رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مختار نوح: تنظيم الإخوان انتهى تمامًا بفضل الضربات القوية للدولة المصرية (حوار)

مختار نوح
مختار نوح

السيسى حرر مصر من الاحتلال الإخوانى والإرهابيون يستغلون الدين لتحقيق مكاسب سياسية

حكومات ما بعد ثورة يونيو تعمل لصالح الشعب وتحارب الفساد وتؤمن بالمصارحة

الأحكام القضائية بقضية رابعة العدوية منصفة.. وتؤكد أن الاعتصام كان مسلحًا

 

قال المفكر السياسى والكاتب مختار نوح، المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إن ثورة ٣٠ يونيو كانت طوق النجاة بالنسبة للشعب المصرى، مشددًا على أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حرر مصر من احتلال الإخوان الذى استمر عامًا كاملًا.

وأضاف «نوح»، فى حواره مع «الدستور»، أن حكومات ما بعد ثورة ٣٠ يونيو اعتمدت على مصارحة الشعب المصرى ومحاربة الفساد وتلبية احتياجات المواطنين، لافتًا إلى أن الرئيس السيسى نجح فى نقل المصريين من عصر الظلام إلى عصر البناء والتنمية، حيث انتشرت المشروعات القومية فى كل المحافظات.

وأشار إلى أن التصالح مع الجماعة الإرهابية أمر مستحيل، لأن الشعب المصرى أدرك أنها جماعة مجرمة تستغل الدين لتحقيق أهدافها، مؤكدًا أن أحكام القضاء ضد مجرمى قضية رابعة منصفة.

 

■ بداية.. ماذا نقول للأجيال الجديدة عن ثورة ٣٠ يونيو؟

- نقول إنها بداية جديدة لدولة قديمة، فهذه الثورة كانت بمثابة طوق النجاة للشعب المصرى، وبفضلها تخلص من جماعة الإخوان الإرهابية، التى احتلت مصر لمدة عام كامل.

واحتلال الإخوان يختلف عن احتلال الإنجليز أو الفرنسيين، لأنه كان احتلالًا قائمًا على نشر أفكار متطرفة، تتنافى مع مبادئ الدين الإسلامى السمح، الذى يدعو لحب الآخر والتعاون والسلام، بحسب القرآن الكريم.

وأرى أن ثورة ١٩٥٢ لم تكن ثورة كاملة، لأنها غيرت الحكام فقط، أمام ثورة ٣٠ يونيو فقد غيرت وعى الشعب بأكمله.

■ كيف غيرت ٣٠ يونيو الشعب؟

- أقصد أن المصريين أصبحوا أكثر وعيًا بالواقع، وأكثر انتماءً لوطنهم، فبعد ثورة ٢٥ يناير كان المصريون يغضبون من أى قرار تتخذه الدولة، ويتحول هذا الغضب إلى عصيان وإضرابات، ما كان يضر بالاقتصاد، ويتسبب فى غلق المصانع والشركات، وكل ذلك تغير بعد ثورة ٣٠ يونيو.

والدليل على ذلك أنه رغم تطبيق الحكومة برنامج الإصلاح الاقتصادى، إلا أن الشعب تحمل ولم يغضب، لأنه يدرك أن هذا هو الطريق الصحيح، وأن هذه القرارات مهمة لمستقبل الأبناء.

كما غيرت ثورة ٣٠ يونيو من فهم المصريين لفكرة الدين، إذ أدركوا أن الإرهابيين-مثلًا- يستغلون الدين الإسلامى لتحقيق مكاسب سياسية، ويمارسون العنف فى سبيل ذلك.

■ ما تأثير هذه الثورة على الإخوان والحكومات فى مصر؟

- الجماعة الإرهابية لم تتوقع حدوث هذه الثورة، فقد رأى قائدهم الوحيد آنذاك خيرت الشاطر أن ما سيحدث فى ٣٠ يونيو مجرد زوبعة فى فنجان، وردد هذه الجملة جميع المنتمين للإخوان، لكن الثورة صنعت نهاية جماعة الإخوان الإرهابية.

