رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصين ومائة عام من التقدم

فى يوم الثلاثاء الموافق السادس من يوليو 2021 ترقب العالم حدثًا هامًا وهو اللقاء الافتراضى لقمة الحزب الشيوعى الصينى فى الذكرى المئوية لإنشائه مع قادة أكثر من 500 حزب ومنظمة سياسية من أكثر من 160 دولة وما يزيد عن عشرة آلاف ممثل عن الأحزاب والأوساط المختلفة.
ووسط مشاركة العديد من الأحزاب المصرية تابعنا اللقاء الذى بدأ بفيلم قصير عن الصين ونهضتها وتعاونها مع دول العالم عبر مائة عام، وبعدها ألقى شى جين بنج رئيس جمهورية الصين الشعبية خطابًا إلى الحضور موجهًا الشكر والتحية لهم، وتلا ذلك إلقاء قادة العديد من الدول كلمات قصيرة تضمنت التهنئة بهذه المناسبة والتأكيد على العلاقة القوية والتعاون بين الصين ومعظم دول العالم من أجل سعادة البشرية ومن أجل القضاء على الفقر ومن أجل التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة الطبيعية ومن أجل الإنصاف والعدل والأمن والسلام العالمى.
وفى كلمته قال الرئيس الصينى شى جين بينج "إن المجتمع الدولى يصل إلى مفترق طرق تاريخى العداء والمواجهة أم الاحترام المتبادل، الانغلاق وفك الارتباط أم الانفتاح والتعاون، لعبة الصفر أم المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، والخيار فى أيدينا". وأشار إلى أن الحزب الشيوعى الصينى يتمسك بمشاركة الشعب مع شعوب العالم فى مصير واحد لتحقيق التقدم والازدهار والتنمية، وطالب الأحزاب السياسية بصفتها قوة تدفع تقدم المجتمع البشرى بأن تتحمل مسئولياتها التاريخية فى تحقيق السعادة للشعوب والتقدم للبشرية عن طريق التمسك بتحقيق رغبة الشعوب فى الرخاء والأمن والعدل والإنصاف والديمقراطية والحرية، والعمل على "ردم الفجوة الطبقية" بين الأغنياء والفقراء والقضاء على فجوة التنمية بين الدول الغنية والدول الفقيرة، كما طالب الأحزاب السياسية فى العالم بالتعاون من أجل مواجهة جائحة كورونا، و"ردم الفجوة المناعية" ورفض تسييس الجائحة، والعمل على زيادة اللقاح للدول النامية وتوفيره بتكلفة ميسورة، وتوزيع اللقاح بشكل عادل، كما أكد على أهمية التعاون لمواجهة الإرهاب لتحقيق الأمن والاستقرار.
وأضاف رئيس الصين "سيعمل الحزب الشيوعى الصينى على تعميق الإصلاح والانفتاح ومواجهة التحديات التى تواجه العولمة الاقتصادية، وسيعمل على تعزيز التواصل مع أحزاب العالم لتوجيه العولمة الاقتصادية نحو الاتجاه الأكثر انفتاحًا وشمولًا وتوازنًا، وسيحرص على مشاركة جهود المجتمع الدولى فى تعزيز بناء الحزام والطريق".
وبالنسبة لتحقيق سعادة الشعوب قال الرئيس الصينى فى إحدى فقرات خطابه " إن الطرق المؤدية للسعادة تختلف عن بعضها البعض ويحق لكل شعب اختيار طريق تنموى ونظام ونمط مستقل، وما يناسب البلد هو الأفضل، فلا يمكن قطع أصابع القدم من أجل ارتداء حذاء لا يناسبك ويجب احترام جهود كل بلد لاكتشاف طريق التنمية والتحديث الذى يتفق مع خصوصياته بإرادة مستقلة".
تحدثت أكثر من 21 دولة من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وعبر الكلمات عبر رئيس جنوب إفريقيا عن امتنانه للصين على دعمها لبلاده من أجل التحرير، وفى مواجهة فيروس كورونا وتوفير اللقاح، وحذرت كوبا من سياسات أمريكا التى تعادى الصين وروسيا وتقوم بتشويه الحزب الشيوعى الصينى وتستمر فى حروبها التجارية وتستمر فى حصار دولة كوبا لأكثر من 60 عامًا. وأشار رئيس سيريلانكا إلى أن الصين لم تتدخل فى الشئون الداخلية لأية دولة، بل تسعى لدعم ومساعدة الدول عبر طريق الحرير البرى والبحرى والذى يعتبر هامًا جدًا بالنسبة لدولة سيريلانكا، وأشاد الرئيس السابق لبوليفيا إيفو موراليس وهو الرئيس الحالى للحزب الحاكم بتجربة الصين الناجحة فى القضاء على الفقر، وأشار رئيس وزراء المغرب فى كلمته إلى اهتمام الصين بالتعاون مع كافة دول العالم بشأن التنمية المستقلة والمستدامة، كما أعرب عن سعادته بالاتفاقية المغربية الصينية لتصنيع لقاح سينوفارم الصينى بدولة المغرب.
وشكر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن الصين على دعمها للقضية الفلسطينية والوقوف بجانب حق الشعب الفلسطينى. 
إننا نؤكد على تحمل مسئولياتنا ونتعاون مع شعوب العالم من أجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر الناتج عن السياسات النيو ليبرالية التى سببت الفجوة بين الدول وبين الشعوب، كما نرفض الهيمنة والسيطرة من قبل قطب واحد فى العالم ونرحب بمزيد من الأقطاب التى تتعاون من أجل خير البشرية.
كما أننا نطالب الدول والشعوب الحرة فى العالم بمساندة الشعبين المصرى والسودانى فى حقهما فى الحياة وحقهما فى مياه نهر النيل ورفض التعنت الإثيوبى المتمثل فى بناء سد دون مراعاة مصلحة شعبى مصر والسودان فى الحصول على حقهما فى مياه نهر النيل ودون اتفاق بين الدول الثلاث قانونى ملزم حول ملء وتشغيل السد من أجل خير وتنمية شعوب تلك الدول، ومن أجل الحفاظ على الاستقرار فى القارة الإفريقية.