رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاتحاد المختلط

في الكام سنة الأولى من القرن العشرين، حصلت كذا حاجة محليا ودوليا، شفنا في مقالات سابقة محليا انتشار اللعبة في أماكن كتير، وبدء تكوين مظلات لـ اللعبة، المظلات دي كان منها الأندية، اللي الأغلبية الساحقة منها كان لـ الأجانب، والأهلي كان لـ المصريين.

أما دوليا، فـ نقدر نتكلم عن رسوخ فكرة الاتحادات، وانتظام الدورات الأوليمبية، اللي كانت لـ كافة الرياضات، وعقد أكتر من دورة، وتكون الاتحاد الدولي لـ كرة القدم، واللجنة الأوليمبية الدولية، وهكذا وهكذا.

مصر كانت دولة مهمة في الواقع، صحيح إنها تحت الاحتلال، إنما دا ما ينفيش إنه بقى فيه حاجة اسمها "مصر" بـ معزل عن الدولة العثمانية أو الإمبراطورية الإنجليزية، آه تابعين ليهم وتحت سلطانهم، إنما بقى فيه "مصر" التي تبحث عن استقلالها وتثبيت كيانها، وكان لازم يتشكل فيها هيئات حاكمة لـ نشاط الرياضة عموما، وكرة القدم خصوصا.

ما بين 1908- 1910 هـ يحصل إنه اللجنة الأوليمبية الدولية هـ تختار المسيو أنجلو بولاناكي ممثلا لـ مصر في اللجنة، وبولاناكي هو يوناني إنما معيشته في الإسكندرية كانت بـ تخليه يطرح نفسه بـ اعتباره "مصري" مع العلم إنه مفهوم "مصري" دا ما كانش لسه واضح محدد، لا على الناحية الرسمية ولا حتى مجتمعيا.

المهم إنه الخواجة بولاناكي هـ يأسس الاتحاد المختلط لـ الأندية الرياضية في مصر، والاتحاد دا هـ يبقى مقره طبعا في الإسكندرية حيث يعيش السيد أنجلو، وكان تشكيل الاتحاد كـ الآتي:
أنجلو بولاناكي (رئيسا)، بارون إميل دي منشه (وكيلا أول)، ألكسندرو بيانكي (وكيلا)، أوزفلت بافسترو (سكرتيرا عاما)، جوروج ميريس (أمين صندوق)، ميشيل هرمان (مستشارا)، يضاف لـ هؤلاء 7 أعضاء مفيش منهم شخص واحد مصري.

اللافت إنه اللغة الرسمية لـ هذا الاتحاد المختلط ما كانتش العربية طبعا، ولا حتى الإنجليزية، إنما كانت الفرنسية، تصاغ بيها اللوايح، وتتكتب بيها المخاطبات مع كل الهيئات.

ورغم هيمنة الاتحاد المختلط دا على كل حاجة تقريبا في هذه الفترة المبكرة، إلا إنه ما كانش موضع رضا من جهات عديدة، يعني الأهلي مثلا ما كانش عضو في هذا الاتحاد، وما كانش له أي نوع من التعامل معاه، وكان فيه تحفظ كبير منه على هذا الاتحاد وطبيعته وتكوينه.

من ناحية تانية ما كانش فيه رضا برضه عن هذا الاتحاد من جانب السلطات البريطانية في مصر، لـ إنه، وإن كان يحظى بـ قبول دولي، بس إنجلترا نفسها معترضة على هذا التجمع الدولي، خاصة فيما يتعلق بـ كرة القدم، ناهيك عن عدم خضوع اتحاد بولاناكي لـ سلطة الاحتلال في مصر.

أي إنه من جميع النواحي ما كانش الاتحاد المختلط موضع ترحيب، لكنه يكتسب قوته من حاجتين، الأولى هي الاعتراف الدولي بيه، وكونه الجهة الوحيدة التي تمثل مصر في المحافل الدولية تما، في كرة القدم أو غيرها.

الحاجة التانية، وربما تكون أهم، إنه محدش كان لسه قدر يكوّن حاجة، لا جهة ولا هيئة ولا مؤسسةـ تقدر تنافس الاتحاد المختلط بتاع خواجة بولاناكي، فـ حتى لو مش راضي عنه فـ إنت "ما عندكش بديل" له.
المهم..
كون فيه اتحاد موجود، وهو اتحاد رسمي، مش آن الأوان بقى، يبقى فيه بطولات في مصر؟
دا يقودنا لـ أقدم البطولات في مصر، إنما خليها لـ مقال تاني.