رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروائى الأردنى جلال برجس لـ«الدستور»: لا أكتب للجوائز.. ولدىّ حيل متقنة للتخفى وراء شخصياتى الروائية

الروائى الأردنى جلال
الروائى الأردنى جلال برجس

يراهن الشاعر والروائى الأردنى جلال برجس على الثقافة فى حل مشكلات العالم والإنسانية فى العصر الحديث، ويتوقع «البقاء الدائم» للكتاب الورقى وصموده أمام «الانقلاب الإلكترونى».

ورغم حصول روايته «دفاتر الوراق» على جائزة الرواية العربية «البوكر»، فإنه يرفض ما يمكن تسميته «الكتابة للجوائز»، ويؤمن بأن الكتابة دون قيد أو شرط مع التخطيط الجيد وعدم الارتكان لما يسميه البعض «الوحى»، هى الضمانة الحقيقية للنجاح والانتشار.

عن أفكاره وأعماله ورؤاه الفلسفية ومستقبل الثقافة العربية تحدث جلال برجس فى ندوة «الدستور».

■ نجحت روايتك «دفاتر الوراق» فى حصد جائزة «البوكر»، فكيف تنظر لفكرة الجوائز لتقييم الأدب؟

- لا ينبغى لأحد أن يكتب وعينه على أى جائزة، لأنه لو كتب بهذا المعيار فسيجنى كائنًا أعرج، لأنه أثناء الصياغة سيفكر برؤى لجان التحكيم، وبالتالى سيسوق هذا العمل على نحو خارج عن الحرية الإبداعية، التى ينبغى أن تكون على نحو متسع، وسيُحرم من لذة البوح أثناء الكتابة، فبرغم كل توجهاتها الموضوعية نحو العام، لكنى أرى أن الكتابة مسألة ذاتية، فيها من التأملات والخبرات، وأكثر شىء أنا مؤمن به أننا نكتب لنردم هوة معتمة، ليس هنالك من كاتب يكتب من فراغ، هو يكتب من أجل شىء فى الماضى، وإذا قدم النص وفق رؤية الجائزة فسيكتب شيئًا خارج سياقه.

الجوائز التى حصلتُ عليها على الصعيدين الأردنى والعربى لم أسعَ لها، لكنى أملك وجهة نظر، ربما تكون مختلفة، الجوائز ضرورية وأتمنى زيادتها، نحن لا ننفى العامل النفسى فيما يخص الإقبال على الكتابة، فى هذه المرحلة نحن نعانى من تراجع عدد القراء فى العالم العربى، ونقرأ الإحصائيات فى المؤسسات الدولية، وهذا يصب فى خانة الوعى، ويشير إلى أن الوعى العربى تراجع والمستقبل غير محمود العواقب.

أرى أن الأمر مختلف الآن، وهناك عدد كبير من القراء، ودائمًا «التقليعات» الكبرى فى الكتابة تأتى نتيجة «هزات» كبرى، فهناك حروب ٦٧ وحرب العراق وكورونا أفرزت كتابات جديدة بعدها، كل شىء يفرز شيئًا جديدًا فى الكتابة، ومعه قراء جدد، وهم قادرون على القراءة الجديدة.

وربما تسألنى لماذا ظهرت هذا التقليعات؟.. الجواب لأن شرفة النقد فارغة، فالنقد تراجع والموجود انطباعى رغم أن المدرسة الانطباعية مدرسة مهمة، وهذا الفراغ ملأه القارئ العربى الجديد، وبالتالى هناك إقبال شديد.

إذا نظرنا لسيكولوجية القراءة فهناك اتجاه جديد يواكب المرحلة من إعلام وغيره، فمثلًا يقولون إن هناك رواجًا لرواية سيئة ولكن لا بأس من هذا، فهناك فرز.

ربما لا يروق لبعض أساتذتنا أن أقول إنه قبل «البوكر» نسبة القراءة كانت مختلفة، والإقبال والإعلام الثقافى اللذان يمثلان حراكًا قويًا كانا متراجعين، ولكن حاليًا أصبحت هناك صفحات فى الجرائد مخصصة لـ«البوكر» والنتاج الروائى، وأيضًا الإعلام بما فيه من برامج حوارية وغيرها، هذا شىء إيجابى.

أرى أن جائزة مثل هذه وغيرها ألقت حجرًا فى الماء الراكد، وفى الأخير أنا أرى الحافلات العمومية وفيها أناس يقرأون، والأرقام التى يرددها البعض من معدلات القراءة أراها غير منصفة.

