رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عقدة الهضبة.. اعترافات عمرو دياب عن أول «راتب وسيارة وشقة وحب»

عمرو دياب
عمرو دياب

 

عمرو دياب أسطورة غنائية كبيرة، إبداعه ليس موقوفًا على فترة بعينها، إنما يمتد ويتوالد ويجدد نفسه بنفسه، ولا يخرج للجمهور فى كل مرة إلا بشكل مختلف وبأداء وفن لم يقدمهما أحد غيره.

أصدرت دار «دريم بن»، كتاب «عندما يتحدث الهضبة» للكاتب الصحفى هشام الشامى، ويحتوى على سلسلة حوارات أجراها المؤلف مع النجم الكبير، فى الفترة من ١٩٩٠ حتى ٢٠٠٢، تناول فيها سيرة حياته الفنية والمحطات الرئيسية فى مشوار نجوميته، وتفاصيل أخرى عن الهضبة، والتى تستعرض «الدستور» جوانب منها خلال السطور التالية:

 

أول أجر تقاضيته كان 7 جنيهات.. وناقد وصفنى بالمطرب «العجالى»

قال هشام الشامى فى كتابه إن أول حفل أحياه عمرو دياب كان افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بفندق الماريوت، واللذان رشحاه كانا كمال الملاخ ونبيل عصمت، وقوبل عمرو دياب بشكل ساخر، وهوجم بضراوة.

ويحكى عمرو دياب عن هذا الموقف: هوجمت لأننى قدمت شكلًا جديدًا من الدرامز والتومبا والكمنجات، وكان معى فى الفرقة شريف منير الممثل، قبل أن يحترف التمثيل، ويحيى الموجى بن محمد الموجى.. وقدمت شكلًا جديدًا، ونجحت فى الحفل وفشلت فى التليفزيون».

وأضاف «الشامى»: «كان عمرو دياب قد استخدم طرقًا جديدة على أذن المستمع، ولم يكن ثابتًا على المسرح كما هى العادة، لكنه يتحرك كثيرًا، ولم تكن الهندسة الإذاعية لديها الخبرة لمواكبة هذا الأمر»، فيما يروى عن عمرو دياب قائلًا: «رغم أن الأغانى كانت لذيذة، لكنها ضاعت فى خضم هذا الموضوع.. والطريف أننى كنت شاحت، جاكت من المنتج، وكان جاكت زفافه.. وكان واسعا علىَّ جدًا، لدرجة أن أحد النقاد كتب فى مجلة فنية متسائلًا عن هذا المطرب «العجالى»، رأيت الهجوم والشتيمة، والبهدلة التى تعرضت لها منذ بدأت حتى الآن، لكن يمكن الآن كبرت وأصبحت أكبّر دماغى وأطنّش».

وكان أول دور سينمائى لعمرو دياب هو فيلم «العفاريت» بجوار العبقرية مديحة كامل، ويحكى عنها ويقول: «لا أنسى دور حسام الدين مصطفى وفضله علىَّ ونصائحه فى أن أكون على طبيعتى فى أول تجربة لى للوقوف أمام الكاميرا فى فيلم (العفاريت) أمام مديحة كامل.. وفهمت خطوة خطوة».

وتابع الهضبة: «بعدها جاء خيرى بشارة فى «آيس كريم فى جليم» وطارق التلمسانى فى «ضحك ولعب وجد وحب»، كنت قد نضجت وازدادت خبرتى، لكن المحصلة النهائية أن الثلاثة فعلًا أثّروا فى مسيرتى التمثيلية كثيرًا، ومنحونى خبرة أفادتنى فى الفيديو كليب جدًا».

ويحكى عن أول أجر تقاضاه: «كان سبعة جنيهات.. فاكر هذا الرقم جيدًا.. كانت حفلة فى بورسعيد، وعلى فكرة هذا كان مبلغًا كبيرًا فى ذاك الوقت.. كان هناك مطربون يعملون بثلاثة جنيهات وخمسة جنيهات، وآخرون لا يتقاضون أى مليم، يكفى ظهورهم على المسرح وغناءهم أمام الناس».

