رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتب إبراهيم فرغلى فى ضيافة حوار الكتب لمناقشة روايته قارئة القطار

الروائي إبراهيم فرغلي
الروائي إبراهيم فرغلي

يحل الكاتب الروائي إبراهيم فرغلي٬ في العاشرة من مساء الأحد المقبل٬ بضيافة برنامج "حوار الكتب"٬ والذي تقدمه الكاتبة هند سعيد٬ عبر البث المباشر٬ عبر تطبيق زووم٬ ومناقشة لرواية إبراهيم فرغلي "قارئة القطار" والصادرة حديثا عن الدار المصرية للنشر والتوزيع.


تحتشد رواية "قارئة القطار" بالعديد من الإشارات والتأويلات٬ من أول سقوط حافظة الراوي وهو يركض للحاق بالقطار٬ مما يحيل لبداية مغادرته لعالمه/ هويته كما يعرفها. مرورا بقارئات القطار وهن كثيرات وليس فقط القارئة العارية٬ سواء ذكري أو غيرها حتي جدة "محمود الوهم" وكونها حافظة المعرفة وحاملتها٬ بل كانت مصدر المعرفة الأول والأوحد لحفيدها محمود الوهم. بما تختزنه من حكايات حملت محمود طفلا لعوالم وحيوات رحبة فسيحة٬ بعيدا عن قريته الساكنة٬ سكونا أشبه بالموات. وهو ما يستدعي صورة المرأة كمعادل موضوعي للمعرفة والنور٬ وهو ما قدمه "فرغلي" من قبل في روايته "معبد أنامل الحرير". فهناك صلة وثيقة بين بطلات "قارئة القطار" والرواية السالفة٬ وهو خط يمتد في مشروع "فرغلي" السردي وتأكيده علي ثنائية المرأة/ المعرفة.  

"قارئة القطار" رواية تحمل الكثير من الرؤي والأفكار الفلسفية٬ وهو ما يؤكد عليه الرواي بصوت قارئة القطار العارية٬ وهي تستهل حكيها بــ"كان يا ما كان.. كنت وكان ما كان" وثنائية الحيرة الأبدية٬ هل نحن حصيلة أقدارنا ومصائرنا المسجلة مسبقا٬ أم أرداتنا الحرة يمكنها أن تختار ما كان وما سيكون٬ وهل ذواتنا ووجودنا في هذا العالم حقيقة أم وهم٬ وهل معارفنا هذه حصيلة الحواس أم العقل..  

ورغم التوازي السردي في رواية "قارئة القطار" بين الحكايتين٬ محمود الوهم وعالم القطار٬ إلا إن البناء السردي جاء محكمًا سلسًا بلا تعقيدات٬ فلا يصاب قارئها بالتشتت أو الإرتباك أمام مثل هذا السرد الروائي٬ بل ستتابع وتلهث وراء البناء الروائي لتحل ألغازه وغموضه الذي لن تصير بعده كما كنت قبله.  

تبقي الإشارة إلي أن "قارئة القطار" هنا لم تكن أبدا معادل لشهرزاد القصيدة٬ ولم يكن الراوي شهريار الملوح بسيف مسروره تهديدا ووعيدا٬ إنما جاءت القارئة متسيدة٬ تحكم خيوط غزلها بإحكام ودأب حتي تستمر الرحلة٬ ويستمر القطار إلي وجهته. ولم "تفك" القارئة نسجها المعرفي كما فعلت "بينلوبي" بطلة أوديسا هوميروس.

يشار إلي أن إبراهيم فرغلي٬ سبق وصدرت له العديد من الأعمال الروائية نذكر من بينها: أبناء الجبلاوي٬ جزيرة الورد٬ مصاصو الحبر٬ معبد أنامل الحرير٬ أشباح الحواس٬ ابتسامات القديسين٬ مغامرة في مدينة الموتي٬ كهف الفراشات وغيرها.