رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السلام الدائم».. خبراء يتوقعون تنظيم القاهرة مؤتمرًا دوليًا عن فلسطين

فلسطين
فلسطين

منذ اندلاع المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، كان الدور المصرى حاضرًا بقوة، بهدف الوصول إلى تهدئة واتفاق على وقف إطلاق النار فى أسرع وقت ممكن حقنًا لدماء الفلسطينيين، وهو ما نجحت فيه بإعلان الجانبين عن الموافقة على المقترح المصرى فى هذا الصدد، ودخوله حيز التنفيذ الفعلى.

ولم تقتصر الجهود المصرية على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسعت إلى تثبيته والوصول إلى تفاهمات لإبقاء الأوضاع هادئة أطول فترة ممكنة، عبر إرسال عدة وفود أمنية مصرية إلى تل أبيب وغزة والضفة الغربية، لإجراء مباحثات مع الجانبين فى هذا الشأن، ومتابعة تطور الأوضاع على الأرض، إلى جانب قيادة جهود إعادة إعمار غزة، والحشد الدولى باتجاه حل الدولتين، استثمارًا لتدخل الإدارة الأمريكية المقتنعة بهذا الحل، ووجود ما يمكن تسميته بحالة «توازن الرعب» لدى الطرفين.

وتبنى الرئيس عبدالفتاح السيسى طرح القضية الفلسطينية، خلال القمة الأخيرة عن الاقتصاد الإفريقى فى العاصمة الفرنسية باريس، ولقاءاته على هامشها مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، وصولًا إلى إعلانه من هناك عن تخصيص نصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة، وتوجيهه بفتح المستشفيات المصرية ومعبر رفح لنقل المصابين الفلسطينيين للعلاج داخل مصر.

وتتحدث أوساط دولية وسياسية فى الوقت الحالى عن سعى مصر لعقد مؤتمر دولى لدعم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من أجل تثبيت قرار وقف إطلاق النار، والبدء فى خطوات إعادة إعمار قطاع غزة، انتهاءً بالتوصل إلى سلام شامل ودائم بين الجانبين.

وقالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة، إن هذا المؤتمر المنتظر يأتى فى إطار النشاط الدبلوماسى والأمنى المكثف من قبل القاهرة، لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وبحث خطوات إعادة إعمار قطاع غزة، كما أنه استكمال لجهودها فى إحياء عملية السلام بصفة عامة.

وأضافت: «مصر كانت وستظل تحمل القضية الفلسطينية فى قلب سياستها الخارجية، إيمانًا منها بحق الشعب الفلسطينى وأهمية الحل العادل للقضية الفلسطينية من أجل استقرار المنطقة»، مشددة على أن جهود مصر أكثر بروزًا فى الوقت الراهن، مقارنة بما كان عليه الحال خلال السنوات العديدة الماضية.

واختتمت بالقول إن «مصر استطاعت أن تثبت للعالم كله امتلاكها دبلوماسية قادرة على حل النزاعات، بعدما نجحت فى التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار فى غزة، ما جعلها محط الأنظار على الصعيد الدبلوماسى».

ورأى بشير عبدالفتاح، الباحث السياسى، أن دعوة القاهرة لإقامة مؤتمر دولى للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تعكس مدى حرصها على استئناف عملية تسوية الصراع الممتد منذ سنوات طويلة، على أساس إقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لحدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. وقال «عبدالفتاح» إن الدعوة للمؤتمر أفضل وسيلة لمنع التوترات فى الأراضى المحتلة، على اعتبار أن وقف إطلاق النار من الحلول المؤقتة، لذا لا بد على المجتمع الدولى أن يدعم التحركات المصرية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، باعتبارها ضمانة للاستقرار وتحقيق السلام الدائم، ليس فقط فى الإقليم، وإنما على مستوى العالم كله.