مجلة: السلام في مضيق تايوان تصور مشترك بين أمريكا والاتحاد الأوروبي
شكلت أزمة تايوان والصراع الحالي عليها وأهمية السلام والاستقرار وتشجيع الحل السلمي بها أحد أهم الملفات التي تقاسمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مؤخرا، حيث أشار إليها بيان قمة مجموعة السبع في 13 يونيو الجاري لأول مرة، وظهر المحتوى ذاته أيضا للمرة الأولى في بيان قمة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ووفقا لمجلة "ذي ديبلومات"، اليابانية والمتخصصة في شؤون منطقة آسيا-المحيط الهادئ، لم يكن إدراج قضية مضيق تايوان كبند مشترك في جدول أعمال قمة مجموعة السبع تحت عنوان "المسؤولية العالمية والعمل الدولي" قرارا سهلا بين العواصم السبع.
ونقلت المجلة عن مصادر سياسية ودبلوماسية أن أعضاء فرنسا وألمانيا جادلوا، قبل القمة، طرح قضية مضيق تايوان على القادة، حيث تتطلع الدولتان إلى التخفيف من حدة الانزعاج لبكين، خاصة بعدما تم تناول القضية بشكل واضح في البيان المشترك لوزراء خارجية السبع قبل شهر من انعقاد هذه القمة.
من ناحية أخرى، اقترح ممثلو الولايات المتحدة الأمريكية واليابان ضرورة مثل هذه الخطوة، بحجة أن الوضع في مضيق تايوان هو موضوع وثيق الصلة بأمنهم القومي، وأن عدم ذكر ذلك من شأنه أن يعطي انطباعا خاطئا بأن القادة بشكل جماعي ليس لديهم مخاوف بشأن هذه القضية.
وقال بيان مجموعة السبع: "إننا نؤكد أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، ونشجع الحل السلمي للقضايا المتعلقة بالمضيق".
وأشارت المجلة إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا يشتركان دائمًا في نفس تصور التهديد والمصالح الأمنية والنهج المفضل عندما يتعلق الأمر بالصين، ومع ذلك، فإن السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان يناسب بلا شك قيم الاتحاد الأوروبي ومصالحه.
وفي أبريل الماضي، أشار مشروع تقرير البرلمان الأوروبي حول استراتيجية الاتحاد الأوروبي الجديدة للصين إلى الدفاع عن الديمقراطية الليبرالية في العالم، قائلا: "قد توفر قضية مضيق تايوان فرصة للاتحاد الأوروبي لتوضيح عمله الداعم للديمقراطيات ولحل الخلافات بطريقة سلمية".
كما تنص الوثيقة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والصين الصادرة في مارس 2019 تحت عنوان "الاتحاد الأوروبي والصين - نظرة مستقبلية استراتيجية"، والتي اعتمدها المجلس الأوروبي كموقف رسمي للاتحاد الأوروبي ككل في أكتوبر 2020، أن الصين قد تكون شريكا ، ومنافسا ، ومنافس منهجي حسب مجالات السياسة المعنية، لذلك ، فإن تأييد الاتحاد الأوروبي للسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان - حيث تمثل بكين وتايبيه نظامين متناقضين للحكم - قد يظهر كيف سيتمكن الاتحاد الأوروبي من تنفيذ استراتيجيته الخاصة بالصين بطريقة ملموسة.
واختتمت المجلة بأن تأييد السلام والاستقرار في مضيق تايوان والانخراط فيهما لا يعني أن اختيار الاصطفاف مع الجانب الأمريكي هو من أجل مواجهة الصين، وإنما يعد توضيحا لتمسك الاتحاد الأوروبي بقيمه وحماية مصالحه، وهو ما يتماشى مع استراتيجيته الخاصة إزاء الصين.