رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أنا قليل وبلا قيمة».. كيف تتعامل مع من يعانون من «عقدة النقص»؟

النقص
النقص

يتم تصنيفه أحيانًا كضحية، وأحيانًا أخرى كشخص خبيث، يهمس هاجس في رأسه  باستمرار بأنه أقل من غيره فيدعوه هذا الهاجس لعدم التمتع بالحياة ويقارن نفسه مع غيره في كافة المناحي، يبدأ هذا الهاجس صغيرًا في الطفولة ثم ينمو بنمو صاحبه ويلازمه قد لا يؤرق الوضع صاحبه فقط بل المحيطين به أحيانا، هكذا هي عقدة النقص التي تجثم علي صدر صاحبها.

 

ويرجع مصطلح عقدة النقص لعام 1907 عندما صاغه المحلل النفسي ألفريد أدلر عند شرحه سبب افتقار الكثير من الناس إلى الحافز للتصرف بما يخدم مصلحتهم ومتابعة أهدافهم في الحياة وهناك أشياء يمكن القيام بها للحد من هذه الاستجابات غير الصحية، والتغلب على الضغوطات  النفسية، وإعادة بناء ثقتك بنفسك، والاستمتاع بحياة أكثر إرضاءً.

 

الشعور بالنقص غريزة طبيعية 

 

وفي سبيل ذلك يقول  إي فورد وهو أستاذ وعميد مشارك أول في كلية التربية والتنمية البشرية بجامعة جورج ميسون في فيرفاكس بفيرجينيا يقول : "الشعور بالنقص من وقت لآخر هو طبيعة بشرية" "المفتاح هو كيف يستجيب المرء لتلك المشاعر هل يحفزك ذلك  على التعلم ومحاولة القيام بعمل أفضل؟ أم أنها تجعلك تفكر وتغلق؟ أو ربما أسوأ من ذلك، هل تجعلك تشعر بالغيرة من الآخرين وتحط من قدرهم من أجل بناء نفسك؟ أو أن تلوم الآخرين دائمًا على الأشياء التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها الشخصية؟ عندما تصبح هذه الأنماط متسقة عبر مجموعة من الظروف الخارجية، عندها قد ينطبق مصطلح "عقدة النقص".

 

سلوكيات من يمتلك عقدة النقص 

 

يكمن جوهر عقدة الدونية في امتلاك مجموعة من الأفكار والمشاعر والسلوكيات والميول السلبية أبرزها:


-التركيز بشكل متكرر على الأفكار المزعجة.


-الشعور الداخلي بالهزيمة.


-الانسحاب من زملاء العمل أو الزملاء أو أفراد الأسرة.


-التحقير من الآخرين كوسيلة لنقل مشاعرهم بالعزلة والفشل.


-عدم المخاطرة.. فالأشخاص الذين يتسمون بتدني الذات نادرا ما يخاطرون. 


كيف تتعامل مع من يعاني من عقدة النقص؟
 

بإمكانك مساعدتهم عن طريق  جعلهم يحققون أنفسهم أو عن طريق إعادة المحادثة إليهم باستمرار، وكن شديد الحساسية تجاه كل من المجاملات والانتقادات.

 

استشاري: عقدة النقص تتشكل منذ الطفولة  بسبب الوالدين والمحيطين


يقول الدكتور جمال فرويز استشاري التحليل النفسي إن عقدة النقص تتشكل منذ الطفولة وبداية المراهقة حيث لا تتشكل بعد تجاوز فترة المراهقة وأسباب هذه العقدة عدة أبرزها وجود الطفل في مناخ نفسي به العديد من الخلافات الأسرية وكذلك الاحتياج الذي يجعل الطفل يقارن نفسه بغيره ولا يجد نفسه لا  يحصل على ما يحصل غيره رفقائه وقرنائه سواء من حيث المأكل أو الملبس وكذلك مستوى المعيشة ويتنامى لديه شعور بالدونية منذ الطفولة ينمو معه لبقية حياته، وإذا تم إحباط الطفل من قبل الوالدين ومقارنته بغيره وتحقيره سواء تم هذا التحقير من شخص قريب مثل الوالدين أو من شخص غريب.

 

وأوضح أن أبرز سمات من يعاني من عقدة النقص تتجلي في مقارنة نفسه بغيره وعدم شعوره بالرضا عن نفسه.

 

ووفقا لـ "فرويز" فإن العلاج يكون من خلال جلسات الدعم النفسي للشخص، موضحا أن العلاج يكون بناء على المرحلة التي فيها الفرد فهناك أشخاص يدفعهم شعورهم بالنقص للقلق الحاد ثم الإصابة بالذهان.

 

جدير بالذكر أن الأطباء النفسيين المعاصرين وعلماء النفس وغيرهم من المتخصصين في الصحة العقلية يتجنبون مصطلح “عقدة النقص” ويصفونه بدلاً من ذلك على أنه تدني احترام الذات.