■ بماذا استفاد جلال برجس من دراسته لهندسة الطيران فى كتاباته الأدبية؟

- كان جدى طبيبًا عربيًا، وعاصر انتقال مدينتى من الحالة البدوية للتحضر، والحاجة أم الاختراع وكان يمارس هذا الدور، دور الطبيب الشعبى، وجدى كان لديه حلم أن يكون لديه ابن من الأطباء، لذلك درس أعمامى الطب فى أوروبا، وأنا من الناس الذين تشكل لديهم هذا الحلم فى أن أكون طبيبًا، ولكن الظرف الاقتصادى الأسرى أجهض حلمى، فى ذلك الوقت أعلن عن تخصص دراسى جديد لهندسة الطيران فى الأردن سترعاه الدولة.

وبالفعل التحقت بالتخصص ودرست هندسة الطيران العسكرية، وفى البداية لم أكن متحمسًا للمتابعة فى هذا المجال، وكنت أحصل على درجة النجاح فقط بما ألتقطه من المحاضرين، وتخرجت وكنت أتعامل مع الطائرة وأراها كائنًا فيزيائيًا مسببًا للألم وغير نافع، وكنت أضع سدادات فى أذنى، وفى مرة كنت أسمع موسيقى ورأيت الطائرة تتقاطع فى طيرانها فى المغرب مع قرص الشمس، كان المشهد جميلًا، فخلق ألفة بينى وبين الطائرات، وكتبت على جناح الطائرة «أريد امراة مثلك لا تخشى الريح»، وكدت أخضع لعقوبة من المسئولين بسبب الكتابة على جسم الطائرة، ولكن المسئول ابتسم وقال لى «العبارة حلوة» وتركها على الجناح ولم يمسحها، وتصالحت مع الطائرات وفكرة التحليق، وانعكس ذلك على الكتابة، والآن بعد ممارسة المهنة بشكل متعمق، فهمت معنى أن تكون إنسانًا يخطط وينتمى لاستراتيجية، أنا أخطط الرواية ولا أؤمن بالوحى فى الكتابة، ولى آلية معينة للتخطيط لها.

■ حكايات ما حول الإبداع تصلح لقراءة الإبداع، فما هى حكاية جلال برجس؟

- يقودنا هذا إلى تلك المساحة التى يتواجد فيها فى النص، وأنا أعترف، أنا موجود فى النص، ولكنى أذهب لتقنيات للتخفى، وأنجح حين لا يدرك القارئ أين يكمن برجس فى نصه، ربما أوزع نفسى على الشخصيات، أو أغوص فى روح العمل، أنت تشعر بالراحة حين تفعل هذا، ورغم أنك تكتب عن الموضوعى لكن يبقى الذاتى مهم جدًا.

■ هل كان جلال برجس هو إبراهيم الوراق فى «دفاتر الوراق»؟

- نعم، كان إبراهيم الوراق هو أنا، وهذا هو أول اعتراف لى عن هذا، ولكن أوضح للقراء أن الأحداث ليست بالضرورة حدثت معى، وشخصيتى ليست سوداوية، ولكن دعنا نقل إن رؤيتى للواقع هى رؤيته، وبنفس الوقت كونى من المؤمنين بأن الرواية لها القدرة على استشراف المستقبل أو التنبؤ، وليس هذا معناه التنجيم، ولكنها معطيات تُظهر لك مَن حولك.

■ ما الذى صنعته الحداثة فى بنية الكتابة؟

- حينما خرجنا من حقبة الرواية الواقعية العربية التى تربينا عليها، كان جدنا نجيب محفوظ قد أنتج نتاجًا مهمًا وتجاوز الواقعية لتجديد أكبر، لكن دعنى أقل لك، الحداثة أتت نتيجة هزة كونية، والهزات تفرز أحداثًا كبيرة، ولكن على الصعيد الأدبى فالخلل الكبير أن الحداثة استقدمت فى وقت القارئ أو المتلقى لها أو بالأحرى الفضاء الروائى لم يكن مؤهلًا لها، فبدأت كأنها خطوة هجينة، نحن نرى أدبًا روائيًا تم نسف الشروط السابقة فيه للرواية، فوجدنا تيار الوعى والزمن المختلط والبنية المتشظية واللغة المتفجرة، أقول إن مرحلة الحداثة الروائية أتت بعد الحداثة الشعرية، وهاتان المرحلتان خلقتا مساحة شاسعة بين القارئ العربى والمنتج الحداثى فأصبح القراء يرون أنهم فى غربة وتحول شديدين، وانتهت مرحلة الحداثة فى العالم وهنا فى العالم العربى ما زلنا نتحدث فيها، وبعد انتهاء الحداثة جاءت ما بعد الحداثة وما بعد بعد الحداثة، والقراء الجدد واكبوها، وهناك نتاجات روائية تستغرب من الجيل القديم لكنها تواكب المرحلة، وأنا أقول إن هذه المرحلة على الصعيد الإنسانى يناسبها البوح.

