رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سنة أولى معرض.. كُتّاب شباب: «المشاركة حلم بعيد واتحقق» 

سنة أولى معرض
سنة أولى معرض

يشهد معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ٥٢، مشاركة عدد من شباب الكُتّاب لأول مرة، وذلك فى ظل ظروف استثنائية مرتطبة بفيروس «كورونا المستجد».

ووراء أول كتاب لكل منهم هناك حكاية من الأمل والحلم والجهد، وفى السطور التالية يحكى كُتّاب شباب، لـ«الدستور»، كيف تحوّل الحلم إلى واقع ملموس؟ وكواليس أعمالهم المشاركة، معبرين عن فخرهم بالوجود فى هذه الدورة من «معرض القاهرة الدولى للكتاب».

دايانا يوسف: «حياة» قصص واقعية وتأملات للعلاقات الإنسانية فى زمن «كورونا»

تشارك الكاتبة دايانا يوسف بمعرض القاهرة للكتاب بكتابها «حياة»، عن دار المسك للنشر والتوزيع، وقالت: «بدأت كتابته فى مارس ٢٠٢٠، حينما ضرب الوباء العالم وأصبحنا نواجه المجهول، وتأثرت بالأحداث والعزلة الإجبارية التى فرضها الوباء على الناس، فبدأت أتأمل الحياة بعد كورونا وبدأت رحلتى مع الكتابة».

وأضافت: «أثناء عزلتى فى البيت وجدت نفسى منفعلة بكل شىء أكثر من المعتاد، فأصبحت أتأمل العلاقات والصداقات والناس من حولى، حتى علاقتى بنفسى ومشاعرى بدأت تؤثر فى حياتى بشكل مختلف، فقررت أن أكتب عن كل ذلك، إضافة إلى تجربتى كأم لتوأمين».

وواصلت: «كتبت الكتاب كله فى صورة قصص ناس من حولى أو قصص من حياتى الشخصية ورسائل هدفها التشجيع والدعم وبث طاقة إيجابية فى كل من يقرأها، والشىء الوحيد المشترك فى الكتاب كله أنه حقيقى وصادق، كتبته دون تزييف أو تغيير أو تجميل للمواقف، وفعلت ذلك عمدًا لأنى أريده أن يصل لقلب من يقرأه».

وعن دخولها عالم الكتابة، قالت: «أكتب منذ أن كنت مراهقة، وأمارس الكتابة جنبًا إلى جنب مع أى نشاط آخر فى حياتى؛ فى الجامعة كنت مراسلة لجريدة الجامعة، وبعد التخرج عملت بمجال التسويق والعلاقات العامة، وكتبت فى مجلات كثيرة معروفة فى مصر ودبى والدوحة، وقبل ٩ سنين رزقنى الله بتوأمين فحرصت على العمل من المنزل وركزت أكثر فى الكتابة، وأنشأت مدونة أشجع فيها الأمهات».

وعن مشاركتها بمعرض الكتاب أكدت: «أنا سعيدة بها، كان حلمًا ولم أكن على يقين من أنه سيتحقق.. كنت، وما زلت، قلقة من طرح كتاب فى هذا التوقيت، بسبب أزمة الوباء وتأثيراتها السلبية».

واختتمت: «لم أتخيل أنه يومًا ما سأشارك ككاتبة فى معرض الكتاب.. أنا أحب المعرض وأحب شكل الكتب ورائحة الورق حتى فى عصر التكنولوجيا».

محمود رضا: فكرة روايتى «شجرة الحسينى» حاضرة فى ذهنى منذ أن كنت طفلًا

دخل محمود رضا، الطالب بكلية الهندسة بجامعة كفرالشيخ، عالم الكتابة بالصدفة، فهو يحب القراءة منذ صغره، خاصة أدب الرعب والجريمة، وتحديدًا كتابات الدكتور أحمد خالد توفيق.

