بعد تكريمهما.. سائق قطار أسوان ومساعده: «الحمد لله قدرنا نمنع كارثة» (فيديو)
بعد تكريم رئيس المنطقة الجنوبية لسكة الحديد في أسوان، كلاً من خالد الليثي، قائد قطار، ومحمود مأمون مساعد قائد قطار، بشهادات تقدير ومبلغ مالي، وذلك نظرًا ليقظتهما أثناء قيادة القطار رقم ٨٦ النوم السياحي، واتخاذ الرباط السريع ''الفرامل'' بعد ملاحظاتهما لجرار زراعي يحمل مقطورات قصب السكر، تسلق من أعلى سور السكة الحديد وقف أمام القطار مباشرة، لتأمين سلامة المواطنين وحمايتهم من كارثة كبرى كانت من الممكن أن تحصد أرواح الكثير.
التقت '' الدستور'' بقائد قطار سكة حديد أسوان خالد الليثي، البالغ من العمر 50 عامًا، لتحاوره حول قصة تفاديه هو ومساعده محمود مأمون، لتفاديهما حادث تصادم كان من الممكن أن يحصد أرواح المواطنين.
وقال خالد الليثي، سائق القطار، إنه يعمل كسائق قطارات بسكة حديد أسوان منذ سنة 90، ومساعده محمود مأمون منذ 7 سنوات، نظرًا للعجز في عدد مساعدي سائقي القطارات، وأنهم يعملون وفق نظام الجدول، والذى يتضمن رحلة العمل تبدأ من أسوان ويسلم لزميل آخر بمحافظة الأقصر، ويتوجه الاستراحة لمدة تتراوح 5 ساعات ويعود إلى أسوان برحلة القطار القادمة، موضحًا أن إنقاذه الموقف لعدم وقوع حادث تصادم بين القطار والجرار الزراعى لم تكن الأولى من نوعها بل إن هناك عدة مواقف يتعرض لها خلال قيادته ويلجأ لأخذ رباط سريع ''فرامل'' لإنقاذها أيضًا.
وقال لـ''الدستور'': ''الحمد لله من لطف ربنا علينا تمكنا انا والمساعد ننقذ موقف كان من الممكن يؤدي لكارثة حقيقة''، حيث أنه تفادى الحادث لإنقاذ ركاب القطار باتخاذ رباط سريع '' فرامل''، حتى لا يصطدم القطار بجرار زراعي يحمل مقطورات قصب السكر.
وأشار قائد قطار أسوان إلى أنه منذ ما يقرب من 4 أو 5 سنوات فقط بدأ يظهر عدم احترام الأهالي للسكة الحديد، حيث أنهم ليس لديهم دراية أن القطار عبارة عن كتلة حديدية صعبة فوق الوصف قائلاً: ''بتضرب مبتخليش حد''، وهم يعرضون حياتهم للخطر نظرًا لتهاونهم وعبور السكة الحديد على الرغم من علمهم أن يتزامن ذلك مع مرور القطار، مضيفًا أنه يلاحظ خلال مروره ببعض المحافظات جلوس الشباب على قضبان شريط السكة الحديد دون إدراك المخاطر التي يتعرض لها، قائلاً: ''عارف إن ممكن هواء القطر يموته، لأنه قوي جدًا''.
وأوضح أنه منذ تعيينه يأتي إلى عمله قبل الوقت المحدد بمدة طويلة لتجهيز الجرار والاستعداد التام للرحلة، قائلاً '' الحمد لله متجاوزتش السنافور ولا الرصيف، ولا حصلت معايا حادثه ولا اي مشكلة الحمد لله وربنا يسترها لحد المعاش وأفضل بنفس الاداء''.
وتابع ''الليثي'' أنها لم تكن المرة الأولى التي يحصل بها على تكريم، إلا أنه تم تكريمه منذ حوالى ٤ سنوات، بمبلغ مالي، على موقف بطولي آخر، وكانت لقيادته أحد الجرارات التي تلفت إثر وقوع حادث قطار بإحدى مراكز المحافظة، وتوصيلها إلى محافظة القاهرة.
ووجه قائد قطار أسوان رسالة للأهالي، قائلاً: ''اللي موجود في القطر من أول قائد قطار لحد اخر شخص موجود بتاع كهرباء أو اي حد من الأطقم كلنا بنتمني ليك السلامة، وخلال الآونة الأخيرة الراكب ف القطر كل اللي بيطلبه بيلاقي بس السلوكيات لازم تتغير''.
وطالب خالد الليثي، الأهالي بعدم عبور شريط السكة الحديد عند علمهم بعبور القطار، حتى لا يعرضوا حياتهم للخطر الأفضل لهم أن ينتظروا مروره أولاً لتأمين حياتهم، حيث أن تبين لنا خلال الفترة الأخيرة من خلال مشاهدة فيديوهات لشخص ينام أسفل القطار، أو عبور عربة محملة برسيم وغيرها من الموقف التي يجازف بحياتهم فيها، وعند وقوع أي مشكلة تسند مسئوليتها إلى العاملين بالسكة الحديد قائلاً'' لما حد بيعمل معاه مشكلة القطر الناس بتيجي لسكة الحديد نزيف الدم بتموتوا الناس''.
وتوجه خالد الليثي، بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وكامل الوزير وزير النقل، على الجرارات الجديدة التي يتم استخدامها في السكة الحديد في الوقت الحالي، نظرًا لأنها قيمة وقامة لقائدي القطارات، ولها عدة مزايا في المواصفات وقوة الجر أيضًا.
جدير بالذكر أنه تمكن خالد الليثي سائق قطار رقم 86 نوم سياحي، ومساعده محمود مأمون، خلال عودتهما برحلة القطار من محافظة الاقصر متجهين إلى محطة سكة حديد أسوان، من تفادي حادث تصادم مع جرار زراعي محمل بمحصول قصب السكر تسلق شريط السكة الحديد بشكل مفاجئ عند محطة مركز دراو التابع للمحافظة، حيث إنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة على الفور، وأخذ الرباط السريع '' الفرامل'' حتى يتوقف القطار، ليتفادي بذلك كارثه كبرى كانت من الممكن أن تحصد أرواح مواطنين، وتعرض آخرون للإصابة.
تداول العديد من رواد موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، منشور يرصد تسلق أحدى الجرارات الزراعية الحاملة لمحصول قصب السكر السور لدخول إلى شريط السكة الحديد والعبور، وجاء ذلك بالتزامن مع وقت مرور قطار النوم السياحي الذي يحمل رقم 86، عند محطة دراو التابعة لمحافظة أسوان.
واستكمل المنشور أن تمكن قائد القطار خالد الليثي، ومساعده محمود مأمون من اتخاذ الأجراءات اللازمة، حيث أنه على الفور اتخذ قرار الرباط السريع '' الفرامل'' حتى يتوقف القطار، وبهذا التصرف تفادي حدوث حادثه كبري، كانت من الممكن تحصدد اروح أخرى.
وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي ''من فيسبوك''خلال منشوارتهم، عن استيائهم من سوء وعي الأهالي الذي من الممكن أن يساهم بدوره في خلق كارثة كبرى وحصاد العديد من الأرواح الأبرياء التي لم يكن لها أي ذنب.