رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يكشفون سيناريوهات لانهيار سد النهضة: عيوب التصميم تهدده

سد النهضة
سد النهضة

حذر عدد من الخبراء من إمكانية انهيار سد النهضة الإثيوبى بسبب عيوب فنية فى التصميم، وطبيعة التربة، وبسبب غياب دراسات الأثر البيئى.

وقال خالد أبوزيد، المدير الإقليمى للموارد المائية بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا «سيدارى»، إن احتمالات انهيار سد النهضة تعتمد على عامل الأمان المأخوذ فى الاعتبار عند تصميم السد، خاصة مع التربة التى تم تأسيسه فوقها، إذ إن التربة الحاملة له بها الكثير من الشقوق، فضلًا عن الأنشطة الزلزالية المعروفة بها المنطقة، كما أن حجم المياه الذى سيخزنه سيمثل حملًا بالغًا على التربة تحت بحيرته وعلى جسمه.

وأضاف «أبوزيد» أن إثيوبيا تغير بشكل مستمر فى التصميمات التفصيلية الخاصة بسد النهضة أثناء الإنشاء، معتبرًا أن هذا أمر لا يتماشى مع قواعد التصميم والإنشاء والأمن والسلامة فى بناء مثل هذه السدود عالميًا، وينم عن أن السد لم يأخذ الوقت الكافى للدراسات اللازمة، والأهم أنه يفتقد لدراسات الأثر البيئى والاجتماعى والهيدرولوجى على دول المصب، التى من المفترض أن تجرى قبل الإنشاء، ولكن لم تجرها إثيوبيا، بل عطلت عمل المكتب الاستشارى الدولى، التى اتفقت مع مصر والسودان على القيام بها فى خلال ١٥ شهرًا منذ توقيع إعلان المبادئ فى مارس ٢٠١٥.

وأكد «أبوزيد» أن مصر والسودان طلبا من إثيوبيا مرارًا وتكرارًا عرض التصميمات التفصيلية الخاصة بسد النهضة، ولكن إثيوبيا تماطل وتتعنت، حيث كان التصميم المبدئى للسد يحمل ١٦ توربينة، ولكن الآن تم إلغاء ٣ توربينات، وكل هذا يحدث دون تشاور أو تبادل للمعلومات مع كل من مصر والسودان.

وقال الدكتور هانى رسلان، مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أمان سد النهضة مشكلة تمت الإشارة إليها فى الكثير من اللقاءات منذ بداية الإنشاء، كما طالبت اللجنة الدولية فى عام ٢٠١٣ بإدخال تعديلات على التصميم الهندسى لسد النهضة مع اتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان أمان السد، بينما قالت إثيوبيا إنها نفذت توصيات اللجنة.

وأضاف «رسلان» أنه قبل أيام قليلة من جلسة مجلس الأمن، قال وزير الرى السودانى إن بلاده لم تتسلم الوثائق الخاصة بأمان وسلامة السد وهى معلومة مهمة، لافتًا إلى أن الإجراءات حول أمن وسلامة السد تمت الإشارة إليها فى مفاوضات واشنطن التى كانت برعاية الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب.

وقال إن تصريحات الدكتور هشام بخيت، وهو أحد أعضاء الوفد الفنى وأستاذ فى هندسة المياه فى جامعة القاهرة، حول انهيار سد النهضة، صادرة من خبير فى مجال المياه، وهو خير من يتحدث فى الأمور المائية من الزاوية العلمية، وعندما يتحدث عن احتمالات السقوط فهو يعنى ما يقول.

وذكر أن مخاطر انهيار السد سوف تضر السودان أكثر من مصر، لأن الخرطوم معرضة لكميات كبيرة من المياه سوف تغرق الوسط النيلى فى السودان بالكامل.

وأشار إلى أن السد العالى فى مصر سيتمكن من احتواء مياه سد النهضة فى حالة انهياره، لأن هناك بحيرة أمامه، ولدينا مفيض توشكى أيضًا، كاشفًا عن أنه سوف تصل المياه لمصر فى حالة انهيار السد خلال ١٨ يومًا فقط.

وأكد أنه فى حالة انهيار السد سوف تصل لمصر كميات ضخمة من المياه، ولكنه سيتم فقدان جزء كبير منها بسبب سرعة الاندفاع وبسبب طول مدة السير، حيث تسير من الحدود الإثيوبية للحدود المصرية السودانية نحو ٢٠٠٠ كيلو متر، وفى حالة امتلاء بحيرة السد العالى هناك مفيض توشكى لتتسرب إليه المياه.