءت من شهرة نجم مصر محمد صلاح، وعقب لقائي السابق بـ"الدستور"، حيث تعد أكثر اللوحات التي رسمتها بكافة الطرق وهو أكثر الطلبات في الأماكن العامة والمنازل".