قصة حبى الأول كانت وعمرى 16 عامًا

عاش عمرو دياب أول قصة حب فى حياته فى عمر الـ١٦ عامًا، ويحكى عن هذه التجربة، بقوله: «كل أصدقائى يعلمون أنى أحبها، وصديقاتها يعلمن أنها تحبنى، ولكن عمرى ما كلمتها ولا هى كلمتنى. كنت أراها كل يوم ونتبادل النظرات من بعيد، وأحلم بها وأتخيلها ولم نتكلم مع بعض إطلاقًا، وعندما كبرت شعرت بأننا لو كنا تحدثنا ربما كانت العلاقة فشلت والصورة التى رسمها كل منا للآخر فى خياله باظت ربما.. لكنها كانت أول عاطفة ومشاعر نبيلة- عندما كنت أشوفها أحس بقلبى بيدق دقات عالية، أتخيل أن كل المحيطين بى يسمعونها».

ويواصل: كانت كل تجارب الحب بعد ذلك بريئة طاهرة، يعنى أنا حبيت وشفت وأخذت صدمات فى حبى، واتبهدلت وبكيت وحزنت، وكل حاجة حصلت. ياما حبيت، ورغم «البهدلة» التى تعرضت لها فى مسائل الحب، فإننى اكتشفت أن الحب أجمل شىء فى الحياة. الحب الثانى كان أيضًا فى بورسعيد.. 

أما عن الحب الحقيقى، فقد قال عنه عمرو دياب: «لا يمكن أن أنسى أول حب حقيقى فى حياتى، عندما التحقت بمعهد الموسيقى العربية تعرفت على زميلة، وأعترف بأننى أحببتها بكل ما أملك من قوة ومشاعر وأحاسيس، كانت دلیلى ومرشدى فى القاهرة الواسعة، وبالفعل تقدمت للزواج منها واستمرت خطبتنا عامين كاملين، حتی جاء علينا وقت لم أستطع فيه الوفاء بالتزاماتى.. لم أكره الفقر طوال حیاتى قدر كراهيتى له فى ذلك الوقت، رغمًا عنى وجدت نفسى عاجزًا عن استكمال المشوار معها، ففضلت الانسحاب من حياتها متمنيًا لها كل السعادة والتوفيق مع من يختاره قلبها ويحقق لها كل أحلامها وأمالها، أما الحب الثانى فى حياتى، فكان الحب والزواج الذى أثمر عن ابنتى نور العيون، وأخيرًا الحب الذى أتمنى من الله أن يدوم طوال العمر هو حبى لزوجتى، التى تعرفت عليها فى إحدى حفلاتى، وشعرت منذ أول لحظة بأننى أعرفها منذ فترة طويلة وكأنها الإنسانة التى كنت أبحث عنها دائمًا».

أمى سبب فشل علاقاتى.. وأبى سر نجاحى

ولعمرو دياب علاقة خاصة بوالدته، يقول عنها: «لعبت أمى معى دورًا كبيرًا، فحبى لوالدتى كان من العوامل التى صعّبت على مهمة اختيار شريكة حیاتى، كنت دائمًا أبحث عن حنان وطيبة وعطف وتضحية أمى».

وكانت أم عمرو دياب مثقفة تجيد الفرنسية، لكن والده جعلها تعشق حياة القرية، ويحكى عن ذلك بقوله: «كانت ترفض أن تقيم هنا فى القاهرة.. كانت تحب الهدوء والونس وجو العائلة والجيران الطيبين.. تعودت حياة القرية والهواء النقى وراحة البال والأعصاب». 

وحصل «دياب» على «الميوزيك وورلد» كأول مصرى وثانى عربى بعد الشاب خالد الجزائرى، ويتحدث عن ذلك قائلًا: «لم يحصل عليها أحد غيرنا، لكن فى النهاية تظل هذه المحطات تأسيس البيت وأعمدته، وهذا لا يغفل أهمية ما بداخل البيت أيضًا؛ لكى تكون الصورة جميلة».

أما عن نقطة التحول المهمة فى حياته، فقال عمرو دياب: «كنت أول مطرب فى مصر صور أغنية فيديو كليب، وصورتها بالتقنية المتاحة فى ذلك الوقت.. اتجهت الأنظار نحوى، وبدأ المنتجون يلتفون حولى.. وبدأ الجمهور يقول هذا الرجل فيه شىء جديد.. وبالنسبة للوسط الموسيقى الذى نأكل منه عیش بدأت أخذ مكانتى فيه بسبب أغنية «میال».

