رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آدم حنين.. المبدع الكبير

آدم حنين
آدم حنين

 

تحل الذكرى الأولى لرحيل الفنان التشكيلى الكبير آدم حنين، اليوم، الذى عُرف طفلًا باسم صمويل هنرى حنين، وغيّر اسمه إلى «آدم» فيما بعد، ولعبت الصدفة دورًا كبيرًا وجميلًا فى حياته، حتى أصبح من أهم رواد الفن التشكيلى فى مصر.

كان الطفل صمويل هنرى حنين يدرس فى مدرسة «التوفيق» الابتدائية، حدث أن مدرس التاريخ، وكان اسمه «زكى أفندى»، أخذه فى رحلة إلى «الأنتكخانة»، الذى سمى فيما بعد بـ«المتحف المصرى»، وكانت هذه هى أول زيارة لـ«صمويل» إلى المتحف، وهناك راح الطفل الصغير يوزع اندهاشه على التماثيل الصغيرة وكيفية نحتها والإتقان فى ذلك، فخرج من هذه الزيارة مبهورًا يحاوطه العديد من الأسئلة التى تحتاج إلى إجابات من عقل أكبر.

كان والد آدم حنين يعمل تاجرًا للفضيات ويملك محلًا فى حى الصاغة، وقتها كان مدرس الأشغال، ويدعى «وهيب أفندى إلياس»، يصنع تمثالًا من «البلاستسين»، فراح «حنين» يتابعه بشغف وانبهار محاولًا تلمس الطريق للتعلم منه وتقليده.

وبالفعل أحضر طين صلصال وراح يصنع منه تمثالًا لرأس إخناتون، وأصبح هذا هو أول عمل تجسده يدا الفنان العبقرى، وبعد جفاف الصلصال أحضر بعض الألوان وراح يلونه، ولما رآه والده أعجب بما صنعته يدا ولده وأمسك بالتمثال وعرضه فى «فاترينة» محل الفضيات وسط معروضاته. كل هذا كان سببًا لأن يحدد الولد الصغير اتجاهه وتكون الفنون الجميلة هى قبلته، فدخلها بالفعل عام ١٩٤٩، ليتخصص فى فن النحت، ويتخرج فيها بتقدير «امتياز مع مرتبة الشرف» عام ١٩٥٣، وفيها درس على يد عباقرة فن النحت، على رأسهم جمال السجينى.

بمجرد تخرجه اتجه «حنين» إلى الأقصر ليقضى فيها الفترة من ١٩٥٤ لـ١٩٥٦، فى بعثة حصل عليها لتفوقه.