أما فيما يتعلق بتأثير الثورة على الحكومات، فـ«٣٠ يونيو» أتت بحكومات حريصة على تحقيق مصالح المواطنين، وتلبية احتياجاتهم، وتحقيق العدالة الاجتماعية، على عكس الحكومات السابقة، التى كانت قائمة على الخداع والغش والغدر والفساد.. حكومة الإخوان كانت «حكومة نكتة».

الحكومات السابقة كانت تستولى على أموال التأمينات وقناة السويس والقطاع العام، وأصبحت الحكومات التى أتت بعد ثورة ٣٠ يونيو هى الملزمة بتسديد تلك الأموال.

الآن، الحكومة تتعامل بشفافية مع المواطنين، تقول بصراحة إن هناك مشكلة، وتصنع الحلول.

■ متى بدأت نهاية الإخوان تحديدًا؟

- أرى أن نهاية الإخوان بدأت فى ٢٠٠٤، حينما حدثت خلافات كبيرة فى التنظيم أدت إلى الضعف والشلل، ثم تأكد أن التنظيم يسير فى طريق النهاية خلال ثورة ٢٠١١، حينما أدرك الشعب المصرى أن هذه الجماعة مخادعة وكاذبة، ثم قضت ثورة ٣٠ يونيو على الجماعة الإرهابية.

انتهى زمن الإخوان منذ سنوات، وكل ما يحدث الآن هو مجرد حصول بقايا التنظيم على تمويلات من دول معادية، لتحاول إيهام العالم بأنها لا تزال مشاركة فى المشهد السياسى.

مصر ترد على شائعات الإخوان بالإنجازات، والعالم كله يتحدث عن التنمية التى تحدث فى مصر، وأدركت دول العالم أخيرًا أن هذا التنظيم إرهابى وفاشل ويريد هدم الدول.. الجماعة أصبحت «مبعزقة».

■ هل تحققت جميع أهداف ثورة ٣٠ يونيو؟

- نعم، بكل تأكيد، ولم تتحقق أهداف الثورة فقط، بل تطلعت الدولة لتحقيق مزيد من الإنجازات.

الهدف الرئيس كان تحرير مصر من احتلال الإخوان، وتحقق ذلك بفضل الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أنقذ البلاد فى هذا الوقت.

أما عن بقية الأهداف، فيمكن أن ندركها بالنظر إلى مجموعة أسئلة، تغير شكلها بعد ثورة ٣٠ يونيو، فقبل الثورة كان المصريون يتساءلون: كيف نهرب من الدول الكبرى؟ والآن نسأل: كيف نتعامل مع هذه الدول؟

فى الماضى كنا نسأل: كيف نقترض؟ والآن نسأل: كيف نتبرع للأشقاء؟ كنا نقول: كيف ندعم سكان العشوائيات؟ والآن نسأل، كيف نبنى وحدات سكنية لكل سكان العشوائيات؟ هذه هى الجمهورية الجديدة.

■ماذا تقول لمن يريدون التصالح مع الإخوان؟

- كلما اقتربت نهاية الإخوان تظهر دعوات المصالحة، لكن هذا شىء مستحيل، لأن الشعب المصرى يرفض وجود الإخوان بأى شكل، ولن تعود عصور التفاوض مع الجماعة أو يجرى اتخاذ إجراءات كانت تتخذها حكومات ما قبل ٢٠١١.

فالشعب أدرك أنه أمام جماعة مسلحة ومهزومة، وأن التفاوض لا يجدى معها، الحل الوحيد هو أن يستسلم الإخوان الهاربون ويقدموا أنفسهم للمحاكمة، والقانون واضح وصريح، وكل من كون جماعة إرهابية عقوبته الإعدام.

نهاية الإخوان حدثت، والدليل أن مرشدهم إبراهيم منير لا يتفق عليه ٤ من عناصر الجماعة الإرهابية، ولم تنفعه ادعاءات التواصل مع الاستخبارات البريطانية أو الأمريكية.

■ كيف يرى الشعب المصرى الإخوان حاليًا؟

- فى السابق كان الشعب يتعاطف مع أى شخص يتحدث عن الدين، يحترمه ويؤيد آراءه، لكن بعد ثورة ٣٠ يونيو تأكد المصريون من أن الإخوان مخادعون، يستغلون الدين لتحقيق مصالحهم الشخصية.