وقال: «أثناء مراحل الدراسة المختلفة كنت مميزًا فى كتابة موضوعات الإنشاء والتعبير، وبدأت فى مرحلة متأخرة كتابة بعض الخواطر والقصص القصيرة، كما شاركت فى بعض المسابقات وحصدت عدة جوائز، سواء فى الرواية أو القصة القصيرة».

كغيره من الشباب، عانى «رضا» من مشكلات فى النشر قبل وصوله إلى مؤسسة «بتانة»، التى نشر معها روايته الأولى «شجرة الحسينى» التى يشارك بها فى معرض الكتاب.

وأوضح: «واجهتنى مشكلات كثيرة مع دور نشر، فبعضها تجاهل رسائلى والبعض يرفض النشر للشباب ويكتفى بالمشاهير، وأخرى تطلب مبالغ مالية مقابل النشر».

وعن الرواية قال: «فكرتها كانت حاضرة فى ذهنى منذ كنت طفلًا، فهى قصة سمعتها من والدى عن شجرة التوت التى تسمى (شجرة الحسينى)، الموجودة فى المنطقة التى أقطن بها».

وأضاف أن مشاركته بمعرض الكتاب تمثل فخرًا كبيرًا بالنسبة له، وحلمًا طال انتظاره، خاصة أنه يشارك بعمله الأول فى دورة استثنائية من نوعها.

وتابع: «أنا سعيد بقدرة مصر على تنظيم حدث كبير وضخم بحجم المعرض الأضخم للكتاب فى الشرق الأوسط، خاصة فى ظل ظروف جائحة كورونا».

رومانى لطفى: انتصرت لـ«الحب العذرى» فى «أجابى» ورفضت النشر مدفوع الأجر

رومانى لطفى، يعمل بمجال التمريض، يبلغ من العمر ٢٥ عامًا، ويدرس حاليًا بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، ولديه شغف كبير بتطوير ذاته فى أكثر من مجال، واتجه مؤخرًا إلى عالم الكتابة والنشر برواية «أجابى» الصادرة عن مؤسسة «بتانة» الثقافية.

قال «رومانى»: «فكرة الرواية عن حب عذرى يجمع بين حبيبين ولا شىء يفرقهما حتى الموت، وتدور أحداثها فى إطار من التشويق ما بين الواقع المؤلم والرومانسية الحالمة والفانتازيا.. يعيش فيها نادر بطل الرواية فى أجواء غرائبية وفى منتهى القسوة، ومع ذلك يستطيع إثبات ذاته وتحقيق حلم حبيبته التى كانت المحرك الرئيسى للأحداث طوال الوقت».

أنفق «لطفى» عامين فى كتابة وتحرير الرواية لتخرج إلى النور بـ«شكل لائق»، على حد وصفه، موضحًا: «فكرة الرواية كانت عبارة عن قصة قصيرة فى بداية الأمر شاركت بها فى مسابقة لكن لم يحالفنى الحظ، لذا قررت تطوير الفكرة لأنى كنت مقتنعًا بها، ووقتها كنت أعكف على دراسة علم النفس والأدب اليونانى القديم فطورتها أكثر من مرة لتكون رواية».

واجه «لطفى» مشكلات عدة فى النشر، ورفض التعامل مع دور النشر التى تشترط الحصول على المال مقابل النشر، وقرر انتظار فرصته حتى يتعامل مع دار نشر «محترمة»، وخلال هذه الفترة قرر الالتحاق بعدة ورش تدريبية لتكون أعماله جديرة بالنشر.

وعن مشاركته فى معرض الكتاب، قال: «فوجئت بالإقبال الكثيف رغم الظروف التى يمر بها العالم كله، وردود الأفعال الإيجابية تجاه روايتى»، معربًا عن سعادته بهذه المشاركة التى تعد الأولى له.

منة أبوزهرة: تخوفت من نشر ديوانى بسبب كثرة أعمال المشاهير

كشفت الشاعرة منة أبوزهرة، التى صدر لها ديوان شعرى بعنوان «يشبه القاهرة» عن دار الكرمة، عن أنها كانت متخوفة فى البداية من مسألة طرح العمل فى المعرض، بسبب غزارة الأعمال الصادرة خلاله، خاصة لمؤلفين مشاهير، لكن الدار نصحتها بأن هذا التوقيت هو المناسب والأفضل لصدور الديوان.

