رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شي يوه ين يكتب: بكين تفتح ذراعيها لاستقبال دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية لعام 2022

شى يوه وين
شى يوه وين

فى الحادى والثلاثين من يوليو عام ٢٠١٥، صوتت الجلسة العامة رقم ١٢٨ للجنة الأوليمبية الدولية على منح بكين حق استضافة الألعاب الأوليمبية والبارالمبية الشتوية لعام ٢٠٢٢، ومنذ ذلك الحين دخلت بكين رسميًا «التوقيت الأوليمبى الشتوى»، وهى المرة الثانية التى تستضيف فيها بكين حدثًا أوليمبيًا، منذ دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية المقامة فى بكين عام ٢٠٠٨. 

وتعد استضافة أوليمبياد بكين الشتوية ودورة الألعاب الأوليمبية الشتوية للمعاقين «البارالمبية» حدثًا بالغ الأهمية بالنسبة إلى الصين، فهى تعد التزامًا جادًا من جانب الصين تجاه المجتمع الدولى انطلاقًا من مسئوليتها كدولة كبرى، ونشرها الروح الأوليمبية، ولهذا، آمل من خلال هذه المقالة، أن يتعرف الأصدقاء المصريون من مختلف الأوساط على الرؤية والأهداف والتجهيزات الخاصة بدورة الألعاب الأوليمبية والبارالمبية الشتوية- بكين ٢٠٢٢، وللتعرف أيضًا على ثقافة وروح الألعاب الأوليمبية الشتوية.

تُولى الحكومة الصينية اهتمامًا بالغًا لاستعدادات دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى بكين، حيث أكد الرئيس الصينى شى جين بينغ مرارًا «استضافة الألعاب الأوليمبية بطريقة خضراء، وتشاركية، ومنفتحة، ونزيهة، وتنظيم حدث أوليمبى رائع ومتميز لا مثيل له»؛ والاستضافة «الخضراء» للأوليمبياد تعنى التأكيد على الأولوية البيئية والحفاظ على الموارد وصداقة البيئة، وصبغ أوليمبياد بكين الشتوية بألوان الصين الجميلة؛ والاستضافة «التشاركية» تعنى الإصرار على التشارك وبذل الجهود القصوى، والاستمتاع معًا، لجعل أوليمبياد بكين الشتوية ذات تأثير مجتمعى جيد، والاستضافة «المنفتحة» تعنى الإصرار على مواجهة العالم، والمستقبل والحداثة، حتى تكون أوليمبياد بكين الشتوية داعمة للانفتاح على الخارج؛ والاستضافة «النزيهة» للألعاب الأوليمبية تعنى حسن التدبير والقضاء على الفساد وتحسين الكفاءة، حتى تكون أوليمبياد بكين الشتوية نقية كالثلج دون أى تشويه شوائب، كما زار الرئيس شى الساحة الرئيسية للأوليمبياد الشتوية مطلع هذا العام، وتفقد العديد من الملاعب والمنشآت الرياضية، وفى نفس الوقت زار مدربى ولاعبى الرياضات الثلجية خلال التدريبات.

يمكن القول إن بكين سوف تصبح أول «مدينة ثنائية الأوليمبياد» فى تاريخ الألعاب الأوليمبية، حيث إنها استضافت دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية، وستستضيف دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية، وفى مساء الرابع من فبراير من هذا العام انطلق «العد التنازلى لدورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى بكين» الذى أُقيم فى المركز الوطنى للألعاب المائية «مكعب الثلج»، وتم الإعلان رسميًا عن التصميم الخارجى لشعلة الألعاب الأوليمبية والبارالمبية الشتوية فى بكين ٢٠٢٢.

وللشعلة شكل حيوى ومؤثر للغاية، اللونان الرئيسيان المستخدمان فى تصميمها هما الفضى والأحمر، ويرمزان إلى تلاقى الثلج والنار، وتدفق الشغف، وإضاءة الثلوج مما جعل الدفء يعم العالم، وأما شعلة بكين البارالمبية فهى ذات لونين فضى وذهبى يرمزان إلى المجد والأحلام ويعكسان القيم البارالمبية المتمثلة فى «الشجاعة والعزيمة والتحفيز والمساواة»، وعند تسليم الشعلة يمكن أن تتشابك قمتا الشعلتين بشكل وثيق مثل تعانق اليدين معًا، وذلك يعكس رؤية الأوليمبياد الشتوية المتمثلة فى «عبر التواصل والتعلم المتبادل بين الحضارات المختلفة، يصبح العالم أكثر تفاهمًا وتناغمًا».

