رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: إنهم يسرقون مصر عيني عينك.. قليل من الحياء يا نفيسي

محمد الباز
محمد الباز

على حسابه الخاص بـ«تويتر» كتب السياسى الكويتى عبدالله النفيسى: «بدأت تتسرب أخبار جديدة حول وقف إطلاق النار وقبول نتنياهو (على عجل) بقبول وقف إطلاق النار، تركيا وباكستان طلبا من الأردن والعراق استخدام قواعد جوية للدخول عبر سلاح الجو فى القتال مناصرة للمقاومة الفلسطينية، بايدن أخبر الإسرائيليين بذلك فقبلوا على عجل أن يتوقفوا». 

قبل أن تندهش من هذا الهراء الذى كتبه المدعو عبدالله النفيسى، عليك أولًا أن تتعرف عليه، ليس لأنه مهم بالنسبة لنا، ولا حتى لتأثير كلامه الذى لا يتجاوز حسابه على شبكة التواصل الاجتماعى، ولكن حتى نعرف دوافعه لكل هذا الحقد ومحاولة تزوير الوقائع التى يشهد لها وبها الجميع. 

عبدالله النفيسى إخوانى كويتى متطرف، كل الإخوان بالنسبة لى متطرفون، من مواليد عام ١٩٤٥، بدأ حياته الدراسية فى مصر، ثم انتقل بعد انتهائه من الثانوية إلى بريطانيا لدراسة الطب، ولكنه فشل فتوجه إلى دراسة العلوم السياسية فى بيروت. 

يطلقون عليه «بن لادن الكويت»، انطلاقًا من انتمائه الإخوانى ومعالجاته المتطرفة للأمور، وسلوكه الذى يتسق مع سلوك أى إرهابى، لا يكف عن الإساءة للدول العربية ورموزها، ولا يستثنى من ذلك أحدًا، اللهم إلا الرئيس التركى الذى لا يُخفى فخره به، وهو ما يمكن أن يفسر لنا ما كتبه عما جرى فى فلسطين على هامش المواجهة التى جرت بين جيش الاحتلال الإسرائيلى وقوى المقاومة. 

يكره عبدالله النفيسى مصر، يحقد عليها، يتمنى لها الشر، وفاءً لجماعته الإرهابية، لا نحتاج إلى دليل على ذلك، لكنه يقدم لنا بما كتبه دليلًا واضحًا لا يقبل التأويل، بإشارته إلى أن سبب قبول إسرائيل الهدنة، ووقف إطلاق النار، ما ردده هو دون أن يقول به أحد، عن تدخل تركى باكستانى عبر العراق والأردن، وهو ما جعل إسرائيل تشعر بأنها فى خطر بعد أن أخبرها الرئيس الأمريكى «جو بايدن» بذلك، فآثرت السلامة خوفًا من الصواريخ التركية والباكستانية. 

لم يقدم النفيسى دليلًا واحدًا على ما قاله. 

وكيف له أن يقدم دليلًا على أكاذيب اخترعها من نفسه؟

أكاذيب كتبها ويروّج لها أصدقاؤه من الإخوان، ليسرقوا الانتصار الذى حققته مصر على الأرض، وهو انتصار مشهود له وموثق، ولا يمكن أن ينكره إلا كاره، والإخوان كارهون ما فى ذلك شك. 

لكن لماذا يحاول الإخوان فى كل دول العالم سرقة انتصار مصر؟ 

السبب المباشر لكيد الإخوان أن مصر بما فعلته فى فلسطين أنهت على البقية الباقية من جماعة الإخوان، التى ظلت طوال تاريخها تتاجر بالقضية الفلسطينية وتصدر نفسها على أنها حامية الحمى، والتى تدعم النضال بالمال والرجال. 

ظلت مناصرة جماعة الإخوان الإرهابية للقضية الفلسطينية أسطورة مسلطة على رقابنا، تلفها الأكاذيب والمبالغات التى لا يوجد دليل واحد عليها، بل تحولت إلى أداة ابتزاز أتقنتها الجماعة لكسب تعاطف الشباب معها، حتى جاء الموقف المصرى الأخير الذى أثبت أن الدولة المصرية هى صاحبة الفضل ليس الآن فقط، ولكن منذ عقود، وأن ما فعله الإخوان لم يكن سوى دعايات رخيصة بما لم يفعلوه. 

كشفت مصر بموقفها فى فلسطين وسعيها لوقف إطلاق النار وبمبادرتها لإعمار غزة، ودفع العالم كله دفعًا إلى ذلك، عورة الجماعة الإرهابية، وهو ما زاد فى جنون الإخوان، فقد جعلتهم مصر عرايا أمام الجميع، فما كان منهم إلا استخدام أبواقهم لتفسير ما جرى بأى تفسير يخاصم الواقع، المهم ألا يُنسب الفضل لمصر، وألا يعترف العالم لها بما حدث. 

لقد مُنيت الجماعة الإرهابية بأكبر خسارة فى أحداث غزة الأخيرة، بعد خسارتها الكبرى فى ٣٠ يونيو، وهو ما أوجعها، وجعلها تحاول سرقة مصر عينى عينك. 

ما يحدث ليس جديدًا على الجماعة الإرهابية، فالذين خططوا لسرقة وطن ومحو هويته، ليس بعيدًا عليهم أن يحاولوا سرقة انتصار دولة تتعامل بشرف فى قضاياها الداخلية والخارجية. 

لتنعم مصر بما فعلته.. ولتظل الجماعة فى انحطاطها وأكاذيبها التى لم يعد أحد يصدقها أو يتفاعل معها.