■ إذن بما أنك شاعر.. هل نستطيع القول إن هذا الفن تراجع على حساب الرواية؟

- نعم الشعر تراجع نتيجة هذا الشكل الشعرى الجديد فى القصيدة النثرية المغرقة فى الرمزية، وعلينا أن نعترف بأنها نخبوية فخلقت مسافة بينها وبين القارئ.

■ يحيى الطاهر عبدالله قلت إنك عرفته مجددًا وعرفته حكاء عبقريًا.. ما تفاصيل ذلك؟

- يحيى الطاهر عبدالله عرفته عن طريق الكاتب الصحفى ياسر أبوجامع، واكتشفت أن نتاج عبدالله ليس موجودًا فى الأردن، وأنا أتصور فى المراحل المقبلة أن هناك الكثير من الأسماء المصرية التى سيعاد الاشتغال على كتبها فى الأردن، والحقيقة أنا منحاز ليحيى الطاهر عبدالله، ومن خلال قراءتى له وجدت أن عوالمه ولحظات الكتابة والمزاج الإبداعى ناسبت عقليتى تمامًا، لديه شكل مختلف جدًا فى النص السردى، لديه لغة مختلفة وحساسية، ولكنه نشأ وكتب فى مرحلة النجوم محفوظ وإدريس وحقى وخيرى شلبى، وتمنينا بعدما قرأناه أن يكون قد أخذ حقه تمامًا مثل صبرى موسى صاحب الرائعة «فساد الأمكنة».

■ فى «دفاتر الوراق» كان جزء من الأزمة هو العزلة التى عانى منها البطل ومردودها على شخصيته، فهل مفهوم العزلة اختلف فى رأيك؟

- كتبت «دفاتر الوراق» قبل كورونا، وخضعت الرواية لإعادة قراءة وكتابة، وأنا أؤمن بأن النص الصالح للقراءة هو الذى يخضع لرؤية كبيرة من المراجعات وفى عزلة كورونا رأيت أن هذه العزلة انعكست على الفضاء النفسى من جانب تأملى لدى القارئ نفسه، وهذا خلق لدىّ حالة من الاستشراف، وأن المرحلة المقبلة بناء على العزلة التى تسببت فيها كورونا، فذلك له تأثير على الرواية بالطبع، لذلك فالمرحلة المقبلة ستشهد قيام نوع روائى هو النوع التأملى، ستنسف النمط السردى السائد بلغة جديدة ومفردات جديدة وتقنيات سردية جديدة، وهل ستكون وحدها؟.. لا بالطبع بما أن العالم يبشر برقمنته فأنا أتصور أنها ستتنافس مع الرواية التفاعلية.

الآن بدأت تظهر الرواية التفاعلية على هذا النحو، ولن يكون هناك صراع بينهما، ولكن ستتوافق الرواية التأملية مع ما يشعر به الإنسان نتيجة المرحلة، نحن ننظر للعالم من خلال نافذة، فالإنسان وجد نفسه أمام نفسه وكأنه أمام مرآة فبدأ يراجع ويتأمل فاكتشف أن العالم المتحضر الذى يصدر طروحاته فى حقوق الإنسان يتقاتل على ورق التواليت، لذلك فقد الثقة فى مؤسسات الرعاية الصحية، وتراجع مفهوم العائلة العالمية، وفى رأيى أن ما وحد العالم كله هو الألم.

■ هناك وسائل مستحدثة للقراء.. ما مستقبل الكتب الورقية من وجهة نظرك؟

- نحن نستخدم الكيندل «قارئ الكتب الإلكترونية من إنتاج شركة أمازون» أو الآيباد أو الموبايل لقراءة الكتب بصيغة PDF ولكننا نتراجع بعد تعب أعيننا، ولن تكون هناك حلول لمتابعة القراءة على الشاشات الصغيرة بهذا الشكل، كما أن العلاقة بين القارئ والكتاب علاقة حميمية، وسترتفع أسهم الكتاب الورقى وسيبقى، ربما من يرانى أجيب بهذا الشكل سيقول عنى إننى متفائل، وأنا متفائل نعم.

وفيما يخص الشباب فلديهم أطروحات ورؤى جديدة، ولكنها محكومة بتلك القطيعة ما بين الجيل القديم والمكرس والجيل الجديد، وبعضهم لا يعترف بالآخر، والجد الأكبر نجيب محفوظ لم يرفض أى طلب لقراءة أو لحوار، وكان منفتحًا، ولم يكن نرجسيًا، ولم يتحدث من أبراج عاجية، ولكن الآن هناك خلق لهذه المسافة ما بين الكتّاب الجدد والقدامى، لذلك على الكتّاب أن يعترفوا ببعضهم البعض.