أنا مش أغنى واحد فى مصر

 

النقد فى حياة عمرو دياب لم يكن نقدًا، لكنه كان هدمًا كما يصفه، ويشرح ذلك قائلًا: «عندما حصلت على (الميوزيك وورلد) وجدت الناس تردد أنى اشتريتها.. كيف؟ وهل أنا أغنى واحد فى مصر ولا فى الوطن العربى؟ أنا حصلت عليها عام ٩٨.. لماذا لم يشترها من هو أغنى منّى سنة ٩٩ أو سنة ٢٠٠٠ هذا إذا كانت تباع فعلًا».

وتابع: «عندما حصلت على هذه الجائزة المفروض أننى كنت فخورًا جدًا.. لأنه يحدث فى مصر للمرة الأولى أن يحصل مطرب عليها فى التاريخ الحديث، وهذه أهم جائزة فى العالم شاءوا أم رفضوا، وربما حان الوقت الآن لكى أقول وجهة نظرى الخاصة، وهى أن هذه أهم جائزة موسيقية ظهرت فى تاريخ الموسيقى الحديثة فى القرن العشرين، وهذه وجهة نظر شخصية.. بمعنى أننى أتحمل مسئوليتها.. مسابقة أقف خلالها كفنان أغنى ولجنة التحكيم تختار، هذا بالضبط مثل ما يحدث فى مهرجان كان أو الأوسكار.. لا يستطيع أحد أن يقول إن جوائز مهرجان كان أو الأوسكار تباع وتشترى مستحيل. هل هم محتاجون.. هيشترى إيه ومن مين؟».

أول سيارة أمتلكها سُحبت منِّى بسبب الأقساط

ترك عمرو دياب معهد الموسيقى العربية فى آخر عام من أجل تحقيق حلمه كفنان، ويتحدث عن ذلك قائلًا: «كان لدىّ حل من اثنين، وأنا فى العام الثالث من المعهد، ولم يتبق لى سوى عام واحد فقط وأحصل على البكالوريوس وفى نفس الوقت لم أجد أكلًا ولا شربًا ولا ملبسًا ولا سکنًا، ولا أى شىء.. كنت أقول لنفسى: إما أن آخذ شهادة وأشتغل موظفًا أو مدرس موسيقى أو أصنع عمرو دياب.. قلت أنا استفدت من المعهد جيدًا، يبقى أختار الحل الثانى، والحمد لله ربنا وفقنى وكرمنى».

وعن الشقق التى سكن بها، يقول عمرو: «سكنت فى نحو ١١ شقة مفروشة.. تنقلت كثيرًا.. أول شقة سكنت فيها كانت فى عين شمس.. والحقيقة أنا أول مرة أزور فيها القاهرة كان عمرى ١٨ سنة.. كنت فى رحلة مع كلية التجارة جامعة بورسعيد.. لم ندخل البلد.. زرنا المتاحف والأهرامات ورجعنا.. بعد ذلك حضرت بمفردى وأنا فى العشرين من عمرى لم يكن عندى بيت.. سكنت مع زملاء لى فى معهد الموسيقى العربية، لأن ظروفى المادية كانت صعبة للغاية.. ثم سكنت فى مدينة نصر والمعادى والدقى وميدان الجيزة ومصر الجديدة والهرم والمهندسين وبجوار المعهد، الظروف لم تكن مهيأة لأن أستقل بسكن خاص.. كنت أسكن فى غرفة مع زميل من المعهد وقضيت فى منزل خالى بمصر الجديدة عامًا تقريبًا». وتابع: «وسكنت فى فنادق نجمة واحدة ونجمتين وبنسيونات بالستة أشهر والسنة كاملة. أنا حضرت إلى القاهرة عام ٨٠، وحتى عام ٨٩ لم يكن عندى بيت.. لكن الآن عندما أتذكر هذه الأيام أفتكر إلى أى حد كانت أيام ظريفة وجميلة، وكانت المتعة مع الكفاح والعمل لا توصف والحمد لله ربنا وفقنا». أما أول سيارة امتلكها فيحكى عنها بقوله: «أول سيارة وكانت صغيرة فيورا ١٢٧ ولم تكن ملکى خالصة»، مردفًا: «كان حدثت شوية ظروف وكانت أقساط، ولم أستطع الوفاء بالأقساط فسحبوها منى ورجعت للأتوبيسات مرة أخرى».