جابر بغدادي يطالب بتدريس التصوف
جابر بغدادي: التصوف هو الإسلام وتدريسه في المؤسسات التعليمية ضرورة
قال الشيخ جابر بغدادي وكيل الطريقة الخلوتية الجودية، ورئيس مؤسسة القبة الخضراء، إن “التصوف هو الإسلام، وليس ركن ثالث أو ركن رابع، وهو روح الإسلام وهو روحانية الإسلام، والإمام الغزالى رحمه الله قال أن التصوف هو فرض عين على كل مسلم، وذلك لأن كل فنون الدين وعلوم الدين فرض كفاية فالفقه إذا تعلمه العلماء فالعوام عليهم التقوى والعلماء عليهم العلم، إنما بالنسبة للتصوف هو العلم المفروض على الجميع سواء العالم أو المسلم العادي، لأن الله سبحانه وتعالى أمرني أن أتزكى، ومدح قوم (قد أفلح من تزكى) فقال قد أفلح من تزكى ولا يخلو أحد من عيب في زماننا إلا الأنبياء، وبعد النبى صلى الله عليه وسلم لا يوجد أنبياء الآن، وليس هناك من هو معصوم، وكل واحد لديه خلل نفسي يحتاج إلى أن يتطهر منه ليصل إلى هذا السمو الروحاني إلى معرفة الله، ولذلك التصوف هو معراج الوجود للتصالح مع الودود”.
وطالب بغدادي لـ"الدستور" بضرورة تدريس منهج التصوف في المؤسسات التعليمية، قائلا: إن “مادة الدين مناسبة إذا بنيت على روح الصوفية، ولا أقصد بذلك مدارس الصوفية الفلسفية مثلما قال سيدنا الشيخ، ولا أقصد الفلسفة العميقة، لكن أقصد أن أطبق تعاليم الشريعة بحب، أين إحترام المعلم، فأنا لم أتعلم تعظيم الأستاذ الذى علمنى إلا من الحضرة الصوفية، حيث أننى أرى فيها التلميذ جالس أمام الشيخ بكل أدب وتواضع من أين أتى بهذا الإحترام، هل أحد أجبره على ذلك، لا بالطبع ولكن السر أنه يحب شيخه ومعلمه الصوفى، والإمام فى المسجد يمكث وقت طويل يخطب عن الصبر وعن قيام الليل طوال النهار، ويأتى الشيخ يقول لمريده يا ولد لا تنسي قيام الليل، ويفضل الواحد يسمع الف شريط والف درس عن أهمية صلاة الفجر وقراءة القرآن، ويأتى الشيخ فيقول فى كلمة صغنونه، يافلان أبقى أقرأ القرآن فتجد لديك عزم عجيب، فلماذا حدث ذلك، حدث لان من وجهك قدوة تحبها”.
وتابع: “النبى غرس الإيمان فى الصحابة وقال لهم: لا يؤمن أحدكم، أي لا يكمل إيمان أحدكم، حتى أكون أنا القدوة أحب إليه من نفسه التى بين جنبيه، فهذه المعاني المغروسة، لو أن السادة التربويين وأهل المناهج التربوية، غمسوا معانيهم وكتبهم فى بحر التصوف، لن أقول زينو حروفهم بالتصوف لكن أقول غمروا مناهجهم بالتصوف لسيرنا في مجتمع الصغير فيه يوقر الكبير، والكبير فيه يرحم الصغير، لسيرنا فيه مجتمع به تكافل اجتماعي، وسنفعل بحب أهل البيت مبدأ التصوف، يطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتمياً وأسيراً، سينتشر الإسلام بين الناس إسلام الرحمة والوسطية، وإسلام الزهد، وإسلام الحب، وإسلام الذي يقول (إماطة الأذى عن الطريق صدقة)، وهذا هو الإسلام الذي يعلمني أرفع فرع شجرة من الأرض، مخافة أن يأتي من هو بعدى يتعثر فيه، هذا الإسلام الذي يعلمني لا أعتدي وأجور على البيئة، هذا هو الإسلام الذي أقصده الذي مكتمل فيه روح التصوف، وليس شرط أن نسميه التصوف يمكن أن نسميه الإحسان”.