رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحت ظلال السرسجية


في البدايات، كانت الكورة في مصر بـ تتلعب في الساحات والشوارع وما شابه ذلك من مساحات، دون أي مظلة رسمية، كان بـ يخلي الماتشات واللاعبين والجمهور، عرضة لـ حاجات كتير بطالة، خلينا ناخد جانب منها.
أول حاجة التحكيم، الحكم عنصر أساسي في اللعبة، حتى لو إحنا شايفينه بديهي دلوقتي، إنما في البداية اكتشفوا أهميته بـ التجربة والممارسة، عشان ما نقعدش كل كورة نقول: لأ عليك، لأ علي، خصوصا لو ماتشات كبيرة ومهمة، بين فرقتين ليهم شهرة، إنما كمان ما كانش فيه آليات لـ تعيين حكم، أو حتى تجهيزه قبل الماتش، فـ كانوا بـ يختاروا أي واحد أفندي واقف ع الحبل.
الحبل دا اللي هو حدود الملعب يعني، كانوا بـ يشدوا حبال محل رميات التماس، والجمهور يقف عله الحبل دا، وكانوا بـ يبقوا لابسين هدوم شعبية كتير، زي الجلابية وخلافه، ولكن بعض الجمهور دول كانوا "أفندية"، ودا بـ يبان من هدومهم، فـ كانوا يختاروا أفندي منهم يحكم.
طبعا ما كانش فيه قانون واضح، ولا بنود ولا فقرة تحكيمية، ولا كابتن شناوي وكابتن سمير، ولا أي حاجة من دي، فـ كان الأفندي يحكم حسب ما هو شايف، ورغم إنه الفرقتين هم اللي بـ يختاروا الأفندي دا، إنما طبعا، كانوا بـ يعترضوا على التحكيم، فـ تقوم خناقة، وممكن الماتش يبوظ، ونشوف جروح وكسور وخلافه. 
إنما لو جات ع الحكام كانت هانت، مفيش حاجة ينفع تستمر كدا في الفراغ، مفيش، لو ما لهاش مظلة، هـ يظهر ألف مين يعمل نفسه مظلة، ولو بـ شكل غير رسمي، يعني هنا، اللاعيبة بـ يلعبوا في الطل، يقوم يحصل إيه؟
بـ الظبط، تظهر عصابات السرسجية، تفرض نفسها على اللعب واللاعيبة واللي بـ يلعبوا، وبـ ألف وسيلة ممكن يبوظوا الماتش، لو إنت ما رضيتش بـ طرقهم في التنظيم والتحكم.
يعني مثلا، ممكن تلاقي تلاتة أربعة نشالين، انتشروا بين الجمهور الواقف، وهاتك يا تقليب، عشر دقايق وتلاقي الماتش اتقلب خناقات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
ممكن يطلع لك حد من تحت الأرض، ويدعي إنه الأرض دي تحت حمايته، ويطالبك بـ "أرضية" لـ استغلال "الملعب"، اللي هو المفروض ملكية عامة، وتحت حماية قوات الأمن.
عشرات الوسائل يملكها السرسجية لـ التحكم في سير الأمور، فـ كان اللي بـ يلعبوا بـ يرضخوا لهم في النهاية، ودول كانوا بـ يتلاعبوا في نتايج الماتشات، ويعملوا كل الفظائع، فـ كان الأمر في النهاية، مش بـ يطلع زي ما هو المفروض يحصل، من هنا ظهرت الحاجة لـ "مظلة" رسمية وشرعية، ما كانش رفاهية، كان ضرورة.
المظلة دي هـ نلاقيها في عدة حاجات، كان الأقدم منها، "المدارس".
نقدر نتتبع الخيط بداية من 1892، لما صدر قرار من محمد زكي باشا ناظر المعارف وقتها (= وزير التربية والتعليم) إنه التربية البدنية تبقى مادة أساسية في المدارس. القرار دا في حد ذاته كدا، مالوش علاقة بـ كرة القدم، إنما الفكرة إنه الرياضة بـ شكل عام، بقت مفروضة في المدارس، فـ لما الكورة انتشرت في الشوارع، كان طبيعي المدارس تبقى مظلة مناسبة لـ اللعبة
ولسه في الكلام كلام