رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لا أتطلع لأكثر من ذلك».. هكذا رفض الجنزورى عروض «الإخوان»

كمال الجنزوري
كمال الجنزوري

بدأت منصات وأبواق الجماعة الإرهابية، في إظهار شماتتهم في رحيل كمال الجنزوري، رئيس الوزراء الأسبق، وشرعت تلك الأبواق، سواء القنوات التي تبث من تركيا أو منصات التواصل الاجتماعي، في إبداء التشفي بعد إعلان وفاة رئيس وزارء مصر السابق، كمال الجنزوري، لكن هذا لم يؤثر على الحزن الشعبي الذي خيم على الحسابات الشخصية والمستوى الرسمي للدولة، فشعبيًا لقب الجنزوري بـ"رئيس وزارء الغلابة" لانتصاره لمحدودي الدخل في عهد مبارك.

لكن الجميع يعلم سبب شماتتهم ومكايدتهم حتى من الموت القدري، لأن الجنزوري قد كشف مخططاتهم مبكرًا وعلم نيتهم في الاستيلاء على مقاليد حكم مصر والسيطرة عليها ورفضها جميعًا، وذلك بعد أن رشحه المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ ثورة 25 يناير، برئاسة المشير طنطاوى لرئاسة الوزراء، وكلّفه بتشكيل الحكومة معلنًا أنه ستكون له كل الصلاحيات، يوم 25-11-2011، جراء مليونية 18-11-2011 «جمعة الفرصة الأخيرة» والتي استقالت بعدها حكومة عصام شرف، وهنا حاولوا التودد للجنزوري كي يكون لهم نصيب في الحكومة التي كُلِف الراحل بتشكيلها.

الجنزوري كان يّقظا دومًا يعلم تطلعات هذا الكيان الإرهابي، فيروي في مذكراته التي صدرت عام 2014 عن دار "الشروق"، بعنوان "طريقى.. سنوات الحلم.. والصدام.. والعزلة.. من القرية إلى رئاسة مجلس الوزراء".

واستعرضت مذكراته سنوات النشأة والكفاح والانتقال من القرية إلى القاهرة مرورًا بسنوات الدراسة وصولاً إلى المناصب المرموقة حتى نهاية حكومته الأولى عام 1999، لكن الجزء الأهم كان الفصل الذي يسرد فيه فترة تقرب الإخوان، حيث رفض عرضًا من الرئيس المصري الراحل محمد مرسى ورئيس البرلمان السابق سعد الكتاتنى عندما قاما بتهنئته في أول يوم لتوليه رئاسة الحكومة في 6 ديسمبر 2011.

وأوضح أن العرض تمثل في استعداد الإخوان لدعمه في الترشح لانتخابات ‏الرئاسة مقابل تعيين القيادي في الجماعة الإرهابية خيرت الشاطر نائبًا للرئيس، لكنه رفض ذلك.

ورد عليهما الجنزوري، قائلا: "أنا لا أتطلع لأكثر مما أنا فيه".

وربما يكون ذلك الموقف الوطنى النبيل، هو الذي جعل الرئاسة المصرية تنعيه وتصفه بأنه "رجل دولة من طراز فريد، كان بارًا بمصر، وفيًا لترابها وأهلها".

وقالت إن الراحل "صاحب يدٍ بيضاء في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية، وكانت له مكانته العلمية، ورؤيته الحكيمة، وقدراته القيادية المتميزة والناجحة"، فضلًا عن أخلاقه الرفيعة العالية، وتفانيه وصدقه وإخلاصه في مراحل مصيرية وحاسمة من تاريخ هذا الوطن.