■ المرأة حاضرة بقوة فى أعمال جلال برجس.. كيف ترى دورها فى مواجهة التطرف وغيرها؟

- فى فترة ما بدأ الترويج والحديث من زاوية ليست بريئة عن حقوق المرأة وظهرت مؤسسات على هذا النحو، وهناك حالة صراع من المؤسسات الإسلاموية، واعتقد الكثير أن المرأة أخذت حقها، ولكن فى رأيى هو حق شكلانى لا أقل ولا أكثر، تجدها من حيث المظهر متحررة وتعيش على نحو جميل، ولكنه سياق بطريركى، أنا لدى رؤية مختلفة، منذ فترة كنت أحاول أن أطابق البيئة البدوية القروية التى عشت فيها بصعيد مصر، ووجدت أن المرأة فى هذه البيئات الشعبية أكثر حرية من غيرها، ولها دور شديد الخصوصية، المرأة فى هذه البيئات تستقبل الرجال، وتفتح لهم الدوار، وتقوم بهذا الدور النسوى الجميل، قوية جدًا، والمرأة فى البيئة البدوية تنطلق من منطلقات مهمة وإن عدنا للخمسينيات نرى أننا كنا متحررين على نحو جميل، نحن نتراجع، كنت أسلم بيدى على بنات الخالات والأعمام والآن دخول المد المتطرف هشم هذا التواصل اتكاءً على الرؤية الخاطئة للحلال والحرام وإقصاء البعد الإنسانى، كان المجتمع نقيًا على نحو مختلف، وفى المدن أيضًا كان هناك حب السينما وحفلات للموسيقى، والكل يمارس حريته دون فرض وصاية على أحد، كان هناك شكل مختلف من الحرية، والآن تبدلت بعد أن استهدفت تلك الجهات المتطرفة المناطق الشعبية والقرى، وهذا لم يحدث فى دولة واحدة، ولكنه حدث فى وقت واحد فى كل البيئات الشعبية العربية.

■ دمرتنا الحروب خلال قرن كامل.. هل الثقافة هى المنقذ للإنسانية؟

- هذا ما أؤمن به، وأنا قلت ذلك من خلال «دفاتر الوراق»، وأن هناك من رأوا العالم من خلال نافذة العدالة ولكنهم خلقوا آباء دمروا كل شىء، وأقصد الاتحاد السوفيتى، وهناك من رآه على نحو حر وخلقوا أباطرة جددًا مثل آباء الحرب الباردة، وما بين الاثنين طحن الإنسان، والآن تراجع الكثير من الجبهات، والاقتراحات فى إعادة صياغة العالم لا هى للتيار القومى ولا الدينى ولا الديمقراطى، وأرى أن الثقافة هى من يعول عليها، فالعالم يرتهن للإنسانية بحد ذاتها، بعيدًا عن العرق واللون والدين، نتحدث عن علمانية جديدة ربما يكون ذلك.

■ لكن كيف نشجع المواطن العربى على استهلاك الثقافة بمعدل قريب من استهلاكه للسلع الأخرى؟

- على الإنسان مثلما يذهب للمتجر ويشترى رغيفًا عليه أن يذهب للمكتبة ويشترى كتابًا، حتى يُطعم العقل والقلب، ولكن كيف نرسخ هذا السلوك؟، فى رأيى لن يترسخ هذا السلوك بعيدًا عن المؤسسة الرسمية العربية، كل ما نفعله بعيدًا عن المؤسسة الرسمية سيذهب هباء، حتى مشاكلنا مع دور النشر وذلك الانتقاص من حدود الكاتب، وتلك النظرة على أن كتابته ترف، فكل ما هو بعيد عن المؤسسة العربية الرسمية سيبقى ترفًا.

■ ما معنى اسم جلال برجس؟

- هو اسم الوالد وليس لقب العائلة، وهذا الاسم منتشر عند بدو الأردن والخليج، وهو أحد أسماء الطيور التى تعيش فى روسيا وتهرب فى الشتاء، وتأتى للمناطق الدافئة، ودائمًا هذا الطائر فى حالة تنقل، وربما فى اللاوعى أكون انحزت إلى روسيا فى الرواية ولكن هناك ميولات سياسية أيضًا.

أى الكتّاب المصريين قرأت لهم؟

- قرأت لسامح الجباس رواية سابقة فازت بـ«كتارا» العربية وكنا مع بعض فيها، والآن أقرأ له «رابطة كارهى سليم العشى»، والعنوان حفزنى على القراءة، والآن وصلت لمنتصفها، وقرأت أيضًا لأسماء عديدة منها نورا ناجى وعلاء فرغلى، وأحب إبراهيم عبدالمجيد وأحب القراءة له، يكتب وبرغم مشاكله الصحية لكنه يكتب، يكفينى هدوء إبراهيم عبدالمجيد، وعدم انحيازه للصخب والضوضاء، وهو يكتب ما يحبه، منحه الله كل الصحة.