وستشهد دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى بكين ٧ نشاطات رئيسية؛ و١٥ نشاطًا فرعيًا؛ و١٠٩ نشاطات متعددة، ومن بين النشاطات الفرعية: التزلج على الجليد فى المضمار القصير والتزلج السريع والتزلج التشكيلى على الجليد وهوكى الجليد والكيرلنج والزلاجات الجماعية والسيليكتون والزلاجات الظهرية والبياثلون والثنائية الشتوية والقفز على الثلج والتزلج الحر والتزلج على المنحدرات الجبلية والتزلج للمسافات الطويلة وألواح الثلج، وأما دورة الألعاب البارالمبية الشتوية ببكين فستشهد ستة نشاطات رئيسية تتضمن البياثلون البارالمبى وكيرلنج الكراسى المتحركة وهوكى الجليد البارالمبى والتزلج على المنحدرات الجبلية البارالمبى والتزلج للمسافات الطويلة البارالمبى والتزلج على ألواح الجليد البارالمبى.

وفى الوقت الحاضر، حقق تشييد الملاعب والبنية التحتية لدورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى بكين نتائج مرحلية، وتسير الأعمال التنسيقية للمباريات بشكل منتظم، كما تم دفع ضمان الخدمات الشاملة للمنافسات، واستمرار تعزيز عمليات الدعاية، وتعميق التبادلات والتعاون الدولى، فضلًا عن تحقيق التنمية المستدامة والعمل التراثى لنتائج ملحوظة. ونحن على يقين بأنه من خلال الدعم القوى من كل الأطراف المعنية ستكون الصين قادرة على استكمال جميع مهام الاستعدادات كما هو مقرر، وإجراء تجهيزات شاملة لضمان النجاح الكامل لأوليمبياد بكين الشتوية.

قدّم رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، السيد توماس باخ، كلمة من خلال مقطع فيديو إبان انطلاق «العد التنازلى لأوليمبياد بكين الشتوية» قائلًا: «بعد عام واحد من اليوم ستكتب بكين التاريخ وتصبح أول مدينة أوليمبية ثنائية فى التاريخ، وستكون دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية ٢٠٢٢ فى بكين من اللحظات العظيمة، وستحافظ على روح السلام والوحدة والصداقة والوحدة العالمية، ولقد شهدنا بالفعل كيف تغلبت الصين على أزمة فيروس كوفيد ونثق بشكل كبير، دون أدنى شك، فى أن الصين صاحبة الضيافة ستضمن تنظيم دورة أوليمبية آمنة بالتعاون الكامل مع اللجنة الأوليمبية الدولية».

ووفقًا للتقارير الرسمية فقد أرسلت اللجنة الأوليمبية الدولية فى تلك الليلة دعوات من خلال الفيديو إلى اللجان الأوليمبية الوطنية لجميع الدول فى العالم وترحب بمشاركة اللجان الأوليمبية والرياضيين من جميع الدول «المناطق» للمشاركة فى دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى بكين، وقد قوبلت هذه الدعوات بترحيب كبير من قِبل رؤساء اللجان الأوليمبية الوطنية لليونان واليابان وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وأستراليا ونيجيريا وغيرها.

وتُعد الألعاب الأوليمبية منبرًا مهمًا للحوار بين الحضارات الإنسانية، ففى عام ٢٠٢٠ تسبب تفشى فيروس كوفيد فى حدوث أزمة عالمية، كما تأثرت الساحة الرياضية الدولية بشدة، وفى مواجهة هذه الظروف القاسية والمعقدة، وتحت إطار ضمان عمل الوقاية من الوباء ومكافحته بشكل منتظم، ركزت الصين ومصر على الوقاية من الوباء ومكافحته من ناحية، والاستعداد للمنافسات من ناحية أخرى، كما تم دفع الاستعدادات المختلفة للمضى قدمًا بثبات نحو الأهداف المحددة وإبراز القوة الوطنية والثقة الذاتية لأبناء الأمة.

فلندع الألعاب الأوليمبية تضىء أحلام شبابنا، ولنجعل الرياضات الشتوية تتغلغل فى قلوب المليارات من البشر، وتثرى عملية التقدم التنموى، وتجعل العالم أكثر انسجامًا. والصين تبذل اليوم قصارى جهدها للتحضير لهذا الحدث الجلل.

بأذرع مفتوحة تحتضن بكين بحرارة هذه الدورة من الألعاب الأوليمبية الرائعة والمتميزة وغير الاعتيادية! ومن هنا، ندعو بصدق الأصدقاء من مختلف الأوساط فى مصر للمتابعة والمشاركة فى دورة الألعاب الأوليمبية والبارالمبية الشتوية فى بكين لعام ٢٠٢٢، ونتطلع إلى أن يظهر الرياضيون المصريون فى الملعب روحهم المفعمة بالمثابرة ومهاراتهم المتميزة.