رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنتدى العربي الأوروبى للسينما والمسرح ينظم ندوة حول فلسفة الموت ودلالته ومعانيه

شعار المنتدى العربي
شعار المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح

نظم المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح ندوة خاصة حول فلسفة الموت ودلالته ومعانيه بحضور نخبة فكرية وفنية وأدبية، مساء الجمعة 7 مايو، عبر البث المباشر، إعمالّا للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

 شارك في الندوة الشاعر القس جوزيف موسى إيليا، والفنان والمخرج المسرحي الدكتور جبار خماط حسن، والشاعرة القديرة الدكتورة فاطمة ناعوت، والأديب والفنان يوسف صبري، والروائي عماد البليك، والشاعر زكريا شيخ أحمد، والشاعرة إخلاص فرنسيس، والشاعرة الدكتورة سليمة مسعودي، والكاتبة الدكتورة جميلة الوطني، والناقدة الدكتورة منى براهيمي، والروائي محمد فتحي المقداد، والكاتب مراد فريد، والفنانة هنا حلمي، والروائي عمر سعيد، والشاعرة درية فرحات.

وفي افتتاحية الندوة رحب حميد عقبي بالضيوف، منوها بأن هذه الندوة والتي تتزامن مع اليوم الثالث لوفاة المغفور له بإذن الله والده العزيز وكان مقررًا عمل ندوة عن العيادة المسرحية واستضافة الفنان د. جبار خماط، وبسبب المصاب تم تغيير الموضوع وتأجيل ندوة العيادة لبعد العيد، كما أكد بأنه لا تغييرات لبرامج المنتدى، حيث سينطلق ملتقى الإبداعات السردية في العشرين من مايو.

 

ثم تحدث القس الشاعر السوري جوزيف إيليا معزيًا حميد عقبي وكل من فقد قريبًا وعزيزًا، وقال: الموت إذا كانت له فلسفة فهو لن يترك أحدًا، وهو حقيقة وقرأ مقتطفات شعرية استهلها

إنْ متُّ يومًا لا تقولوا : كانا

بل فلتقولوا : قد مضى حيرانا

من كانتِ الدّنيا بماءِ كلامِهِ

تُروى يغادرُ نبعَها ظمآن

ثم تحدث الفنان المسرحي العراقي الدكتور جبار خماط، متمنيًا أن تكون هذه الندوة صققة جارية للفقيد وفي مداخلته تحدث أن الموت كائن حي، لأنه يرافقك كظلك لكنك قد تتناساه وهو معك أينما تذهب، وهو رحلة إلى اللا مرئي وإن توقف الجسد وهذه الرحلة لا يعرفها إلا الموتى، الموتى ينتقلون لعالم أكثر رحابة من عالمنا وفيه سعادة كبرى، وهنالك ديمقراطية بالموت فكل الناس تموت بمختلف أجناسها وطبقاتها ومراكزها أي حتمية تاريخية ولعل من المهم فهمه يحدث توازنات بالحياة، فالموت مخلوق وهو ليس عقابًا أي هو قدرنا المؤجل، فالموت واحد وأشكاله متعددة، وشرح العديد من النقاط لفهم فلسفة الموت.

ثم شارك الشاعر الأديب السوري صبري يوسف بقراءة مقتطفات من قصيدته موتُنا مؤجَّلٌ إلى حين، نقتطف منها:

"يتبرعمُ الإنسانُ على وجهِ الدُّنيا

كشهقةِ فرحٍ

كسنبلةٍ تشمخُ اخضراراً

حاملاً شهقةَ الموتِ بينَ جَناحيهِ

حاملاً رؤى عطشى لنداوةِ المطرِ

رؤى من نورِ الأعالي

وجعٌ يزدادُ هطولاً في خضمِّ العمرِ

يعبرُ الموتُ لهفةَ الأنسِ

منساباً كتلألؤاتِ الشُّموعِ

لا نملكُ على وجهِ الدُّنيا

سوى أعمارِنا القصيرةِ

سوى دموعِنا السَّاخناتِ!

ثم تحدث الروائي الناقد عماد البليك والذي حاول شرح عدة محاور حول فهم الموت ويرى أن للموت بعدًا فلسفيًا وأن السؤال يحيلنا للحياة كونها غامضة وأيضًا عالم ما قبل الحياة، فكل هذه العوالم متصلة ومترابطة وشرح هذا البعد ثم تحدث عن نظرة المجتمع السوداني للموت والذي يعطي للموت أبعادًا درامية مثل النعي والندب والحزن.

في مداخلته الثانية، نوه القس جوزيف لعدة نقاط مهمة واستدل بالبداية بمقولة للنبي سليمان تقول للولادة وقت وللموت وقت، إذن الموت حقيقة ولكن سؤال من يموت؟ من هو الذي يموت؟ فعشبة الخلود موجودة وإن هلك الجسد وعلينا كجلجامش نفتش عنها، وقرأ نصا شعريا بليغا يوضح أن الميت الحقيقي هو الذي لا يقدم شيئا للحياة، بعنوان: دع الموتى لموتاهم، وجاءت أبياته كالتالي.

دعِ الموتى لموتاهم

وقمْ مستنكِرًا موتَكْ

لكَ الدّنيا فعشْ فيها

قويًّا مطلِقًا صوتَكْ

ومهما ثارَ بحرُكَ لا

تلِنْ واركبْ بهِ حُوتَكْ

تصلْ للمبتغى حُرًّا

ولن تُفنيْ يدٌ قُوْتَكْ

مِنَ الآنَ انتفِضْ هيّا

وليتكَ تبتدي ليتَكْ

بذا تحظى بما يحلو

وتبني شامخًا بيتَكْ

كرومُكَ فيهِ ناضجةٌ

وتلقى نابعًا زيتَكْ

وفي غرفٍ مِنَ المعنى

ترتِّبُ دافئًا تختَكْ

وفي حقلِ الخلودِ أقِمْ

تداعبُ كفُّهُ توتَكْ

وفيهِ نهرُ أمجادٍ

سيجري ماؤهُ تحتَكْ

ثم تحدثت الشاعرة المصرية الدكتورة فاطمة ناعوت، حيث نوهت لبعض الفروقات في التعامل مع الموت بين المسيحيين والمسلمين، فالمسيحيون يحزنون ولكن لا نجد العويل والصراخ في جنازاتهم باعتبار الموت انتقالًا، فالجسد وعاء للروح.

وشرحت أن هذا يقترب جدًا من الفكر الفرعوني والذي يؤمن بحياة ثانية بعد الموت، متحدثة عن كتاب الموت بمعنى العبور للضفة الثانية، فالحياة هي ظلمة وعبر الموت ننتقل للنور، وهذا الكتاب اسمه الحقيقي الخروج إلى النهار، وتطرقت لنقاط مهمة ومثيرة.