الآن الشعب المصرى يرى الجماعة خبيثة، ولن يقبل بوجودها بأى شكل فى المشهد السياسى مجددًا.

■ بم تفكر الجماعة حاليًا؟

- أصبحت جماعة الإخوان مفككة، وغير قادرة على اتخاذ قرارات، نتيجة الضربات المتلاحقة التى توجهها القيادة المصرية لها، فضلًا عن تخلى الشعب المصرى عنها.. الإجابة بوضوح أن الجماعة لا تفكر حاليًا بل تحتضر.

■ كيف ترى الجمهورية الجديدة؟

- أرى أن الجمهورية الجديدة تمثل حياة جديدة للمصريين، حياة تختلف عن كل ما عاشوه من قبل، دولة جديدة تقود العرب عبر اتحاد فيدرالى أو كونفيدرالى على الأقل، سوف تتمركز حول مصر ٧ دول عربية على الأقل.

الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى استعادة مكانة وهيبة مصر، ونقل المصريين من عصر الظلام إلى عصر البناء والتنمية، وحارب الفساد، ولا يزال ينفذ المشروعات القومية فى كل المحافظات.

■ ما تقييمك لطريقة تعامل مصر مع الأشقاء الأفارقة؟

- منذ ٢٠ عامًا كانت مصر تخاف من الاقتراب من أى دولة إفريقية، كانت ترفض دعم أى مبادرة أو اتفاقية، لكن الآن استعادت مصر دورها الريادى فى القارة الإفريقية، وأصبحت توقع اتفاقيات تعاون مع الأشقاء الأفارقة، فيما يتعلق بتبادل المعلومات والتجارة، وتحسنت علاقات مصر مع كل سكان القارة السمراء.

■ كيف ترى الأحكام القضائية التى صدرت مؤخرًا بقضية رابعة ضد عدد من قيادات الإخوان؟

- أرى أنها أحكام منصفة، فقد تورط المدانون فى تلك القضية فى جرائم قتل، واشتراك فى القتل، وتحريض على القتل، وجرى تخفيف الأحكام لكبار السن، وعلى رأسهم محمد بديع، المرشد السابق للجماعة الإرهابية، لأن سنه تجاوزت ٨٠ عامًا.

المحكمة عاقبت كل شخص على قدر جرائمه، فهناك من اتضح أن دوره لم يزد عن حمل الجثث خارج رابعة، وهناك من خطط وهناك من نفذ، وكل الأدلة تؤكد أن هذا الاعتصام كان مسلحًا، وكان مشروعًا إجراميًا هدفه «القتل العمد».

هذه أول أحكام تصدر ضد قيادات كبيرة فى الجماعة، منذ قضية النائب العام هشام بركات، والتى أدين فيها القيادى يحيى موسى، رئيس اللجان النوعية السرية فى الإخوان.

■ ما رأيك فى هجوم منظمة العفو الدولية و«هيومن رايتس ووتش» على هذه الأحكام؟

- منظمة العفو الدولية لا ترى الصورة الحقيقية، فهى تعترض على ما تعتبره محاكمة جماعية، وتريد محاكمة كل شخص بمفرده، لكن هذا مخالف للقانون المصرى، لأن تصنيف القضية «تجمهر».

الجريمة كانت عملًا جماعيًا، جريمة تجمهر نتج عنها حدوث جرائم أخرى، كقطع الطرق، وترويع المواطنين، وقتل المواطنين الأبرياء، هذا تشكيل عصابى ومن المنطقى أن يعاقب المجرمون معًا.

منظمة العفو الدولية تريد الزج بالسياسة فى حقوق الإنسان، لتحقيق أهدافها المعروفة، وقد فقدت مصداقيتها بسبب هذا الأداء.

أما «هيومن رايتس ووتش» فهى لم تكتف برفض هذه الأحكام، بل روجت شائعات مثل الاختفاء القسرى، والذى لم تستطع أن تثبته، لأن مصر دولة قانون.