وقالت إنها استغرقت ٣ سنوات فى كتابة قصائد الديوان، ولا تريد أن تتحدث عنه وإنما تنتظر ردود أفعال القراء والنقاد على النصوص التى يضمها سواء بالإيجاب أو بالسلب.

وأضافت: «كنت أكتب ولم تكن لدىّ نية لأن أصدر ما أكتبه فى ديوان، وأكتب حين أشعر بأنى أريد أن أكتب، وكان الأمر يأتى مثل التدفق وأرى سيل الكلمات يفاجئنى، ولا أعلم من أين جاءت».

وواصلت: «رغم دراستى الفلسفة وسخرية الجميع من هذا التخصص وترديدهم (عملتلك إيه الفلسفة؟)، وأننى لم أستخدمها فى شىء مادى، لكننى فخورة بقرارى حينها، ولو رجعت لهذه اللحظة كنت سأدرس الفلسفة أيضًا، وعلى الرغم من كرهى الشديد للجامعة والتدريس وأشياء كثيرة، اتجهت لعالم الكتابة لأننى جزء من عالم الكتب بالفعل، وأحب القراءة والكتابة وأعمل فى مجال الكتب والنشر.. هذا عالمى».

وحكت تجربتها فى العمل فى مجال بيع الكتب، قائلة: «أعمل فى مجال المكتبات والنشر منذ سبع سنوات، والتجربة مثمرة وأعمل فى الشىء الذى وجدت نفسى فيه»، مكملة: «مشاركتى فى الدورة الحالية بمعرض الكتاب ناجحة حتى وإن لم تكن ناجحة بالشكل المعتاد أو بالمقارنة بالدورات السابقة، لكنها كانت يجب أن تُقام».

خالد عبدالجابر: «الشريد» تتناول أزمة قبول الآخر

رغم تخرجه فى كلية الهندسة واتجاهه للعمل بدولة الإمارات، فإن خالد عبدالجابر لم ينس حلمه، فقد تمنى الشاب المجتهد أن يكون روائيًا، وحققت دار «بتانة» للنشر أمنيته، ونشر أول رواية له تحت اسم «الشريد».

يقول «عبدالجابر» إن هذه الخطوة جاءت بتشجيع وبتعاون ودعم من صاحب دار «بتانة» الدكتور عاطف عبيد، لافتًا إلى أن روايته تحكى عن شاب مر بظروف صعبة أفقدته كل شىء، فوجد نفسه وحيدًا دون مال أو هوية، واضطر لأن يعيش فى الشارع مثل المشردين، وخلال رحلته قابل أنماطًا كثيرة من البشر.

وأشار إلى أن الرواية تطرح مجموعة من الأسئلة حول تقبل المجتمع للآخر، والعنصرية ضد أى شخص مختلف، وتلقى الضوء على حياة المشردين، كما تثير أسئلة حول فكرة إصدار أحكام على الناس.

وأضاف أنه أرسل روايته لأكثر من دار نشر، ومعظم الدور وافقت على نشرها، لكنه اختار «بتانة» لأنها دار كبيرة تتميز بكتبها الجادة، وتنفذ مشروعًا ثقافيًا طموحًا ترعى خلاله الكتّاب الجدد.

وأعرب عن سعادته لمشاركته برواية لأول مرة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، مؤكدًا أن هذا الحدث مهم جدًا ويمثل فرصة عظيمة للكتّاب والقراء. وقال: «أتمنى أن أقدم أعمالًا أدبية كثيرة، أشارك من خلالها فى معرض القاهرة مستقبلًا»، مضيفًا: «أنا حزين جدًا لأن ظروف عملى بالخارج منعتنى من الحضور إلى مصر والذهاب للمعرض، وأتمنى أن تتحسن الظروف وأستطيع الحضور مستقبلًا».