رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة نمساوية: أبى أحمد يخطط لإنهاء حياة 6 ملايين مواطن بالتجويع

أبى أحمد
أبى أحمد

وصفت صحيفة «دير ستاندرد» النمساوية الوضع فى إقليم تيجراى شمال إثيوبيا بأنه «مأساوى» للغاية، ويزداد سوءًا بشكل كبير مع إعلان رئيس الوزراء الإثيوبى، أبى أحمد، حربًا شاملة ضد قوات جبهة تحرير تيجراى ومحاولته كسر مقاومة السكان فى الإقليم، وتجويعهم عن طريق منع إمدادات المساعدات الإنسانية لهم.

وأضافت الصحيفة، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، أمس، أن منظمات الإغاثة الدولية تدق ناقوس الخطر إزاء الحرب الأهلية فى تيجراى، مشيرة إلى أن أبى أحمد تعمد عزل الإقليم الشمالى بشكل ممنهج عن العالم الخارجى لأسابيع طويلة، ما تسبب فى وضع الآلاف من سكانه فى خطر المجاعة.

وأوضحت: «أفاد موظفو منظمات الإغاثة الدولية بأن إقليم تيجراى، الذى يعيش فيه أكثر من ٦ ملايين مواطن، محجوب بالكامل تقريبًا عن العالم فى ظل الظروف الحالية، ومن المتوقع حدوث مجاعة شديدة فى الأسبوعين المقبلين».

ونقلت عن مارك سميث، مدير مساعدات الطوارئ فى منظمة مساعدة الأطفال «وورلد فيجن»، قوله، خلال مقابلة مع صحيفة «أديس ستاندرد» الإثيوبية: «إن تصريحات الحكومة فى أديس أبابا، وتشديدها على أنها تريد تجنب كارثة إنسانية فى تيجراى تتعارض تمامًا مع سلوكها الحالى».

وأشارت إلى أنه ومنذ أن انسحبت القوات المركزية الإثيوبية جزئيًا عن تيجراى قبل أربعة أسابيع، قد وصلت قافلة مساعدات واحدة فقط إلى الإقليم المحاصر، وكانت تحمل ٥٤ شاحنة، ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن تلك القافلة تمثل ١٪ فقط من المساعدات الضرورية، التى يجب الدفع بها لتلبية حاجة السكان هناك، مضيفة أن هناك حاجة ماسة لإرسال قوافل مساعدات أخرى بشكل يومى.

وذكرت أن هناك صعوبات بالغة فى وصول المساعدات الإنسانية إلى تيجراى؛ نظرًا لأنه محاصر من الشمال بقوات إريترية، ومن الجنوب والغرب من الجيش الإثيوبى، الذى لا يزال مدعومًا من ميليشيات الأمهرة، لافتة إلى أن هناك أكثر من ٢٠٠ شاحنة تابعة للأمم المتحدة محاصرة فى منطقة عفر المجاورة. 

وقالت الصحيفة النمساوية: «انقطعت حركة النقل الجوية إلى ميكيلى، العاصمة الإقليمية لتيجراى، كما انقطعت الكهرباء والاتصالات وشبكة الإنترنت، فضلًا عن نفاد البنزين، ويتعين على منظمات الإغاثة الدولية ترشيد الوقود وهو ما يُحد من عملها، ناهيك عن أن البنوك قد تم إغلاقها».

كما نقلت عن مدير «وورلد فيجن»، مارك سميث، إعرابه عن القلق البالغ إزاء مزاعم الحكومة الإثيوبية بأن وكالات المعونة الدولية كانت متحالفة مع «إرهابيين» من قوات تيجراى، وتقوم بتهريب الأسلحة إليهم، معتبرًا أن تلك المزاعم «كاذبة» و«خطيرة»، وأدت لتعرض عمال الإغاثة أنفسهم لاعتداءات؛ بعدما لقى ما لا يقل عن ١٢ عضوًا من منظمات الإعانة الأجنبية مصرعهم إبان الحرب الأهلية فى تيجراى.

وتساءل «سميث»: «إلى أى مدى تمضى الحكومة الإثيوبية بشكل منهجى وواضح فى حصار تيجراى؟، هذا إلى جانب أنه لا يُسمح أيضًا للمساعدين بإحضار أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة أو هواتف الأقمار الصناعية إلى الإقليم، وحتى المواد الغذائية والأدوية المعبأة للاستخدام الشخصى تتم مصادرتها، وفى بعض الأحيان يتم إلغاء تأشيرات الدخول، وتريد الحكومة أن تجعل عملنا فى تيجراى صعبًا قدر الإمكان».

وختمت الصحيفة النمساوية تقريرها بالقول إنه، وفقًا لتقارير وكالات الإغاثة الدولية، فقد وصل الوضع الإنسانى فى تيجراى إلى مفترق طرق، بعدما قال بعض التقارير الأممية إن «الوقت ينفد؛ وليس هناك إلا أسابيع قليلة قبل أن تصبح عمليتنا المنقذة للحياة عملية إدارة الموت».