قيود كورونا
لماذا يحذر العلماء من رفع قيود كورونا في الدول التي لقحت أكثر من نصف سكانها؟
أكثر من 300 مليون جرعة من اللقاحات المختلفة لفيروس كورونا تم تلقيح مواطنين بها في أكثر من 100 بلد حول العالم، في أوسع برنامج للتطعيم في التاريخ، ورغم تناقص أعداد الحالات الصعبة في بعض الدول التي لقحت عدد كبير من مواطنيها وعلى رأسها بريطانيا، إلا أن العلماء حذروا من التخلي عن إجراءات كورونا الاحترازية.
برامج التطعيم
انطلقت برامج التطعيم بعد أقل من سنة على اكتشاف أولى حالات الإصابة المؤكدة في الصين، وحذر عدد كبير من العلماء والخبراء الدوليين من أن خطة رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون لرفع جميع قيود وباء كورونا تقريبا فى إنجلترا، يمثل تهديدا للعالم ويقدم أرضا خصبة لظهور متغيرات من فيروس كورونا مقاومة للقاح.
ولكن لماذا يحذر العلماء من التخلي عن إجراءات كورونا الاحترازية رغم حصول بعض الدول وعلى رأسها بريطانيا على لقاحات لنصف شعبها؟.
“الدستور” بحثت عن الإجابة في السطور التالية.
محمد أبو عامر، أستاذ علم المناعة بجامعة المنوفية، قال إن أي تخلي عن إجراءت كورونا الاحترازية خطر يهدد العالم كله، لأن اللقاح لا يمنع الإصابة بل يقلل من أعراضها، ومع كثرة الإصابات قد ينتج طفرة جديدة يصعب السيطرة عليها.
ماذا حدث في بريطانيا؟
شهدت بريطانيا الشهر الماضي ارتفاعا جديدا في الإصابات بعد أن اقتربت من حد صفر إصابة فحدث ارتفاع جديد يقدر ب 10 آلاف حاله إصابة بين الشباب، وعدد كبير من غير المتلقين للقاح جراء الإصابة بالمتحور الجديد فيروس دلتا الأوروبي والذي من المتوقع إحصائياََ أن يتفوق على المتحور دلتا الهندي في انتشاره.
وفي إبريل الماضي حققت بريطانيا نجاحا لافتا في حربها ضد فيروس كورونا المستجد، بعد أن تمكنت من السيطرة على تفشي المرض، بل ودفعته إلى التراجع بصورة كبيرة، ووجد الباحثون في الكلية الملكية بلندن أن إصابات كوفيد-19 تراجعت بنسبة 60 في المئة في مارس، فيما أبطأت إجراءات الإغلاق الوطني من تفشي العدوى، وكان الأشخاص من أعمار 65 سنة أو أكبر الأقل عرضة للإصابة إذ كانوا المستفيد الأكبر من برنامج التطعيم، الذي ركز في البداية على كبار السن.
وانطلقت برامج التطعيم بعد أقل من سنة على اكتشاف أولى حالات الإصابة المؤكدة في مدينة ووهان الصينية، وفي بريطانيا، ظهرت أدلة تشير إلى أن اللقاح قلل من ضرورة إدخال المرضى إلى المستشفيات وقلل من عدد الوفيات وانتشار الفيروس في المجتمع عموما.
وبناءً عليه قررت بريطانيا جعل الالتزام بالقيود الوقائية من كورونا، "مسألة اختيارية" إلى حد كبير، ويستعد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، لرفع ما تبقى من الإجراءات الوقائية المفروضة لأجل كبح تفشي كورونا، وذلك بعد نجاح حملة التطعيم في هناك.
وحتى مايو الماضي أظهرت الأرقام في بريطانيا أنه تم تطعيم ثلث البالغين في البلاد الآن بشكل كامل ضد كورونا.
وتلقى 17 مليونا و669 ألفا و379 شخصا كلا الجرعتين، أي ما يعادل 5ر33% من جميع الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 سنة فما فوق.